اجراءات عقابية متبادلة: أنقرة تهدد روما بدفع الثمن غالياً في قضية أوجلان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاقمت امس معركة التصريحات بين تركيا وايطاليا بشأن تسليم الزعيم الكردي عبدالله اوجلان الذي تم اطلاق سراحه امس ووضعه قيد الاقامة الجبرية اكثر فاكثر امس , مع قيام تركيا التي استقوت بأمريكا بتصعيد التهديدات ضد ايطاليا التي حصلت بالمقابل على مساندة اوروبية كاملة كما بدأ الطرفان باتخاذ اجراءات عقابية اقتصادية متبادلة. وجاء ذلك في وقت دخلت المانيا على خط الازمة بتجديدها مذكرة اعتقال لاوجلان وقالت مصادر طبية ان اوجلان المحتجز منذ 12 نوفمبر في مستشفى باليسترينا في منطقة روما غادر هذا المستشفى أمس. واكدت مصادر كردية في روما مغادرة اوجلان الى منزل في العاصمة الايطالية. واضافت ان الزعيم الكردي غادر مستشفى باليسترينا بعيد الظهر من باب خلفي بعيدا عن اعين الصحافيين المحتشدين امام المدخل. وكانت محكمة استئناف روما قد قررت مساء الجمعة وضع اوجلان قيد الاقامة الجبرية. فقد تعهد رئيس وزراء تركيا مسعود يلماظ بجعل ايطاليا تدفع الثمن في حال عدم تسليمها اوجلان, قائلاً ان روما تخاطر بأن تجني عداء تركيا الابدي ان هي منحت اوجلان اللجوء السياسي الذي اعتبره خطأ قاتلاً. واعتبر يلماظ ان روما لم تفهم جدية الامر بعد, وان تركيا لن تترك ايطاليا دون رد اذا استمرت هذه القضية. وقد بعث يلماظ برسائل الى الامين العام لحلف الاطلسي خافيير سولانا ولقادة كافة دول الحلف لمحاولة كسب مساندتهم في المعركة ضد ايطاليا. وفيما لاذت معظم دول الحلف بالصمت, وعبر سولانا عن أمله في تسوية بناءة للقضية أكدت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت ان الولايات المتحدة تأمل في ان يتم تسليم أوجلان الى تركيا. الا ان اولبرايت المحت الى ان حل القضية امر عائد الى انقرة وروما وان ما يهم واشنطن هو محاكمة اوجلان في بلد او آخر. وقالت اولبرايت للصحافيين لدى استقبالها خافيير سولانا (نريد فعلا ان يتم تسليمه) . واضافت ان الولايات المتحدة تعتبر حزب العمال الكردستاني, الذي يتزعمه اوجلان, منظمة ارهابية وانها (تشك) في وعوده بالتخلي عن العنف. واوضحت اولبرايت ان (من الافضل ان يمثل امام المحكمة, ومن الافضل ان يكون ذلك في تركيا) . لكنها سرعان ما استدركت قائلة ان دولا اخرى معنية باسترداد اوجلان مشيرة الى المانيا وايطاليا. وختمت بقولها (مهما حدث, نعتقد ان محاكمة الذين يرتكبون اعمالا ارهابية امر شديد الاهمية) . وفي المقابل أعلن الاتحاد الاوروبي (تضامنه التام) مع ايطاليا في مسألة اوجلان. وقال بيان صادر عن رئاسة الاتحاد الاوروبي الحالية في النمسا (ان الاتحاد الاوروبي يعرب عن تضامنه التام مع ايطاليا في تصميمها تطبيق قوانينها والتزاماتها التعاقدية) مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي (يدين بشدة الارهاب بجميع اشكاله بما فيه ارهاب حزب العمال الكردستاني) . وقال رئيس مجلس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما ان التخلي عن الارهاب هو الشرط الرئيسي لحصول اوجلان على اللجوء السياسي في ايطاليا, وذلك في تصريحات نشرتها صحيفة (صباح) التركية الشعبية امس. واضاف داليما (قبل ان يطلب اللجوء السياسي قال اوجلان انه سيتخلى عن الارهاب وستقرر اللجنة المكلفة النظر في طلبه اذا كان اعلانه في التخلي عن الارهاب جديرا بالثقة أم لا) . على جانب أخر أصدرت الخارجية الايطالية بيانا يدرج تركيا رسميا ضمن المناطق الخطرة على خريطة الدول المحظور السفر اليها وهى عادة الدول التى تعانى من اضطرابات سياسية أو أمنية أو تقع تحت وطأة الحروب والاوبئة. فقد أبلغت الوزارة كافة شركات السياحة الايطالية بتوصيل مضمون بيانها لكل المواطنين العازمين على التوجه لتركيا لاخلاء مسؤوليتها من التبعات التى يمكن أن يتعرضوا لها هناك. في هذه الاثناء بدأ نطاق معارضة المنتجات الايطالية في تركيا بعد قرار القضاء الايطالي الغاء أمر اعتقال اوجلان ووضعه تحت الاقامة الجبرية. وقد بدأت حملة المقاطعة التي اتسمت بالغاء عقود أو رفض اعتمادات للاستيراد استجابة لنداء اطلقه الاثنين اتحاد غرف التجارة والصناعة التركي. وفي برلين, افادت المتحدثة باسم المحكمة الفيدرالية ايفا شوبل ان المحكمة الفيدرالية الالمانية جددت مذكرة التوقيف التي كانت اصدرتها عام 1991 بحق اوجلان. واوضحت ان مذكرة التوقيف الصادرة عام 1990 لم تستند سوى الى قسم صغير من الاتهامات الموجهة اليوم الى اوجلان من قبل القضاء الالماني. واضافت ان الامر ليس مذكرة توقيف جديدة بل تجديدا لمذكرة التوقيف السابقة. وحسب شوبل فان المحكمة الفيدرالية باتت تملك كل الملفات اللازمة لطلب تسليم اوجلان. الا ان القرار بتقديم طلب تسليمه يعود الى السلطة السياسية. ــ الوكالات

Email