اوجلان يطلب حق اللجوء الى ايطاليا وأنقرة تلغي عقوبة الاعدام تمهيداً لاستعادته

ت + ت - الحجم الطبيعي

طلب عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني رسميا من الحكومة الايطالية منحه حق اللجوء السياسي, وفيما لزمت السلطات الايطالية الصمت حيال هذا الطلب تصاعدت المظاهرات التي نظمها انصار الحزب حول المستشفى العسكري المحتجز فيه اوجلان . وفي محاولة منها لتسهيل سبل استعادة اوجلان أعدت وزارة العدل التركية تشريعا لالغاء عقوبة الاعدام وسط تأكيدات حكومية بأن التمرد الكردي كلف تركيا مائة مليار دولار, وعلى الصعيد نفسه كثف الزعيمان الكرديان في شمال العراق جلال الطالباني ومسعود البرزاني ضغوطهما العسكرية على عناصر حزب العمال الكردستاني بعد اعتقال اوجلان فيما استأنف البرلمان الكردي أعماله بعد توقف أربع سنوات لبحث تشكيل حكومة ائتلافية في شمال العراق. ففي روما اعلن عكيف حسان الناطق باسم حزب العمال الكردستاني في اوروبا ان اوجلان ابلغ رئيس مجلس الوزراء الايطالي ما سيمو داليما ووزير الخارجية لامبرتوديني قبل ان يغادر روسيا. واضاف حسان في مؤتمر صحفي عقده امس ان اوجلان لم يدخل ايطاليا بطريقة غير متوقعة وان الامر كان معروفا قبل قدومه. ومن جانبه رفض وزير الداخلية الايطالي التعليق حول طلب اوجلان اللجوء السياسي الى ايطاليا في الوقت الذي تظاهر فيه المئات من انصار حزب العمال الكردستاني حول المستشفى العسكري المحتجز فيه اوجلان في العاصمة الايطالية, وصرحت مصادر الجبهة الوطنية لتحرير كردستان ــ الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني بأن آلاف الاكراد من جميع انحاء اوروبا سيتدفقون الى روما للتظاهر ضد اعتقال اوجلان. وفي انقرة واصلت الحكومة التركية جهودها المكثفة لاقرار السبل التي تساعدها في استعادة اوجلان. وفي هذا الصدد صرح وزير العدل التركي دينيز حسن كوردو امس بأن وزارته أعدت بالفعل ملفا لتقديمه للبرلمان التركى يطالبه باصدار تشريع بالغاء عقوبة الاعدام في تركيا حتى يسهل ذلك من مهمة تسليم الدول الاجنبية للمتهمين الاتراك. وأوضح الوزير التركى أنه كان قد تم اعداد هذا التقرير (الذي سيتم تقديمه للبرلمان خلال وقت قريب) وذلك لتسهيل موافقة فرنسا على تسليمها علاء الدين شاكجيكي أحد كبار زعماء المافيا التركية المعتقل هناك منذ شهرين. وطالب وزير العدل البرلمان التركي بسرعة مناقشة واستصدار هذا التشريع الذي سيؤدي الى تسهيل مهمة تسليم ايطاليا لاوجلان حيث أن بعض الدول ترفض تسليم متهمين لدول تطبق حكم الاعدام. ومن جانبه أكد وزير الدولة التركي صالح بلدريم امس ان التمرد المسلح لحزب العمال الكردستاني كلف بلاده مائة مليار دولار منذ انطلاقه في عام 84 لمكافحة اعمال الحزب مضيفا أن اعتقال اوجلان سيسرع في تشتيت الحزب. وعلى صعيد متصل ذكرت صحيفة (صباح) التركية ان الزعيمين الكرديين العراقيين جلال الطالباني ومسعود برزاني استغلا حالة الاضطراب الذي دب في صفوف حزب العمال في اعقاب القبض على اوجلان لتكثيف الضغوط العسكرية على عناصر الحزب ومواقعه في شمال العراق بالتزامن مع العمليات العسكرية للقوات المسلحة التركية في المنطقة التي بدأت الاسبوع الماضي بالتعاون مع القوات التابعة لبرزاني. واضافت الصحيفة ان المجلس الاعلى لحزب العمال بدأ يبحث عن زعيم يحل محل اوجلان, واشارت الى ان ابرز المرشحين لخلافته جمال بايك ومراد كار ايلان وشقيقه عثمان اوجلان. في غضون ذلك قالت اذاعة كردية عراقية ان البرلمان الكردستاني الذي يمثل مناطق شمال العراق استأنف امس اجتماعاته بعد توقف دام اربع سنوات اثر الصراع المسلح الذي نشب بين الحزبين الرئيسيين اللذين يتناصفان مقاعده. وذكر راديو الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البرزاني ان البرلمان سيبحث فى تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في ضوء الاتفاق الذي تم مؤخرا في واشنطن بين هذا الحزب والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني. وكان هذا البرلمان قد انشئ عام 1992 بعد حرب تحرير الكويت وضعف سيطرة الحكومة العراقية على المناطق الشمالية الكردية... الا انه تم تجميد اجتماعاته بعد الصراع المسلح الذي نشب بين هذين الحزبين منذ عام 1994. ــ الوكالات

Email