مقتل ضابط وجندي إسرائيليين بانفجار قنبلة(ضخمة)زرعتها المقاومة اللبنانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قتل جنديان اسرائيليان احدهما برتبة ضابط واصيب أربعة آخرون في انفجار قنبلة ضخمة زرعتها المقاومة اللبنانية الليلة قبل الماضية داخل الشريط المحتل من جنوب لبنان أدى لتصاعد الجدل داخل اسرائيل حيث طالب رئيس الوزراء السابق شيمون بيريز بانسحاب غيرمشروط وهو ما رفضه رئيس أركان جيش الاحتلال. واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس انه (سيعيد النظر في الاساليب) التي تتبعها اسرائيل في الجنوب اللبناني المحتل من اجل زيادة (حماية) قوات الاحتلال بعد مقتل الجنديين. وعقب لقائه بوزير الخارجية البريطاني روبن كوك في لندن قال نتانياهو (فور عودتي الى اسرائيل سوف اعمل على اعادة النظر في اساليبنا وتكتيكاتنا الحالية) في جنوب لبنان. واضاف ان الهدف المزدوج لاعادة النظر هذه سيكون (على السواء تأمين حماية افضل لقواتنا المسلحة وتسريع عملية انسحاب قواتنا بشكل لا يهدد معه قرانا وبلداتنا) في شمال اسرائيل. وقالت مصادر أمنية لبنانية ان المقاومين فجروا العبوة منتصف الليلة قبل الماضية اثناء مرور الدورية على طريق مركبا داخل الشريط الحدودى المحتل والتى تبعد 1500 متر عن الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية المعترف بها دوليا. واضافت المصادر انها المرة الثانية التى تهاجم المقاومة المنطقة نفسها فى اقل من اسبوع وكانت العملية الاولى قد اسفرت عن مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين وجرح اربعة. وقال بيان لحزب الله اصدره مكتبه الاعلامى صباح امس ان (احدى مجموعاته فجرت عبوة ضخمة بدورية مشاة اسرائيلية بالقرب من الطريق المؤدية الى بلدة مركبا والقريبة من موقع القبع الاسرائيلى فى المنطقة) . وذكر بيان الحزب ان (انفجار العبوة اسفر عن مقتل وجرح عدد من افراد الدورية بين قتيل وجريح) . واضاف البيان ان (مروحيات اسرائيلية حطت فى مكان العملية وشوهدت وهى تخلي الاصابات الى داخل الاراضى المحتلة) . واعترف جيش الاحتلال بمقتل الجنديين وأحدهما برتبة ضابط مشيرا الى ان الدورية المستهدفة كانت في مهمة روتينية. وأضاف بيان حزب الله أن مجموعات أخرى من رجال المقاومة استهدفوا أيضا بالقصف الصاروخى والهاون عددا من مواقع قوات الاحتلال والعملاء داخل المنطقة المحتلة وتمكنوا من تحقيق اصابات مباشرة فى صفوف عناصرالمواقع المستهدفة. وأشارت الاذاعة الاسرائيلية الى مانشرته صحيفة (هآرتس) العبرية الى أن قوات الاحتلال الاسرائيلى فى جنوب لبنان تعرضت خلال هذا العام الى أكثر من 1000 هجوم للمقاومة بقذائف الهاون والاسلحة المضادة للدروع. وقالت ان هذا العدد يمثل خمسة أضعاف الهجمات التى تعرضت لهاالقوات الاسرائيلية فى جنوب لبنان عام 1997. وأكدت المصادرالامنية اللبنانية من جنوب لبنان أن قوات الاحتلال الاسرائيلى قصفت بالمدفعية الثقيلة على أثرالانفجار منذ منتصف الليلة قبل الماضية وبشكل