المواجهات تتجدد في القدس والفلسطينيون يبدأون اضرابا..نتانياهو يرفض طلبا امريكيا بالتراجع عن شروط الانسحاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اندلعت المواجهات في الضفة الغربية مجددا وخصوصا في القدس التي شلها اضراب عام مما اسفر عن اصابة ثمانية اسرائيليين بحجارة الفلسطينيين الذين اعتقلت سلطات الاحتلال 18 منهم خلال الـ 24 ساعة الماضية وتزامن ذلك مع تصاعد الازمة السياسية والاتهامات المتبادلة باعلان بنيامين نتانياهو تحديه لموقف واشنطن الرافض لشروطه الجديدة لاستكمال الانسحابات ومطالبته بتنفيذ اتفاق واي بلانتيشن كما وقع ودون شروط اضافية اعتبرها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خرقا كاملا للاتفاق. فقد رشق متظاهرون فلسطينيون جنود الاحتلال والمستوطنين امس بالحجارة والزجاجات الفارغة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية ابرزها قرب رام الله ومفترق طرق الرام اسفرت عن اصابة مستوطنين اثنين بعد تحطيم زجاج سيارتيهما. وتجددت المواجهات ايضا صباح امس في الشطر الشرقي للقدس المحتلة بعد ان استمرت بشكل منقطع طوال الليل وامتدت الى حي في الشطر الغربي للمدينة حيث يسكن ذوو فلسطيني استشهد امس الاول بسكين متطرف صهيوني. واندلعت هذه المواجهات بعد ان هاجم المتظاهرون مركزا للشرطة الاسرائيلية وجنود الاحتلال في شارع صلاح الدين اسفرت عن اصابة ستة من الشرطة ومستوطنين اثنين اضافة لتحطيم سيارتين لاسرائيليين في منطقة باب العمود وقرب مدرسة الرشيدية وقيام شبان الحي السوري بسد الطريق المؤدية اليه بالاطارات المشتعلة. وشل اضراب تجاري عام الشطر الشرقي للمدينة تلبية لدعوة من حركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية احتجاجا على استشهاد الفلسطيني امس الاول وزادت حمى المواجهات حين خرج المئات من طلبة كلية الامة في المدينة واشتبكوا مع جنود الاحتلال. وبعد اعتقال ستة من المتظاهرين خلال الليل اعتقل افراد من اجهزة الامن الاسرائيلية متنكرين بزي عربي ثلاثة آخرين خلال مواجهات امس ليصل عدد المعتقلين خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية الى 18 فلسطينيا. وقال مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية ان الحكومة الاسرائيلية بافراجها عن المجرمين من المستوطنين تشجع على استهداف الفلسطينيين في المدينة الذين طالب بحماية دولية لهم او تكليف شركات حراسة بهذه المهمة. وفي منطقة الخليل فتح مجهولون النار على مستوطنة (بيت حجاي) ثم انسحبوا الى المدينة دون تقارير عن حدوث خسائر. في غضون ذلك طالبت الخارجية الامريكية نتانياهو بتنفيذ اتفاق واي بلانتيشن كما هو دون شروطه التي اضافها مؤخرا وهو ما قوبل برفض الاخير واصراره على وقف الانسحابات من الضفة الى حين تراجع السلطة عن اعلان الدولة ووقف التحريض والمطالبة بالافراج عن الاسرى السياسيين. وردا على الموقف الامريكي قال نتانياهو امس محتجا لا اعرف ما الذي يعترض عليه الامريكيون... قال الامريكيون انهم يريدون ان يتصرف الجانبان وفقا لاتفاق واي وهذا هو موقفنا ايضا (حسب زعمة مضيفا) المبادىء التي حددناها هي صحيحة ولها ما يبررها) . وقال نتانياهو قبل الاجتماع مع وزيرة الصحة الامريكية دونا شالالا (لدينا عملية توقفت بسبب الجانب الفلسطيني وكي تستمر من