اكبر مناورات يجريها الجيش حتى الآن: ايران تحشد ألف جندي على حدود افغانستان، طالبان ترفض تسليم قتلة الدبلوماسيين لطهران

ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت ايران حشد 200الف عسكري من القوات النظامية بالقرب من حدودها مع افغانستان للمشاركة في اكبر مناورات عسكرية يجريها الجيش الايراني حتى الآن, وطالبت حركة طالبان بتسليمها قتلة دبلوماسييها في افغانستان فيما اعلنت الحركة استعدادها لتسليم الجثث فقط والتفاوض بشأن الاسرى والسجناء . وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات طالبان تقدمها نحو اقليم باميان الذي يسيطر عليه حزب الوحدة الموالي لايران, وقصفت الاقليم بالطائرات, نفت طهران هبوط طائرات لها في الاقليم في حين طالب الرئيس الايراني المخلوع برهان الدين رباني من طهران تسليح اللاجئين الافغان لمحاربة طالبان. وعلى صعيد الدبلوماسية الدولية وموقفها من مقتل الدبلوماسيين الايرانيين انضمت واشنطن وموسكو وأسبانيا إلى قائمة الدول التي اعلنت ادانتها لعملية القتل, ووافقت طالبان امس على تسليم جثث القتلى لكنها رفضت تسليم قتلتهم. ففي طهران كشف قائد القوات البرية فى الجيش الايرانى عن توجه ثلاث فرق عسكرية ايرانية للحدود الايرانية الافغانية والتى استقرت على طول 720 كيلو مترا من هذه الحدود التى يبلغ طولها 850 كيلو مترا. وأضاف بأن هذه القوات التى توجهت للمنطقة فى مطلع الشهر الحالى كانت باشارة من القائد العام للقوات المسلحة الايرانية علي خامنئي. وقال العميد الركن عبدالعلى يوشا خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده امس بأن الجيش الايرانى سوف يجرى مناورات عسكرية فى 23 من سبتمبر الجارى على الحدود الايرانية الافغانية التى قال عنها بأنها من اكبر المناورات التى يجريها الجيش الايرانى حتى الان. وأوضح يوشا بأن هذه المناورات سوف يشارك فيها 200 الف جندي وتجرى على مساحة تقدر بــ خمسة آلاف كيلومتر فى المنطقة الواقعة شمال زهدان وجنوب خراسان وتشارك فى هذه المناورات التى تجرى بالذخيرة الحية طائرات من القوة الجوية ومضادات للطائرات بالاضافة الى القوة الصاروخية. وأكد بأن هذه المناورات ليست موجهة ضد أى دولة ولا نريد الاعتداء على شعب من شعوب المنطقة لكنه قال بأن الحدود الايرانية اذا تعرضت لاى تهديد فان المواجهة سوف تكون قاسية. وأشار يوشا الى ان معظم القوات المشاركة فى المناورات سوف تبقى فى المنطقة بعد انتهاء المناورات حتى تستعيد الامن والاستقرار فيها. ونفى ان تكون سياسة ايران تدعو لمواجهة عسكرية لكنه أوضح بأن الجيش على استعداد كامل لمواجهة اى تهديد محتمل. ومن جانبه اعلن نائب وزير الخارجية الايراني محسن امين زاده امس ان طهران تطالب حركة طالبان الافغانية بتسليمها قتلة الدبلوماسيين والصحافي الايرانيين الذين قتلوا في افغانستان خلال سيطرة طالبان على مدينة مزار شريف. وعلى الجانب الافغاني قررت حركة طالبان السماح لطائرة ايرانية بالهبوط فى مطار مزار شريف شمال افغانستان غدا الاثنين لنقل جثث الدبلوماسيين الايرانيين التسعة. واوضح مولدى وكيل احمد مستشار ملة محمد عمر زعيم حركة طالبان والمتحدث باسم الحركة فى تصريح ادلى به امس بأن هذه الموافقة من جانب طالبان, جاءت تلبية لطلب عزيز خان سفير باكستان لدى طالبان بشأن السماح للطائرة الايرانية بنقل جثث الدبلوماسيين الايرانيين. وأشار الى انه كانت تجرى مفاوضات بالنقل مع منظمات الامم المتحدة لنقل الجثث الى ايران الا انه تقرر بعد الطلب الباكستانى السماح للطائرة الايرانية بنقل جثث الدبلوماسيين الايرانيين. وعلى الصعيد نفسه صرح وكيل احمد متوكلي المتحدث باسم طالبان بأن السجناء الايرانيين لدى الحركة يمكن الافراج عنهم بموجب اتفاق مع طهران لتبادل الاسرى. واضاف متوكلي ان تحقيقات ستبدأ لتعقب قاتلي الدبلوماسيين الذين ذبحوا في مدينة مزار شريف. واضاف (نحاول العثور على المجرمين والتحقيقات جارية ولكن ستجري معاقبتهم لعدم اطاعتهم اوامر الزعماء وليس لانهم قتلوا الدبلوماسيين) . وعلى الصعيد العسكري قامت الطائرات العسكرية التابعة لطالبان أمس بقصف مواقع متفرقة في اقليم باميان وسط افغانستان والذي يعد معقلاً للمعارضة الموالية لايران. وتزامن القصف مع التقدم العسكري الذي تقوم به قوات الحركة باتجاه الاقليم. ونفى المتحدث باسم حزب الوحدة الاسلامي في افغانستان الانباء التي ذكرت ان المدنيين يهربون من مدينة باميان الواقعة في وسط افغانستان خوفا من هجوم وشيك لطالبان. ونسبت اذاعة طهران إلى المتحدث قوله ان حوالي عشرة آلاف من سكان المدينة يتسلحون لقتال طالبان وحماية مدينتهم من اي عدوان محتمل. وعلى صعيد متصل نفت ايران امس الانباء التى تحدثت عن هبوط طائرات ايرانية فى مطار مدينة باميان, واتهمت الولايات المتحدة الامريكية بدعم حركة طالبان التى تسيطر حاليا على اغلب اراضى افغانستان. جاء ذلك فى تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمود محمدى الذى اكد ان ايران ستقدم للمحاصرين فى مدينة باميان من رجال ونساء واطفال مساعدات انسانية. ومن جانبه طالب الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني طهران بتسليح اللاجئين الافغان لمحاربة طالبان, وصرح لصحيفة ايران نيوز ان حكومته تريد من طهران توفير تسهيلات مناسبة للاجئين الافغان المقيمين في ايران حتى يتمكنوا من العودة لبلادهم, والمشاركة فيما اسماه بالجهاد الوطني ضد اعداء البلاد. وعلى الصعيد الدبلوماسي ادانت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية قتل الدبلوماسيين الايرانيين في شمال افغانستان وطالبت بتحقيق مستقل في الواقعة. وقال جيمس روبن المتحدث باسم وزارة الخارجية (اننا ننضم إلى الاعضاء الاخرين لمجلس الامن التابع للامم المتحدة في المطالبة بتحقيق عاجل في هذه الجرائم حتى يمكن محاكمة اولئك الجناة) . وفي موسكو اعلنت الخارجية الروسية ادانتها لمقتل الدبلوماسيين. ــ الوكالات

Email