متواصل حتى ساعات الفجرالاولى مناطق واسعة من جنوب لبنان استهدفت وادى السلوقى والحجير وضواحى بلدات شقر وتولين وقبريخا بقذائف من عيارات ثقيلة من مواقعها داخل الشريط المحتل. كما استهدف القصف الاسرائيلى بلدات الجميجمة ومجدل وخربة سلم مصدره موقع الاحتلال فى محيديب والعباد داخل المنطقة المحتلة وأدى القصف الى وقوع أضرار مادية فى المزروعات والممتلكات. وقالت المصادر فى البقاع الغربى أن قوات الاحتلال الاسرائيلى قصفت بعد منتصف الليلة قبل الماضية مرتفعات جبل الضهر وقطاع ميمس ووادى زلايا وقليا وأطراف السريره من مواقعها فى وادى أبوقمحة وتلة الشريقى وكوكبا.. وترافق القصف مع تحليق مكثف لطائرات الهليوكبتر الاسرائيلية فوق المناطق المستهدفة بالقصف. هذه العملية أججت الانقسام الداخلي في اسرائيل حول موضوع الانسحاب حيث طالب بيريز بانسحاب غير مشروط من جنوب لبنان. وقال للاذاعة الاسرائيلية العامة (يجب اتخاذ قرار لتطبيق القرار 425 الصادر عن الامم المتحدة والذي لا يفرض اتفاقا مسبقا مع لبنان, واعادة قواتنا الى الحدود الدولية) . لكنه اقترح في الوقت نفسه توجيه تحذير شديد اللهجة الى الحكومة اللبنانية انه (في حال اي هجوم على الاراضي الاسرائيلية فان ردنا سيكون اقسى من اي وقت مضى) . في المقابل ابدى منسق الانشطة الاسرائيلية في لبنان اوري لوبراني معارضته لهذا الاقتراح. واكد للاذاعة ان (انسحابا من جانب واحد هو اسوأ بديل لان سيتبع بنزاع مسلح مع لبنان) . وكان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز ابدى معارضته امس الاول للانسحاب الاسرائيلي من جانب واحد من جنوب لبنان خلال لقاء مع جنود اصيبوا بجروح في جنوب لبنان ونقلوا الى مستشفى في حيفا بشمال فلسطين المحتلة عام 48. وقال ان (انسحابا احادي الجانب سيكون خطرا غير محسوب) . واضاف ان (دولة حقيقية وجيشا حقيقيا لا يتصرفان هكذا) معتبرا ان اي انسحاب يجب ان (ينتظر الاتفاق حوله مع اطراف اخرى) . وعلى ذات الصعيد تدرس لجنة امنية خماسية فى اجتماع تعقده الثلاثاء المقبل النظر فى 13 شكوى لبنانية واسرائيلية حول خروقات لتفاهم ابريل فى جنوب لبنان. ويعزى ارتفاع عدد الشكاوى التى قدمت للجنة الى ازدياد الاعتداءات الاسرائيلية ضد المناطق المحررة فى جنوب لبنان والبقاع الغربي. وكانت اكثر من 20 قرية وبلدة فى الجنوب والبقاع الغربي تعرضت فى اليومين الاخيرين الى قصف اسرائيلي مركز اسفر عن اصابة عدد من الاشخاص بجروح مختلفة ووقوع اضرار مادية جسيمة فى عدد من الممتلكات والسيارات والبنى التحتية. وتتعلق الشكاوى الست المقدمة من لبنان بقصف قرى محررة واصابة مدنيين وتضرر العديد من المنازل والممتلكات وكان اخرها قصف كفر تبنيت الاثنين الماضي مما اسفر عن جرح ثلاثة مدنيين. وزعمت اسرائيل فى شكاواها السبع المقدمة الى اللجنة ان المقاومة قصفت المناطق الحدودية من داخل المناطق الاهلة بالسكان. وكان الوفد اللبناني اعد تقريرا يظهر بالادلة الميدانية والوثائق القصف الاسرائيلى. ــ الوكالات

Email