التعاون بين منظمة التحرير الفلسطينية والـ(سي. آي. إيه)بدأ عام69

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال المدير الأسبق لادارة الشرق الأوسط في المخابرات الامريكية (سي. آي. ايه) فرانك اندرسون ان اتفاق واي بلانتيشن لم يكن نقطة البداية في التعاون بين منظمة التحرير الفلسطينية والمخابرات الأمريكية كاشفاً انه بدأ من العام 1969 حتى ان الـ (سي . اي. ايه) حذرت ياسر عرفات مرتين من محاولة اغتياله الأولى دبرها صبري البنا (أبو نضال) والثانية عناصر من المخابرات الليبية حسب المسؤول الذي امتنع عن الاشارة إلى أية محاولة إسرائيلية لاغتيال عرفات. وقال اندرسون في حوار مع جريدة (هاآرتس) الاسرائيلية ان الاتصالات بين الـ (سي. آي. ايه) والمنظمة بدأت قبل 24 عاما وتطورت الى علاقات وثيقة جدا في السبعينات والثمانينات أي قبل الإعلان عن قناة الحوار الدبلوماسي الرسمي مع المنظمة في تونس بعشرين عاما. وقال ان الاتفاق الأول الذي تم توقيعه بين الطرفين في نوفمبر 1974 تضمن التزام منظمة التحرير الفلسطينية بعدم القيام بعمليات خارج (إسرائيل) والأراضي المحتلة خاصة العمليات الموجهة ضد مواطنين أمريكيين, في مقابل عدم معارضة أمريكا بحضور عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكشف اندرسون الذي كان ضمن طاقم الـ (سي. آي. ايه) المسؤول عن التعامل مع المنظمة ان أبو علي حسن سلامة قائد المجموعة (17) وقتئذ هو الذي أشرف على قناة الاتصال السرية من الجانب الفلسطيني وكان اغتياله عام 1979 سببا في غضب عرفات, الذي اعتقد بأن علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية ستوفر له ولسلامة ضمانة ضد الاغتيال. وأشار اندرسون الى ان التعاون بين المنظمة والمخابرات المركزية وصل إلى ذروته عندما طلب جيمي كارتر من عرفات أن يمنع (رجاله) من القيام بعمليات هجومية, علم بالتخطيط لها على سفارتي أمريكا في زائير وإيطاليا, كما توسط عرفات بناء على طلب الرئيس الأمريكي للإفراج عن 13 رهينة من رهائن السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 ونجح في اعادة جثث 8 جنود امريكيين تحطمت بهم طائرتهم الهيليوكوبتر اثناء المحاولة الفاشلة لانقاذ الرهائن, اضافة الى دوره الاساسي في انقاذ الملحق العسكري الامريكي ببيروت من عملية اختطاف. وجاء ايضا في تقرير الصحيفة الاسرائيلية نقلا عن اندرسون ان العلاقات مع المنظمة بدأت في اطار جمع معلومات استخباراتية هدفها من الجانب الامريكي هو احباط أي هجمات (ارهابية) بينما كانت تأمل منظمة التحرير في ان تؤدي العلاقة في النهاية للاعتراف السياسي بها. وحسب رواية (اندرسون) المتقاعد في عام 1994 ويقوم حاليا باعداد تقارير استخباراتية للشركات الامريكية الكبرى التي تستثمر اموالها في الشرق الاوسط والمهتمة بجمع معلومات وتحليلات عن التطورات في المنطقة, فقد حدث الاتصال الاول في بيروت عام 1969 عندما ابلغ (روبرت سي. ايمس) احد اعضاء فريق المخابرات المركزية الامريكية المسؤول عن منظمة التحرير ابو علي حسن سلامة رسالة لعرفات مدعيا انه يعمل بمجلس الامن القومي الامريكي, كان مضمونها (انتم ايهاالعرب تشتكون من ان واشنطن لا تصغي اليكم.. هذه فرصتكم الرئيس الامريكي مستعد لسماعكم, وكان ذلك بناء على تعليمات من الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون الى المخابرات المركزية التي سعت لتنفيذها على الفور... بعد ذلك توقفت الاتصالات بين الجانبين فترة, تم خلالها اختطاف واغتيال السفير الامريكي في السودان (كليو فوال) . ثم عادت الاتصالات مجددا في 1973 واثمرت عن اتفاق نوفمبر 1974 في فندق (ولدورف استوريا) في نيويورك بحضور (سلامة وايمس) ونص الاتفاق على موافقة امريكا على حضور عرفات للجمعية العامة للامم المتحدة.. واستمر التعاون خلال السبعينات بشكل مستقر, وخلاله تم احباط عمليات فلسطينية ضد اهداف امريكية, وتولت منظمة التحرير الفلسطينية, حسب زعم اندرسون حماية السفارة الامريكية في بيروت وحماية منازل الدبلوماسيين الامريكيين خلال الحرب الاهلية اللبنانية, وبعدها دعي علي حسن سلامة لزيارة غير رسمية لواشنطن. وكان فيرنون والترز نائب مدير الـ (سي اي ايه) ومدير العمليات ايمس مكلفين بادارة الاتصالات مع المنظمة قبل مقتل الاخير في تفجير السفارة الامريكية في بيروت عام 1983. وحسب التقييم الامريكي للاتفاق مع المنظمة في 1974 فقد ربحت امريكا واكتفى عرفات بمكسب رمزي لانه لم يحصل على اي مؤشرات صريحة باعتراف امريكي مستقبلي, وان كان سعيدا بارساله خطابات الى (جيمي كارتر) وتلقى ردوداً عليها وبلغ معدل الرسائل الدورية بينهما رسالة كل شهر. القاهرة - أحمد فؤاد

Email