واشنطن: المراجعة الشاملة لن ترفع العقوبات عن العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

بددت واشنطن أمل بغداد في رفع الحصار وأكدت ان المراجعة الشاملة التي وعد بها مجلس الأمن لن تؤدي الى رفع العقوبات, فيما توقعت لندن اقدام العراق على محاولة جديدة لوضع المجموعة الدولية على حافة الحرب, وألمح توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الى تزايد المعارضة الداخلية للرئيس العراقي , واعتبر مارتن انديك مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ان واشنطن علقت الخيار العسكري ولم تجمده متوعداً العراق بعواقب وخيمة. فقد اعلن القائم بالاعمال الامريكي لدى الامم المتحدة بيتر بورليه الليلة قبل الماضية ان الولايات المتحدة تعتبر ان اجراء الامم المتحدة مراجعة شاملة للعقوبات المفروضة على العراق لن تؤدي الى رفعها. وقال بورليه في مؤتمر صحافي (في ما يتعلق بالولايات المتحدة, لا نتوقع ان تؤدي مراجعة العقوبات الى رفعها) . واضاف (في جميع الميادين, هناك كثير من الاسئلة بلا اجوبة) مشيرا بذلك ليس فقط الى ملفات نزع السلاح انما ايضا الى الاسرى الكويتيين في العراق الذين يتجاوز عددهم الـ 600. وقال بورليه أنه (فيما يتعلق بالولايات المتحدة فاننا لا نتوقع ان تؤدي المراجعة الشاملة الى رفع العقوبات) . واضاف قوله (في كل المجالات هناك الكثير من الاسئلة التي لم تحل) . وفي اشارة الى قضايا الكويتيين المفقودين والممتلكات الكويتية المنهوبة وكذلك ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية قال بورليه (موقفنا كان ثابتا منذ عام 1991 ان كل هذه الالتزامات يجب الوفاء بها) . ولم يرد بالايجاب او النفي حينما سئل هل ذلك شرط لتخفيف اي عقوبات. وقال انديك فى لقاء مع اذاعة (الشرق) التي تبث من باريس بالعربية أن الازمة مع العراق قد علقت لكن القوات الامريكية موجودة فى المنطقة واذا حدثت عراقيل جديدة فى وجه المفتشين الدوليين فان النتائج ستكون وخيمة. وأشار انديك الى أن بلاده قد علقت الخيار العسكرى ولم تجمده وأنها مازالت لديها القدرة على التحرك من جديد وتوجيه ضربات للعراق اذا لزم الامر. وقد اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية كينيث بايكون ان (تكاليف الحشود الأخيرة ستخفض كثيرا لان الطائرات اوقفت واستدعيت باكبر سرعة ممكنة ولم تمض وقتا طويلا بعيدة عن قواعدها) . واضاف بايكون (ستعود (الطائرات) الى الولايات المتحدة حيث ستوضع في حالة تأهب تمكنها من الانطلاق مجددا وبسرعة كبيرة الى الخليج اذا دعت الضرورة) . واوضح المتحدث ان اكثر من خمسين طائرة كانت موجودة في اوروبا بطريقها الى الخليج, منها ست طائرات من طراز (اف ــ 117) و28 (اف ــ 16) و12 (اف ــ 15) . وقال مصدر ملاحي مصري ان حاملة الطائرات الامريكية (انتربرايز) وصلت امس الى بورسعيد عند مدخل قناة السويس الشمالي على البحر المتوسط, في طريقها الى الخليج. واضاف المصدر نفسه أن الحاملة وصلت عند الساعة 00.13 بتوقيت جرينتش الى بورسعيد وستجتاز القناة الليلة. من جهة اخرى نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن توني بلير قوله انه يرى ادلة على وجود معارضة متزايدة للرئيس العراقي صدام حسين داخل العراق وان ذلك يدعم امال ادارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون بالاطاحة بصدام. واضاف في مقابلة مع الصحيفة بمكتبه في لندن انه لن يتحدث عن اي تفاصيل دون مناقشة الامر اولا مع الولايات المتحدة. ومضى يقول القلق يتزايد داخل العراق من جراء الاضرار البالغة التي يلحقها صدام ببلاده. (والان قد يحاول تصوير ما حدث خلال مطلع الاسبوع كما يفعل دائما وكما فعل بنهاية حرب الخليج على انه انتصار كبير ولكن تقييمنا هو ان الاتجاه ضده يتزايد) . ورفض من جهة اخرى مقولة ان وضع صدام حسين تعزز كثيرا بعد هذه المواجهة, وقال (لقد اثبتت نهاية الاسبوع الفائت ان هذا الافتراض مغلوط تماما) , مضيفا (انه ديكتاتور انهار تماما عندما رأى اننا مستعدون فعلا للانتقال الى العمل) . وحذر بلير من انه لن يكون هناك اي تفاوض في المرة المقبلة بل عمل فقط. واعتبر وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في مقال نشرته امس صحيفة (دايلي تلجراف) اللندنية ان الرئيس العراقي سيحاول (بالتأكيد) مرة جديدة وضع المجموعة الدولية على حافة الحرب. وتساءل (ألم نعرف ذلك من قبل؟ انها ليست المرة الاولى يضعنا صدام على حافة الحرب. ولن تكون بالتأكيد المرة الأخيرة. وردا على دعوة واشنطن تغيير الحكومة العراقية قال الناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام العراقية ان (النظام الامريكي الاستعماري قد اسفر تماما عن وجهه القبيح وازال كل الاقنعة) بدعوته الى تغيير النظام في العراق. واضاف الناطق (ان تهديدات نظام كلينتون بالعدوان لا صلة لها بقرارات مجلس الامن التي اكدت احترام سيادة العراق واستقلاله ووحدة اراضيه) . وتابع ان بلير وكلينتون يكرران اكاذيب مفضوحة بهدف تضليل الرأي العام العالمي والتغطية على تآمرهما ضد العراق. وتحدى المسؤول العراقي الامريكيين والبريطانيين تقديم (دليل واحد) على صحة اتهاماتهم بان العراق لا يزال يمتلك اسلحة الدمار الشامل. وقال ان (جميع اسلحة العراق المحظورة قد دمرت هي ووسائل انتاجها وتطويرها منذ اوائل التسعينات) . وانتقدت موسكو دعوة واشنطن للاطاحة بصدام حسين وقالت الخارجية الروسية في بيانها أن هذه الدعوة تنتهك المعايير والمبادىء والقانون الدولي. ــ الوكالات

Email