كلينتون يحدد خمسة شروط لإنهاء التهديد و العراق يرفض

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبرت الولايات المتحدة ان العراق تراجع بالفعل عن قراراته لاستئناف التعاون غير المشروط مع اللجنة الدولية للتفتيش عن الاسلحة المحظورة مؤكدة في الوقت نفسه احتفاظها بالخيار العسكري ومشيرة الى انها لن تحتاج لموافقة مسبقة من مجلس الامن اذا اثار العراق أزمة مقبلة . وفيما عدد الرئيس الامريكي بيل كلينتون خمسة شروط يجب على العراق تنفيذها لتطبيق التزاماته رحبت بغداد بانهاء الازمة سلميا وسط انباء عن رفضها للشروط الامريكية سبقت تصريحات كلينتون. ففي تصريح ادلى به في البيت الابيض قال كلينتون ان العراق اعطى ضمانات (واضحة لا غموض فيها) استجابة لمطالب الامم المتحدة معتبرا ان بغداد (تراجعت لكن هذا لا يكفي. فعلى العراق الان ان يطبق التزاماته وان يستأنف من دون شروط تعاونه) مع مفتشي الامم المتحدة المكلفين ازالة اسلحته للدمار الشامل. وكرر الرئيس الامريكي التأكيد على ان الولايات المتحدة (تبقى مستعدة للتحرك) . واضاف محذرا (حتى نتأكد من احترام كامل) من قبل العراق لالتزاماته (سنبقى متأهبين وسنبقي على الضغط) . غير ان كلينتون المح الى ان التوضيحات التي اعطتها بغداد في الساعات الاخيرة كافية (لتعليق اي عمل عسكري لاعطاء العراق فرصة لتطبيق التزاماته) . لكنه ربط انهاء حالة التأهب العسكري والتهديد بتوجيه ضربات عسكرية للعراق بتنفيذ خمسة شروط هي: 1- على العراق تسوية كل المسائل العالقة التي اثارها مع لجنة الامم المتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية والوكالة الدولية للطاقة الذرية. 2- على العراق اعطاء المفتشين حرية التحرك لتفتيش ومراقبة كل المواقع التي يختارونها بدون ضوابط او تصنيفات طبقا للاتفاق الذي وقعه العراق مع الامين العام (للامم المتحدة كوفي) عنان في فبراير. 3- على العراق تسليم كل الوثائق المتعلقة بذلك. 4- على العراق قبول كل قرارات (الامم المتحدة) المتعلقة باسلحة الدمار الشامل. 5- على العراق الا يتدخل في استقلالية مفتشي نزع الاسلحة او مواصفاتهم المهنية. وقال الرئيس الامريكي ان العراق (تعهد معاودة تعاونه مع مفتشي نزع الاسلحة من دون شروط) وأوضح ان الولايات المتحدة اطلعت مساء السبت على ثلاث رسائل موجهة من الحكومة العراقية الى مجلس الامن الدولي. واوضح كلينتون ان هذه الرسائل وجهت بعد تصريحات السلطات الامريكية ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير الرافضة للاقتراح العراقي. وفي الرسالة الاولى ابلغ العراقيون (بوضوح ان الملحق المرفق بالرسالة (التي وجهها نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان) لا يشكل بأي شكل من الاشكال شرطا) لاحترام العراقيين مضمون قرارات مجلس الامن الدولي. وكانت الولايات المتحدة اعترضت على هذا الملحق. وتابع كلينتون ان العراقيين (ثانيا, تراجعوا بوضوح عن القرارات التي اتخذوها في اغسطس واكتوبر بتعليق تعاونهم مع اليونسكوم (اللجنة الخاصة للامم المتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار عن العراق) . وشدد على ان العراقيين تعهدوا (ثالثا, وبوضوح على انهم لن يتركوا المفتشين يعودون (الى العراق) لكي يهيموا فقط في بلد شاسع. وفي اعقاب تصريحات كلينتون اكد ساندي بيريجر مستشار كلينتون للامن القومي ان الضربة العسكرية المقبلة للعراق لا تتطلب موافقة مسبقة من مجلس الامن الدولي. وقال في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض (لا نعتقد اننا ملزمون بمراجعة مجلس الامن) . ورفض المسؤول الامريكي فكرة ان مصداقية الولايات المتحدة بدت على المحك مع انتهاء الازمة. وقال بيرجر (انني لا اعتقد انه كان هناك شك في مصداقيتنا مع صدام حسين (الرئيس العراقي) . لقد فهم