كوميديا(تزويغ)النواب في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل سيتحول نواب مجلس الشعب في مصر الى تلاميذ؟! سؤال, اثاره نائب من الحزب الوطني امس, والسبب حالة من التذمر تسود النواب اعتراضا على اجراءات الردع التي اعلن عنها الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس للحد من ظاهرة (تزويغ) غياب النواب, حيث هدد بالغاء توقيعات النواب في كشوف حضور الجلسات اذا ثبت تشابه التوقيعات الامر الذي يعني تزويرها بما لا يعكس حجم الحضور الحقيقي للنواب داخل قاعة الاجتماعات. ومع كل دورة برلمانية جديدة ينشغل الرأي العام بقضية غياب النواب, التي تتحول الى مادة للتندر داخل كل بيت مصري, وهو يتابع جلسات البرلمان على شاشة التلفزيون خاصة حين يناقش قضايا حيوية مثل الخصخصة وغيرها من الامور التي تحدد حياتهم, لكن الامر بات عندهم نوعا من العادة, شأنهم في ذلك شأن المعارضة المصرية التي تشكك دائما في بعض القوانين الصادرة عن المجلس في غياب النواب... تقول المعارضة: لا شرعية لهذه القوانين طالما ان (تزويغ) النائب يحل محل حضوره.. التهمة تحولت الى ما يشبه الفلكلور لأن المعارضة تعجز عن اثبات ذلك بالدليل العملي, فالعرف بين النواب جرى على أن يقوم النائب الذي يذهب مبكرا الى المجلس بالتوقيع لباقي زملائه النواب التابعين لمحافظته, ضمانا لمكافأة الحضور التي تقترب من 200 جنيه للجلسة الواحدة, وتأسيسا على ذلك تكون نسبة الحضور في الكشوف 100%, في حين تكشف قاعة الاجتماعات أن الحضور لا يزيد في أحسن الأحوال عن 30% باستثناء الجلسة التي يلقي فيها الرئيس المصري حسني مبارك خطابه, وجلسة الافتتاح التي يتم فيها انتخاب رئيس المجلس والوكيلين ورؤساء اللجان. وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة لم تعرفها الحياة النيابية في مصر إلا منذ سنوات مضت, إلا أن مبررات النواب لها لا تخلو من طرافة وجد في نفس الوقت, جانب الجد يأتي من قولهم بأنهم موزعون ما بين خدمات أبناء دوائرهم التي لا تنتهي, وبين الذهاب الى الوزارات والهيئات الحكومية وبالتالي يضيع الوقت بين هذا وذاك, أما جانب الطرافة فكان شاهده النائب الذي التقطته عدسات احدى الصحف في العام الماضي, وهو يغط في نوم عميق في بهو المجلس قبل بدء الجلسات, وتبارى عدد من النواب في الدفاع عنه بمنطق أن النوم أقل ضررا من (التزويغ) .. ومع حدة الظاهرة التي هدد الدكتور سرور في الدورة الماضية بالغاء بعض الجلسات بسببها إلا أنها في مجملها تتحول في طريقة تناولها أحياناً إلى خليط من الكوميديا بالتراجيديا, وكأن مشهد جلسة الأحد عنوان لذلك, فقد أجل د. سرور الجلسة 50 دقيقة لتغيب النواب, وحين صعد الى منصة المجلس قال: (نبهت في جلسة أمس على الالتزام بالحضور في موعد الجلسة, ويبدو أن ذلك لم يلق تجاوبا) ثار النواب الذين التزموا بالحضور, وارتفع صوت لنائب من الحزب الوطني الحاكم: (نواب المعارضة مزوغين) فرد سرور مداعبا النواب: (فرصة.. المعارضة تغيب وتنتهي الأغلبية مما ترغب في تخليصه) .. الطرافة الأكبر.. أن نواب المعارضة عددهم 14 نائبا فقط من أصل 454 نائبا, و(تزويغهم) لن يقدم أو يؤخر في التصويت على أي قرار! القاهرة ــ سعيد الشحات

Email