صدام يعقد اجتماع حرب مع قادة القوات البرية والجوية،واشنطن:ضرب العراق في أية لحظة دون انذار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزايدت احتمالات الخيار العسكري في الأزمة العراقية الناشبة مع تجديد الرئيس الامريكي بيل كلينتون تحذيره للعراق ومصادقة وزير الدفاع وليام كوهين على ارسال129مقاتلة من بينها قاذفات عملاقة و(الشبح)وثلاثة آلاف جندي للمنطقة , في الوقت الذي عقد فيه الرئيس العراقي صدام حسين اجتماع حرب مع قادة القوات البرية والجوية واشارته لاحتمال الضربة العسكرية. مجلس الامن من جهته ومع اخلاء جميع المفتشين الدوليين من العراق عقد جلسة طارئة لبحث دواعي هذا الاخلاء بطلب من روسيا فيما قطع كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة جولته المغاربية وعاد الى نيويورك وسط تأكيد مبعوثه الى بغداد على ان الموقف العراقي باق كما هو دون تغيير وتأكيد واشنطن على ان الضربة ستحل دون توجيه انذار نهائي لبغداد في اشارة لاحتمال توجيه الضربة في أية لحظة مع الاعلان عن جاهزية القوات الامريكية بالمنطقة. فقد جدد كلينتون الليلة قبل الماضية تحذيره للرئيس العراقي اذا لم يستأنف تعاونه مع المفتشين الدوليين قائلا أنه على الولايات المتحدة ان (تكون جاهزة للتحرك) في حال رفض صدام ذلك. واضاف كلينتون خلال احتفال لمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الاولى في مقبرة ارلنجتون قرب واشنطن (لا نزال نأمل ليحترم صدام حسين تعهداته لكن علينا ان نكون مستعدين للتحرك في حال تخلف عن ذلك) . واكد ان العراق اذا ترك سيكون بمقدوره استعادة قوته السابقة وتهديد جيرانه خلال شهور وشدد على كلمة شهور. كذلك صادق وزير دفاعه وليام كوهين على ارسال 129 مقاتلة اضافية لمنطقة الخليج من بينها قاذفات عملاقة اضافة لطائرات (الشبح) وارسال ثلاثة آلاف جندي امريكي لتدعيم القوات الامريكية في المنطقة. وفي المقابل افادت وكالة الانباء العراقية ان صدام حسين اجتمع الى قادة القوة الجوية والدفاع الجوي وهيئتي الاركان في القيادتين. ولم تعط الوكالة المزيد من التفاصيل الا ان هذا الخبر يشير الى ان العراق شرع في استعداداته العسكرية لمواجهة تدخل عسكري امريكي محتمل. كذلك قالت الوكالة ان (مجلس الوزراء العراقي ناقش بتركيز واهتمام احتمالات العدوان الامريكي الصهيوني الذي تهدد الادارة الامريكية بشنه على شعبنا وبلادنا بدون اي مسوغ وعلى الضد من ميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة التي تنص جميعها على احترام سيادة العراق وسلامته الاقليمية واستقلاله السياسي) . واستعرض المجلس (اجراءات وتدابير الوزارات لمواجهة هذه الاحتمالات وعبر عن تقديره وتثمينه العالي لموقف جماهير شعبنا الصامد وما اظهرته من وعي والتزام واستعداد لمجابهة العدوانية الامريكية وافشال مخططها التآمري) كما ذكرت الوكالة. وبدأت الامم المتحدة امس بسحب واجلاء العاملين فيها من بغداد وبينهم خبراء نزع الاسلحة الذين يرفض العراق التعاون معهم. واعلن مسؤولون دوليون ان قرابة 400 من العاملين الدوليين في الامم المتحدة ستكتمل مغادرتهم بغداد اليوم الخميس, بما في ذلك 103 من خبراء نزع السلاح الذين تم سحبهم امس الى البحرين. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فريد ايكهارت ان 211 من العاملين في المنظمات الانسانية سيغادرون بغداد اليوم مخلفين وراءهم 34 آخرين تفرض الضرورة بقاءهم ومن بينهم ممثل الامم المتحدة الخاص براكاش شاه. وسيبقى ايضا في بغداد منسق الشؤون الانسانية الجديد هانس فون سبونيك اضافة الى رؤساء بعثات مختلف وكالات الامم المتحدة وغيرهم من العاملين الضروريين. واعلن متحدث باسم لجنة الامم المتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية (يونسكوم) امس في نيويورك ان كل العاملين في هذه اللجنة وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غادروا العراق جوا الى البحرين. وفي بغداد اعلن الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة بعد لقاء مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ان العراق يرفض التراجع عن قراره بقطع التعاون مع مفتشي نزع الاسلحة الدوليين. وقال شاه (لقد التقيت عزيز خلال الايام الثلاثة او الاربعة الاخيرة وشددت على انه ينبغي على العراق الالتزام بقرارات مجلس الامن للبدء بمراجعة شاملة) للعقوبات. من جهته ارجأ كلينتون القيام بجولته الاسيوية الى يوم السبت بدلا من الجمعة كما كان مقررا من قبل, وربطت مصادر امريكية بين توقيت بدء هذه الجولة والقيام بضربة عسكرية محتملة ضد العراق, ورجحت تلك المصادر ان تتم هذه الضربة قبل نهاية غداً الجمعة اذا لم يتم تغيير مواعيد جولة كلينتون والتى تم تأجيلها الى بعد غدٍ السبت بدلا من ان تبدأ غدا الجمعة, كما ارجأت وزيرة خارجيته مادلين اولبرايت زيارة لماليزيا الى الغد. وفي مراكش صرح المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة امس ان عنان يختصر جولته الحالية في المغرب العربي ويعود اليوم الى نيويورك بسبب تفاقم الازمة مع العراق. وفي مؤتمر صحفي عقده طلب عنان من الرئيس العراقي صدام حسين استئناف التعاون مع مفتشي الاسلحة على الفور. وقد سرعت الادارة الامريكية منذ الثلاثاء تحضيراتها لضربات عسكرية ضد العراق من خلال اصدار الامر الى حاملة طائرات ثانية متوجهة الى الخليج بزيادة سرعتها محذرة بغداد من ان الوقت من اجل التوصل الى حل دبلوماسي للازمة بات ضيقا جدا. وقال رئيس اركان القوات المسلحة الامريكية الجنرال هنري شيلتون امس ان القوات الامريكية في الخليج (جاهزة وقادرة) على ضرب العراق اذا صدر الامر بذلك. وقال شيلتون لشبكة تلفزيون (اي بي سي) الامريكية ان الولايات المتحدة لن توجه انذارا نهائيا الى العراق قبل ان توجه اليه ضربة عسكرية محتملة, واضاف ان (لا شىء يفرض توجيه انذار نهائي) . كما اعلنت وزارة الخارجية الامريكية امس انه سمح للدبلوماسيين الامريكيين العاملين في اسرائيل والكويت بالعودة الى الولايات المتحدة بسبب الازمة العراقية والخطر المحتمل لنشوب حرب كيميائية وجرثومية قائلة ان (هذا الخطر بعيد لكنه غير مستبعد) . وفي موسكو حذر وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف امس من استخدام القوة ضد العراق التي ستدمر حسب قوله سبع سنوات من العمل الدبلوماسي الصعب وستعقد الوضع الاقليمي في المنطقة, كما عارضته المانيا على لسان وزير الخارجية جوشكا فيشر الذي اكد ضرورة السعي لحل دبلوماسي. واعتبر ايفانوف ان توجيه ضربات جوية الى العراق (سيقضي على العمل الهائل الذي انجزته المجموعة الدولية خلال السنوات السبع الاخيرة وسيعقد الوضع في المنطقة) . ــ الوكالات

Email