جانب اسرائيل فانها تحتاج الى اصلاح من الجانب الفلسطيني) . واضاف انه سيرحب بالرئيس الامريكي بيل كلينتون كصديق وحليف لدى وصوله في زيارة رسمية بعد تسعة ايام لتعزيز مساعي السلام في الشرق الاوسط لكنه تعهد بالا يستمر تنفيذ الاتفاق الذي ابرم بوساطة كلينتون الا اذا اوفى الفلسطينيون بالتزاماتهم من وجهة نظره. وقال ان الهجوم على جندي اسرائيلي في رام الله امس الاول (تم بتنظيم وتدبير وتخطيط سابق وتحريض من السلطة الفلسطينية.. على الفلسطينيين ان يكفوا عن تحريض شعبهم) , لكنه عرض في اشارة استفزازية على وزير التربية اسحق نيفي المعادي للسلام الانضمام الى حكومته المصغرة. وابدى الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان اسفه للجمود الذي يكتنف تنفيذ الاتفاق مشيرا الى انه كان من الممكن تفاديه لو كان الجانبان حسما جميع الامور المعلقة في الاتفاق الموقع في 23 اكتوبر. وقال وايزمان (يصعب علي فهم كيف قضوا تسعة ايام وتسع ليال في الولايات المتحدة دون الاتفاق على كل التفاصيل) . وفي رده على سؤال حول الشروط التي اعلنتها الحكومة الاسرائيلية قال عرفات في المقابل انها (خرق جديد لاتفاق واي بلانتيشن يعلنه المسؤولون الاسرائيليون وذلك في محاولة للتملص من التنفيذ الامين والدقيق لما تم الاتفاق عليه) . واتهم عرفات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه (يخرق الاتفاق بشكل كامل) . واعرب عرفات عن (اسفه بسبب عدم البدء بمفاوضات الوضع النهائي) والتي كان من المفترض ان تبدأ خلال هذا الاسبوع. وفي رسالة وجهها الى امين عام الحكومة الاسرائيلية داني نافيه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان السلطة الفلسطينية ترفض الشروط الاسرائيلية المعلنة في الثاني من شهر ديسمبر وتطالب اسرائيل بالافراج عن الاسرى الفلسطينيين استنادا للاتفاق الانتقالي) . وفىما يتعلق باعلان الدولة الفلسطينية في مايو المقبل طالبت السلطة الفلسطينية (الحكومة الاسرائيلية بتهيئة الشعب الاسرائيلي للانسحاب من الاراضي الفلسطينية التي احتلت في حرب يونيو 1967 بدلا من استمرار النشاطات الاستيطانية, وباعتبار ان هدف عملية السلام هو تطبيق القرارين 242 و338 اي مبدأ اعادة الارض مقابل السلام) . واكدت الرسالة (رفضها للموقف الاسرائيلي بأن يشمل الانسحاب في المرحلة الثالثة نسبة 1% من الاراضي الفلسطينية) مطالبة الحكومة الاسرائيلية (بوقف النشاطات الاستيطانية ومصادرة الاراضي وشق الطرق الالتفافية وهدم البيوت) . وفي هذا الخصوص اعلن صائب العاجز مسؤول المنطقة الشمالية لقطاع غزة في قوى الامن الفلسطينية ان وحدات من هذه القوات منعت شاحنتين مقطورتين تحملان احجارا للبناء من الوصول الى مستوطنة نتساريم في القطاع (لانها تستخدم في توسيع المستوطنات وهو امر يخالف الاتفاقات الموقعة) . ورد المستوطنون اليهود باغلاق معبر كارني التجاري عند حدود قطاع غزة لعدة ساعات الامر الذي ادى الى منع عدد كبير من الشاحنات الفلسطينية من التحرك وتكدس كميات كبيرة من البضائع التي كان ينبغي تحميلها. وادى تحرك المستوطنين الى توتر كبير بين عناصر الشرطة الفلسطينية والجنود الاسرائيليين الذين كانوا يوفرون الحماية للمستوطنين. وقام الجنود الاسرائيليون بعد ذلك بابعاد المستوطنين واعادة فتح المعبر. ــ الوكالات

Email