طالبان تحذر من سوء التقدير: المناورات الايرانية على حدود أفغانستان تصل ذروة عرض القوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت طهران ضغطها الدبلوماسي والعسكري على حركة طالبان الافغانية التي تحتجز 11دبلوماسياً وصحفياً ايرانياً بينما بدأت القوات الايرانية امس مناورات بحرية في مياه الخليج , وتواصلت لليوم الثاني المناورات البرية التي يشارك فيها 70 ألفاً جندي والتي تعد المناورات الاكبر التي تجريها منذ عام 1979 وشملت المناورات تدريبات لهجمات على مواقع لعدو افتراضي بالقرب من الحدود مع أفغانستان لتصل المناورات الى ذروتها في عرض القوة. وجددت طهران في الوقت نفسه مطالبتها بقيام لجنة دولية تضم ممثلين عن الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر وايران وباكستان بزيارة افغانستان للتحقيق في مصير الدبلوماسيين. ومن جانبها, انتقدت طالبان المناورات وحذرت طهران من محاولة غزو أفغانستان, واشارت الى ان اي خطأ في التقدير يمكن ان يورط بسهولة دولاً مجاورة في النزاع ويؤدي لدخول أسلحة للدمار الشامل لم تر المنطقة مثيلا لها من قبل, بينما قررت الحركة اطلاق سراح ثلاثة سائقين ايرانيين في بادرة حسن نية ازاء طهران. ونقلت وكالة الانباء القطرية عن الاذاعة الايرانية قولها ان المناورات البحرية بدأت في منطقة بوشهر جنوب البلاد امس وذلك بمشاركة عشرات القطع البحرية ووحدات الصواريخ وتستمر يومين ترمى الى رفع الاستعداد القتالي لقوات الحرس الثوري واختبار قدرات هذه القوات ومعداتها العسكرية وإجراء تمارين على انزال قوات على السواحل وتدمير قوات العدو المفترض. وعلى صعيد المناورات البرية, قامت القوات الايرانية بتدريبات على هجمات على مواقع لعدو افتراضي بالقرب من الحدود مع افغانستان وسط تصاعد التوترات بين البلدين. وقالت اذاعة طهران ان دبابات الحرس الثوري وحاملات الجند المدرعة تقدمت باتجاه خطوط (العدو) مدعومة بهجمات جوية ومدفعية ثقيلة مع وصول التدريبات العسكرية الايرانية الى ذروتها في منطقة تبعد 60 كيلومترا عن الحدود الافغانية. وسبق اطلاق صاروخ تدريب على هجوم قوات المشاة المدعومة بطائرات مروحية, في حين استعدت وحدات المظلات والقوات الخاصة لإنزال وراء مواقع (العدو) . وتأتي التدريبات التي تعتبر أكبر مناورات تجري في شمال شرق البلاد ما قبل قيام الثورة الاسلامية عام ,1979 وسط تصاعد حدة التوترات بين طهران وحركة طالبان الافغانية بعد اختفاء 11 دبلوماسيا وصحفي ايراني في شمال افغانستان. وأعلن اللواء رحيم صفوي القائد العام لقوات الحرس الثوري ان نحو 157 دبابة مدرعة متطورة اضافة الى العديد من الطائرات شاركت في هذه المرحلة. وذكرت التقارير الصحفية ان حوالي 110 قطع من المدفعية المتوسطة والطويلة المدى و152 عربة مدرعة وصواريخ أرض ــ جو من طراز (سام ــ 6) ونحو 30 طائرة ومروحية شاركت بالمناورات. وأكد صفوي ان المناورات تجري في وقت تحاول فيه الادارة الامريكية ايجاد منطقة تهديد جديدة ضد ايران وذلك في اشارة الى حركة طالبان الافغانية. وقال (لو شكل التدخل الاجنبي أي خطر على حدود ايران فإننا سنتصدى له بكل حزم وقوة) . وبموازاة ذلك أعلن مسؤول ايراني أمس ان طهران طلبت من الأمم المتحدة ارسال لجنة دولية تحقق في مصير دبلوماسييها والصحافي الايراني المحتجزين. وأكد نائب وزير الخارجية الايراني لشؤون منطقة آسيا والمحيط الهادي محسن أمين زاده ان طهران تأمل في قيام ممثلين من الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر وايران وباكستان بزيارة الى افغانستان لهذا الغرض. نقلت (وكالة الانباء الاسلامية) عن زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر قوله امس ان الحركة ستطلق سراح ثلاثة من سائقي الشاحنات الايرانيين في بادرة (حسن نية) ازاء طهران. وقالت الوكالة ومقرها بيشاور ان الثلاثة جزء من مجموعة تضم ثلاثين سائقا اعتقلتهم طالبان لدى اقتحامها مدينة مزار الشريف معقل المعارضة الافغانية في شمال افغانستان الشهر الماضي. وتتهم طالبان السائقين بنقل السلاح الى المعارضة الافغانية التي تدعمها ايران. وفي نيويورك صرح نور الله زاد ران ممثل حركة طالبان في الامم المتحدة بان التصريحات النارية للمسؤولين الايرانيين وانتشار اكثر من 70 الف جندي ايراني على طول الحدود (تحت ذريعة اجراء مناورات عسكرية) يشكلان (خطرا كبيرا على استقرار المنطقة والعالم) . واوضح ان (اي خطأ في التقدير يمكن في سهولة ان يورط دولا مجاورة في النزاع ويترجم بدخول اسلحة الدمار الشامل الى المنطقة التي لم تر مثلها من قبل) . ــ الوكالات

Email