اننا مستعدون للجوء الى القوة ولذلك تراجع) . ومن جانبه اكد وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين ان كلينتون كان اعطى امس الاول الامر بتوجيه ضربات جوية ضد العراق قبل ان يلغي العملية بعد تراجع بغداد. وتعد تصريحات كوهين اول تأكيد رسمي من جانب السلطات الأمريكية بان عملية كانت تحضر حين اعلن العراق في اللحظة الاخيرة قراره باستئناف تعاونه مع مفتشي الامم المتحدة. وافادت صحيفة (واشنطن بوست) امس ان كلينتون اعطى الجمعة الماضية الضوء الاخضر لشن هجوم على العراق السبت في الساعة 14,00 بتوقيت جرينتش حين ابلغ بأن بغداد وجهت رسالة (ايجابية) الى الامم المتحدة. واضافت الصحيفة نقلا عن مصادر حكومية انه كان من المقرر ان تقصف السفن والمقاتلات الأمريكية المنتشرة في الخليج اهدافا عراقية بواسطة الصواريخ العابرة للقارات, واضافت ان الهجوم اوقف قبل نصف ساعة تقريبا من الموعد المقرر لبدئه. وعلى الجانب العراقي قال وزير التجارة محمد مهدي صالح امس ان بلاده ترحب بأي حل سلمي لازمة مفتشي الاسلحة. وردا على سؤال بشأن تصريح كلينتون بأن تعهدات العراق تفي بمطالب الامم المتحدة قال مهدي أن أي حل سلمي هو أمر طيب. وعلى الصعيد نفسه ذكر دبلوماسيون في بغداد في وقت سابق لتصريحات كلينتون امس ان العراق رفض شروط الولايات المتحدة التي نقلها كوفي عنان اليه امس لرفع تهديد استخدام القوة ضده والتي ابلغها للعراق عبر الامين العام للامم المتحدة وان واشنطن تنتظر ان تتعهد بغداد بوضوح بتطبيق جميع قرارات مجلس الامن المتعلقة بنزع الاسلحة. واشارت المصادر الدبلوماسية نفسها الى ان عزيز رد على عنان بان العراق (يستغرب الشروط الجديدة) و(يرفض تقديم اية توضيحات جديدة شفوية او مكتوبة ويعتبر ان فرض مثل هذه الشروط يهدف الى ارتكاب العدوان العسكري واستمرار الحصار على العراق) . واضافت المصادر ان موظفين رفيعي المستوى من وزارة الخارجية العراقية ابلغوا جميع السفراء العاملين في بغداد بهذا الامر اثناء لقاءات منفردة. وقد رحب الامين العام للامم المتحدة امس باعلان كلينتون الذي استبعد في الوقت الحالي ضربات جوية ضد بغداد. واوضح فرد اكهارد الناطق باسم عنان ان (المجتمع الدولي بأسره سيرحب برد الرئيس كلينتون الذي هو رد رجل دوله) . وفي لندن قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس ان الرئيس العراقي محاصر الان وان (حركة واحدة خطأ) سينتج عنها عمل عسكري ضد العراق من جانب الدول المتحالفة. واضاف المتحدث ان صدام خرج من الازمة الاخيرة في موقف اسوأ مما كان. وقال (صدام محاصر الآن. وحركة واحدة خطأ يمكن ان تعني ضربة بصورة مشروعة وبنوع من التأييد الدولي لم يكن ليتوفر قبل هذا) . وكان توني بلير اقر ايضا بأن العراق تعهد باستئناف التعاون مع المفتشين الدوليين دون شرط, غير انه قال ان بريطانيا مع ذلك لا تعتبر الازمة مع بغداد انتهت وانها ستبقى مستعدة لضرب العراق. وفي لقاء مع الصحافة عقد في مقر الحكومة اعتبر بلير ان الازمة مع العراق (لن تنتهي حتى يحترم العراق بشكل مطلق وبلا شروط التزاماته) تجاه الامم المتحدة. واوضح بلير (حتى ذلك الحين سنبقى في حال تأهب) واكد انه سمح امس الاول للطائرات الحربية البريطانية الرابضة في الكويت بالمشاركة في اليوم ذاته في ضربات جوية ضد العراق. وحذر (لن اتردد في اتخاذ القرار ذاته مجددا اذا تطلبت الظروف ذلك من دون اي تحذير مسبق) . واعتبر رئيس الوزراء البريطاني الذي عقد اجتماعا امس مع وزير خارجيته روبن كوك والدفاع جورج روبرتسون, (لو لم نكن مستعدين لاستخدام القوة لما تراجع صدام حسين. واقر بلير ان العراقيين تعهدوا استئناف التعاون مع المفتشين الدوليين (من دون شرط) , لكنه شدد على ان الخبرة من الازمات السابقة مع العراق تدفع الى الحذر والتيقظ. ــ الوكالات

Email