لقاحات السرطان تدمر الخلايا السليمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه احد مسارات البحث الواعدة لتطوير لقاحات مضادة للسرطان مشكلة كبرى هذه الأيام, فالعلماء يقولون بأن اللقاحات التي جربت على الفئران أظهرت قدرتها على اطلاق امراض مدمرة ذاتية المناعة مثل مرض السكري . وتستخدم اللقاحات الخلايا المتشجرة, وهي الخلايا الحارسة لجهاز المناعة والتي تعد الجسم لمقاومة الأمراض. وفي الظروف الطبيعية, تقوم الخلايا المتشجرة بالتقاط اجزاء البكتيريا والفيروسات أو خلايا الاورام وعرضها على سطوحها, وتلتقط خلايا (تي) المارة الرسالة لتدمير أولئك الغزاة. ويعتقد الباحثون ان من الممكن أخذ الخلايا المتشجرة من جسم شخص مريض بالسرطان وتعريضها لخلايا أورام سرطانية لاعدادها للهجوم, ثم حقنها مرة ثانية في جسم المريض لتعزيز استجابة جهاز المناعة لديه. وقد حقق هذا الأسلوب بعض النجاح في محاربة سرطان الجلد وعمل بفعالية على تحصين الفئران ضد مرض الحراشف البرعمية. وهذه الانجازات ولّدت آمالا بأن ينجح هذا الأسلوب مع انواع السرطان الأخرى ومرض الايدز. أما الآن فيقول فريق من الاطباء السويسريين المتخصصين بجهاز المناعة يقوده الفائز بجائزة نوبل رالف زينكرناجل وبوركهارد لودويج من جامعة زيوريخ, بأن هذه اللقاحات قد تتسبب ايضا في ظهور بعض الأمراض ذاتية المناعة مثل مرض السكري. وقد درس هؤلاء الاطباء فئران تمت هندستها وراثيا بغرض استخلاص بروتينات معينة من فيروس موجود على سطوح خلاياها البنكرياسية التي تنتج الانسولين. وعندما حقنت الفئران بخلايا متشجرة معدّة لحمايتها من الفيروس, تعرضت خلاياها المنتجة للأنسولين للتلف. وبالطبع, فإن الخلايا السليمة في الانسان والحيوان لا تظهر بروتينات فيروسية أو بكتيرية, لكن لودويج يشير الى ان هذه الخلايا يظهر عليها بعض من نفس الجزئيات الموجودة في خلايا الأورام السرطانية, والتي هي من صنع الجسم. وهكذا فإن استخدام لقاحات الخلايا المتشعبة لمكافحة السرطان قد يدفع الجسم الى مكافحة الخلايا السليمة. ويقول لودويج ان الخلايا المتشعبة أدوات قوية ومفيدة حقا, لكن اذا أعطيتها الانتيجين (المولّد المضاد) الخطأ, فقد تتسبب في حدوث مرض ذاتي المناعة خطير جدا, ولذا يتعين علينا في المستقبل ان نكون حذرين بكل ما في الكلمة من معنى. زيوريخ ــ البيان

Email