ذعر بالبيت الأبيض من تقرير ستار: تزايد الأصوات المطالبة باقالة كلينتون

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاصرت عاصفة الانتقادات الحادة الرئيس الامريكي بيل كلينتون امس من ثلاثة اتجاهات في سياق تداعيات فضيحة علاقته غير الاخلاقية مع مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة بالبيت الابيض . واصيب البيت الابيض بالدهشة لامتناع باريس جليندنينج حاكم ولاية ميريلاند الديمقراطي عن حضور مؤتمر يحضره كلينتون اليوم لجمع التبرعات لحملة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. وطالب رئيس الطائفة المعمودية البروتستانتية في ولاية نورث كارولينا القس بيج باترسون كلينتون بالاستقالة قبل ان يصبح اداة لافساد كل الشباب الامريكيين. وطرح السناتور الجمهوري جيم موران عبر البرنامج التلفزيوني الاخباري (فوكس نيوز) عرضا لمقايضة استقالة كلينتون بحظر نشر التفاصيل التي سيوردها المحقق المستقل كينيث ستار في تقريره الى الكونجرس. ووسط اجواء الذعر والفوضى التي تسيطر على البيت الابيض سادت مخاوف من تضمين ستار تقريره تفاصيل عن سلوكيات جنسية كريهة وغريبة للرئيس الامريكي. وذكرت مصادر البيت الابيض لصحيفتي (واشنطن بوست) و(ديلي نيوز) ان كلينتون محبط وعلى شفا حالة من اليأس. وحاول مسؤولو البيت الابيض والحزب الديمقراطي احتواء الاضرار التي سببها قرار حاكم ولاية ميريلاند الديمقراطي بعدم المشاركة في مناسبتين يحضرهما كلينتون لجمع تبرعات ووصفوا قراره بانه حالة استثنائية. وقال جليندنينج الذي يخشى الاثار السياسية من فضيحة كلينتون الجنسية انه لن يحاول السعي الى حضور الرئيس في حملة جمع تبرعات في بالتيمور الشهر المقبل وانه سيرسل نائبه الى مناسبة اخرى يحضرها كلينتون اليوم. وفي ولاية نورث كارولينا طالب القس باترسون باستقالة كلينتون لحماية الشباب الامريكي من الفساد. وقال ان استقالة كلينتون ضرورة ملحة من أجل الوطن ناصحا الرئيس بطلب الغفران والتطهر من خطاياه الشخصية. وقارن باترسون بين فضيحة كلينتون بوصفها احد علامات الازمة مع نزعة الاغراق في الملذات الحسية التي دمرت روما القديمة. من جهة اخرى طرح السناتور الجمهوري موران احد حلفاء كلينتون القدامى صيغة صفقة يتم بمؤداها حظر نشر تقرير ستار مقابل استقالة كلينتون. وتفيد مصادر امريكية ان الادلة الواردة في تقرير ستار ستكون دامغة ولن يكون بوسع الكونجرس الا لوم كلينتون عبر تصويت رمزي, يمكنه من البقاء في السلطة. لكن البعض الاخر يذهب الى ابعد من ذلك مؤكدين ان انعكاسات التقرير المدمرة على الصعيدين السياسي والشخصي ستدفع بالرئيس الى الاستقالة او النواب الى بدء اجراءات لاقالته. وعنونت صحيفة (لوس انجلوس تايمز) ان (التقرير المقبل يلقي من الان بثقله على واشنطن) . وافادت صحيفة "واشنطن بوست" ان البيت الابيض يتوقع ان يكون التقرير واضحا جدا حول العلاقات الجنسية بين كلينتون ومونيكا وستكون انعكاساته على الصعيد السياسي سيئة اكثر مما كان متوقعا. واعتبرت الصحيفة ان التقرير (سيقتصر على قضية مونيكا فقط بشكل شبه أكيد) . ويبدو ان ستار سيترك جانبا قضية وايتووتر السياسية المالية خصوصا. وكتبت الصحيفة ان (بعض مستشاري كلينتون مقتنعون ان ستار لن يكتفي الان باعطاء اوقات اللقاءات التي تمت بين كلينتون ومونيكا ومكانها بل سيتطرق الى تفاصيل صريحة ليثبت ان الرئيس كذب عمدا خلال الادلاء بافادته في 17 يناير في اطار قضية بولا جونز) . ويصر كلينتون على انه لم يحنث اليمين في اطار هذه القضية التي اتهم في اطارها بالتحرش الجنسي. وقد حفظت هذه القضية لاحقا. ويخشى بعض مستشاري كلينتون ان يضم التقرير (تصرفات جنسية كريهة وغريبة) . وافاد مستشار اخر للصحيفة ان الرئيس (حزين وفي حيرة) ومما يزيد الامر صعوبة ان زوجته (هيلاري لم تغفر له بعد) . ووصف مسؤول امريكي اخر الاجواء داخل البيت الابيض بانها (فوضى عارمة) مضيفا لصحيفة (ديلي نيوز) ان (لا احد يدير هذه الازمة وبيل وهيلاري كلينتون يقومان بكل شيء وحدهما) . وقالت مصادر اخرى ان الاجواء في البيت الابيض (محبطة بشكل لا يصدق وتقارب حد اليأس) . واعتبر المستشار ان هذه الازمة قد تؤدي الى فوز ساحق للحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية في نوفمبر والى غالبية جمهورية اكبر في الكونجرس الامر الذي يسهل اجراءات العزل في حال قرر الكونجرس ذلك. ولم تساعد مداخلة الرئيس التلفزيونية في 17 اغسطس الماضي التي اعترف فيها بأنه اقام (علاقة غير لائقة) مع لوينسكي, في زيادة الدعم الذي يحظى به. ــ الوكالات

Email