السعودية تحمل العراق مسؤولية الأزمة: واشنطن روجت للخيار العسكري بإمكانية إطاحة نظام صدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

حملت السعودية امس العراق مسؤولية قرار وقف التعاون مع مفتشي الاسلحة, لكنها أكدت انها تفضل الحل الدبلوماسي للأزمة وسط تصعيد أمريكي للحل العسكري , حيث عقد الرئيس الامريكي بيل كلينتون امس اجتماعا مع اعضاء مجلس الامن القومي الامريكي لمناقشة الموقف. لكن مسؤولين امريكيين قالوا ان واشنطن ابلغت حلفاءها ان الخيار العسكري مازال على بعد اسابيع, وانها روجت للخيار العسكري بامكانية ان يؤدي الاجراء العسكري الى تغيير للسلطة والاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وهو ما شكك فيه حلفاء واشنطن. ويقول المسؤولون الامريكيون ان ادارة كلينتون سوف تستبدل عمليات التفتيش على الاسلحة التي لم تعد اداة فعالة باستخدام القوة. وفي وقت جدد العراق اصراره على موقفه دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بغداد الى استئناف تعاونه مع مفتشي الامم المتحدة فورا لتجنب اللجوء الى القوة. كما نفى براكاش شاه الممثل الشخصي لعنان في بغداد انباء عراقية عن اعتزام عنان زيارة بغداد للتوسط في الازمة. وفي القاهرة التي قام بزيارة خاطفة لها أمس دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل القيادة العراقية الى استئناف التعاون مع لجنة التفتيش على الاسلحة وانهاء الازمة مع الامم المتحدة التي يخشى ان تلجأ فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها الى استخدام القوة. وقال الفيصل اثر مباحثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك ان على القيادة العراقية ان (تتحمل مسؤولياتها وترجع عن قرارها وقف التعامل) مع لجنة (يونسكوم) واضاف ان (مسؤولية (الازمة) تقع بالكامل على القيادة العراقية التي تصدر قرارات لا تستطيع تحمل مسؤولياتها. نحن يؤسفنا ايقاف العمل مع اللجنة خاصة وانه جاء (بعد) الاتفاق في مجلس الامن على المراجعة الكاملة للعقوبات المفروضة على العراق. هذه رسائل متناقضة من العراق) . وكان الوزير السعودي قال لدى وصوله الى القاهرة ((اننا) نستغرب افتعال هذه الازمة (بين العراق والامم المتحدة) خاصة في الظروف الحالية التي تحاول خلالها الدول العربية حشد الصفوف لمؤازرة عملية السلام في المنطقة) . وقال الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان (مصر والسعودية حريصتان على الا يمس الشعب العراقي اي سوء وتتطلعان الى (حل المشكلة) بالطرق الدبلوماسية) . وردا على سؤال ما اذا كانت السعودية توافق على توجيه ضربة للعراق قال الوزير السعودي (اننا لا شك نفضل الحل الدبلوماسي للازمة, ولا احد يضمر سوءا للشعب العراقي فهو شعب شقيق وجار, وهذا شىء بديهي) . وكان الفيصل أكد لدى وصوله ان زيارته لمصر (تأتي استكمالا للمباحثات) التي اجراها وزير الدفاع الامير سلطان بن عبد العزيز مع مبارك الاسبوع الماضي في مدينة شرم الشيخ الساحلية على البحر الاحمر. وقال موسى من جانبه ان مباحثات مبارك - الفيصل تناولت كذلك العلاقات الثنائية وعملية السلام في الشرق الاوسط. من جانبها اوردت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية امس ان الولايات المتحدة قررت نقل بطاريات صواريخ (باتريوت) مضادة للصواريخ موجودة في اوروبا الى اسرائيل تحسبا لاحتمال حصول ضربة جوية امريكية ضد العراق. واضافت الصحيفة انه من الممكن ان تقوم الولايات المتحدة بنقل البطاريات في غضون 48 ساعة بهدف تأمين الدفاع الجوي الاسرائيلي بشكل افضل في حال اطلق العراق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية كما حصل في حرب الخليج العام 1991. ولم تورد (معاريف) اي توضيحات اخرى. على صعيد متصل كشفت وكالة رويترز امس عن تشكك عربي ازاء مقترحات امريكية بتغيير نظام الحكم في بغداد واخبر مسؤولون رويترز ان الولايات المتحدة ناقشت في الايام الاخيرة مع حلفائها في المنطقة امكانية اتخاذ اجراء عسكري يؤدي الي تغيير للسلطة في العراق. وقال دبلوماسي عربي كبير ان الامريكيين يتحدثون عن انهاء قبضة صدام على السلطة معربا عن اعتقاده ان ذلك لا يمكن ان يتحقق فقط عن طريق الضربات الجوية. واوضح ان الامريكيين بحاجة الى قوات برية او معارضة داخلية لتحقيق ذلك. ويقول خبراء عسكريون ان للولايات المتحدة وبريطانيا معدات عسكرية وقوات كافية في منطقة الخليج لتوجيه ضربات جوية ضد العراق. ولكن ضابطا عربيا اوضح ان المعارضة الداخلية ضعيفة وان الغرب لا يمتلك اي شيء قوي وعلى اهبة الاستعداد بالداخل. ويقول مسؤولون ان واشنطن اخبرت حلفاءها في الازمة الاخيرة ان الخيار العسكري ما زال على بعد (اسابيع) . وقال خبراء عسكريون ان الاحوال الجوية في العراق من بين العوامل الهامة التي تجري دراستها وبداية الشهر العربي الجديد خلال عشرة أيام. ومن بين النقاط الاخرى الموضوعة في الاعتبار احلال حاملة الطائرات الامريكية في المنطقة بنهاية نوفمبر. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية في تقرير من واشنطن امس نقلا عن مسؤول امريكي كبير ان ادارة كلينتون خلصت الى الاستنتاج ان نظام التفتيش على الاسلحة الذي تضطلع به اللجنة الخاصة لم يعد أداة فعالة لكبح جماح الرئيس صدام حسين. وقال المسؤول ان الادارة الامريكية سوف تستعيض عن عمليات التفتيش باختيار اشكال اخرى من الاحتواء التقليدى بما في ذلك العقوبات واستعمال القوة وهو الخيار الذى يبدو الان اكثر ترجيحا عن اي وقت اخر منذ 1991. ويقول المسؤول الكبير اذا استخدمنا القوة سوف ننتقل الى مرحلة جديدة ويعني ذلك احتواء العراق علنا عن طريق العقوبات مع رسم خطوط حمراء واضحة تبين لصدام حسين ان مهاجمة جيرانه او الاكراد في شمال العراق سوف تجلب عليه الانتقام. واضاف المسؤول يقول (وينبغى ان يعرف اننا سوف نمحو العراق من على الوجود اذا حاول ان يستخدم اسلحة الدمار الشامل) . واوضح المسؤول الامريكي ان صدام حسين وعى هذه التهديدات خلال حرب الخليج فامتنع عن استخدام الاسلحة الكيماوية او البيولوجية. وذكرت الصحيفة ان واشنطن لم تعد تعتقد ان الرئيس العراقي سوف يتعاون مع مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة الذين قضوا سبع سنوات يحاولون ازالة برامج الاسلحة النووية والصواريخ والاسلحة البيولوجية والكيماوية. ــ الوكالات

Email