البشير يلوح بالتطبيع مع الجيران: أول اجتماع بين الحكومة والمعارضة السودانية في جدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر سودانية معارضة عن اجتماع غير مسبوق بين وفد رسمي حكومي وزعيم المعارضة السودانية بالمنفى محمد عثمان الميرغني , تزامن مع تحذير صارم اطلقه الرئيس السوداني عمر البشير للمعارضة بالعودة الى البلاد قبل فوات الاوان, مشيرا الى تطبيع وشيك بين بلاده وجارتيها الشرقيتين اثيوبيا واريتريا اللتين تؤويان المعارضة. وقالت المصادر لـ (البيان) ان الاجتماع (النادر) بين الميرغني والوفد الحكومي البارز عقد في جدة مؤخرا بحضور وسطاء الا ان المصادر لم تذكر الموعد الدقيق للاجتماع الذي يعد اول اتصال مباشر من نوعه بين الحكومة والمعارضة التي تنشط في المنفى. كما لم تعط ايضاحات حول هوية الوسطاء أو جنسياتهم, وطبقا للمصادر التي طلبت حجب هويتها فإن الوفد الحكومي يرأسه قطبي المهدي مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن الخارجي والذي يعتقد على نطاق واسع انه رجل (المهمات الصعبة) حيث تولى سابقا مهمة تهدئة الأجواء بين الخرطوم وأديس أبابا وفتح الطريق أمام العاصمتين لتمضيا قدما نحو التطبيع حسبما تردد مؤخرا واكده البشير أمس. وقالت المصادر التي كانت تتحدث لمكتب (البيان) بالقاهرة عبر الهاتف ان اللقاء الذي يعد (اختراقا) جاء في اطار الاتصالات التي تجريها الحكومة السودانية مع بعض رموز المعارضة واستطلاع ارائهم حول الدستور ومشروع قانون (التوالي السياسي) . واضافت المصادر ان الاجتماع استهدف ايجاد تفاهم مشترك حول الدعوة التي وجهتها حكومة الخرطوم لقادة العمل السياسي المعارض وعدد من الناشطين للعودة للسودان والمشاركة في التطور الدستوري الذي تقول الحكومة انه يكفل حرية التنظيم والعمل السياسي, وطبقا للمصادر نفسها فان الميرغني اطلع على وجهة نظر الحكومة (ووعد بدراستها وافادة الحكومة عبر وسطائها بما يراه) . ويعد هذا الاجتماع اول لقاء (علني) من نوعه بين الحكومة والمعارضة التي درجت على انكار حدوث مثل هذه اللقاءات رغم اصرار الخرطوم على تأكيد ذلك مرارا. ولم يتسن الحصول على تعليق من جانب الميرغني او اوساط الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه. في هذه الاثناء, وجه البشير تحذيرا الى المعارضة التي تنشط في اثيوبيا واريتريا خصوصا من ان بلاده توشك على تطبيع علاقاتها مع جارتيها, داعيا المعارضة الى العودة الى السودان قبل فوات الاوان. وقال البشير الذي كان يتحدث امام تجمع جماهيري بمدينة القضارف الواقعة على الحدود مع اثيوبيا واريتريا, ان اتفاقا لوقف الاعمال العدائية سيوقع قريبا مع هاتين الدولتين, معتبرا ان ذلك يجعل المعارضة امام خيار العودة الى السودان او التحول الى لاجئين. وقال البشير ان بامكان المعارضين العائدين تنظيم انفسهم وقيادة جماعات المعارضة في الداخل. وكشف البشير من ناحية اخرى عن ان رئيس وزراء اثيوبيا ميليس زيناوي رفض طلبا للمعارضة السودانية لتزويدها بالسلاح, كما رفض طلبا منها بوقف التقارب بين اديس ابابا والخرطوم. القاهرة - فخر الدين هارون

Email