أزمة سياسية في لبنان تثير قلق الدوائر الاقتصادية: لحود يقبل اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

آثار قبول الرئيس اللبناني أميل لحود أمس اعتذار رفيق الحريري عن تشكيل الحكومة الجديدة بوادر أزمة سياسية جديدة, ومخاوف لدي الاقتصاديين من انعكاسات سلبية . وقرر لحود اجراء مشاورات نيابية جديدة تنتهي غدا لتسمية رئيس الوزراء, فيما قفز اسم رئيس الوزراء الاسبق سليم الحص الي الواجهة مرشحا من جانب كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري. كما برز اسم عمر كرامي رئيس الوزراء الأسبق والنائب طلال مرعبي. وعمق من الازمة اعلان الحريري عدم سفره الي دمشق وعدم الانسحاب من ساحة العمل السياسي. وتولي لحود وهو قائد سابق بالجيش مقاليد السلطة الاسبوع الماضي فيما كان الحريري يهيمن علي حقل السياسة ابان فترة حكم الرئيس اللبناني السابق الياس الهراوي. وقال ساسة لبنانيون ان الحريري رفض عرض البقاء في منصبه لان لحود حاول التدخل في مسألة اختيار اعضاء الحكومة. وكان الحريري القوة المحركة وراء اعادة بناء الاقتصاد اللبناني الذي تضرر اثناء الحرب الاهلية بين عامي 1975 و,1990 وتوقع محللون بقاء الحريري في السلطة. وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء بعد ان اجتمع الحريري مع لحود في قصر الرئاسة أمس ان (رئيس الوزراء في مكتبه, لن يسافر الي سوريا) . وقال مصدر مقرب من الحريري ان هذا الاخير ذهب الي لقاء لحود بكل حسن نية وحتي انه كان يحمل في جيبه البيان الذي سيلقيه بعد تكليفه برئاسة الحكومة ولكن عندما لمس مخالفة واضحة للدستور في الاستشارات اعتذر للرئيس لحود عن تشكيل الحكومة وابقي علي البيان في جيبه) . وسلم المصدر نسخة من البيان لرويترز وتضمن شكر الحريري للحود وللنواب عن (الثقة الغالية التي تتجدد للمرة الرابعة علي التوالي) كما تضمن عناوين برنامج العمل الذي كان يعتزم العمل بموجبه. وهكذا خرج الحريري من الاجتماع مع لحود متجهما ولزم الصمت حتي قال احد المقربين منه لرويترز انه كلف بتشكيل الحكومة واعتذر عن القبول. وقد لزم القصر الرئاسي الصمت ايضا بشأن ما جري في الاجتماع الاخير بين لحود والحريري حتي اصدرت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية أمس بيانا تقول فيه ان لحود قبل اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة. ومن جهة أخري, سيتم الاعلان رسميا عن دعم كتلة بري المؤلفة من 19 عضوا اليوم لرئيس الوزراء الأسبق سليم الحص, وكانت هذه الكتلة دعمت ترشيح رئيس الوزراء المستقيل رفيق الحريري. واختلف بري في السابق مع الحريري بسبب السياسات الاقتصادية. ويحمل الحص شهادة دكتوراه في الاقتصاد ويحظي باحترام جميع الاطراف في الساحة السياسية اللبنانية, وشغل منصب رئيس الوزراء عدة مرات خلال الحرب الاهلية اللبنانية, وكانت اخر مرة شغل فيها المنصب في عام 1990. وعند سؤال الحريري عقب اعلان لحود قبول استقالته ان كان سيترك العمل السياسي قال بسرعة ضاحكا (لن اترك العمل السياسي فأنا نائب ورئيس كتلة برلمانية ولي وضعيتي السياسية في البلد) وعما اذا كان سينتقل الي موقع المعارضة قال (ليس بالضرورة لننتظر ونري) . وقد اثار اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة صدمة لدي الاقتصاديين في البلاد لان اسمه ارتبط علي مدي السنوات الست المنصرمة بعملية اعادة بناء ما دمرته الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان بين عامي 1975 و 1990. وقال الحريري في معرض اجابته علي سؤال حول مدي تأثير ابتعاده عن رئاسة الحكومة علي الوضع الاقتصادي في لبنان قال (لا استطيع التكهن الان امل ألا يكون هناك تأثير سلبي) . واعتبرت مصادر سياسية بان المخرج من الازمة المستجدة ينحصر في خيارين: اما ان يرفض رئيس الجمهورية في الاستشارات النيابية الجديدة تجيير الاصوات له فيقبل الحريري علي اساس ذلك التكليف, واما ان تسمي الغالبية النيابية في الاستشارات الجديدة شخصية اخري لتشكيل الحكومة غير الحريري. وأكد وزير في الحكومة المستقيلة ان مسألة التأليف هي السبب الحقيقي للتجاذب بين الحريري ولحود. وفي زيارة تستهدف ارسال اشارة دعم للرئيس اللبناني تقوم وزيرة الصحة الامريكية دونا شالالا بزيارة لبيروت الاسبوع الحالي. وستكون شالالا اول عضو في ادارة كلينتون يزور لبنان بعد تولي الرئيس اميل لحود الحكم. وشالالا من اصل لبناني كما انها اول شخصية عربية امريكية تشارك في الحكومة الامريكية علي هذا المستوي الرفيع. وقالت شالالا للصحفيين في القاهرة مساء امس الأول (اعتقد انها زيارة رسمية تمثل رئيس الولايات المتحدة يمكن ان تفسر علي انها اشارة دافئة للشعب اللبناني ورئيسه وحكومته الجديدة بالاهمية التي تعلقها الولايات المتحدة علي علاقتها بلبنان ومدي سعادتنا بان بعض القضايا الامنية سيبدأ حلها علي الاقل) . واضافت ان زيارتها للبنان تعتزم (الاشارة الي ان الولايات المتحدة تتلهف للمساعدة في استقرار الحكومة الجديدة وتحسين نوع العلاقة بيننا) . ومضت قائلة انها ستتجه الي بيروت بعد انتهاء زيارتها لمصر اليوم ثم الي اسرائيل والضفة الغربية لكنها لم تدل بمزيد من التفاصيل لاعتبارات امنية. ــ الوكالات

Email