توقعت تفجيرات نووية هندية: باكستان تستعد لاطلاق الصاروخ (غوري ) وتعيد النظر في سياستها الخارجية على ضوء تفوقها النووي

ت + ت - الحجم الطبيعي

استبعدت باكستان اجراء المزيد من التجارب النووية وتوقعت اجراء الهند لتفجيرات نووية جديدة خلال الاسبوع الحالي او المقبل على الارجح,واعلنت اسلام أباد استعدادها لاجراء تجربة ثانية على صاروخها (غوري) متوسط المدى القادر على حمل أسلحة نووية . واشترط نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني التوصل لتسوية عادلة لقضية كشمير, للدخول في حوار مع الهند وتوقيع معاهدة عدم اعتداء, داعيا المجتمع الدولي الى الضغط على الهند للقبول بالتفاوض, كوسيلة وحيدة للحد من التوتر. وقال شريف لقد بدأنا مسيرتنا ونحن مصممون على الاستمرار ولن نساوم ابدا على أمننا. وأعرب وزير الخارجية الباكستاني جوهر ايوب خان عن اعتقاده بأن شريف سيلتقي نظيره الهندي آتال يهاري فاجبايي على هامش اجتماعات قمة رابطة التعاون الاقتصادي الاقليمي لدول جنوب اسيا (سارك) والمقرر عقدها في كولومبو الاسبوع المقبل. وأشار ايوب خان الى ان بلاده ستعيد النظر في سياستها الخارجية على ضوء تفوقها النووي. وقال ان وزارة الخارجية اعدت مذكرة تتضمن سياستها الخارجية في مرحلة ما بعد التفجيرات النووية, وسيتم تقديمها الى شريف الاسبوع المقبل. وفي نيودلهي استدعت الخارجية الهندية المندوب السامي الباكستاني وسلمته احتجاجا شديد اللهجة على حادث الاعتداء الخطير الذي تعرض له ب. س. راوات الدبلوماسي في المفوضية الهندية باسلام اباد. وقال الناطق بلسان الخارجية الهندية ان الدبلوماسي الهندي تعرض في وقت مبكر من صباح امس لضرب مبرح امام مقر مسكنه الدبلوماسي في اسلام اباد. ووصف المسؤول الهندى الاعتداء الذى قام به احد حراس الامن الباكستانيين وتمثل فى ضرب الدبلوماسى الهندى بأنه عمل غير مقبول. وقالت الوكالة ان الاعتداء حدث على مايبدو من جانب حارس امن باكستانى يسكن بجوار منزل الدبلوماسى الهندى حيث اصيب الاخير بجروح فى رأسه وادخل على اثرها المستشفى. وطالب وكيل وزارة الخارجية الهندية باكستان باتخاذ كافة الاجراءات لضمان سلامة الموظفين الهنود فى مفوضيتها باسلام اباد ووقف كافة المضايقات التى يتعرضون لها من جانب اجهزة الامن الباكستانية. وفي الوقت نفسه تبادلت الهند وباكستان نيران الاسلحة الصغيرة على الحدود في ولاية جامو وكشمير المضطربة الا ان مسؤولين قالوا ان هذا ليس سوى حادث عادي. وقال متحدث دفاعي في جامو العاصمة الشتوية للولاية لرويترز (انه تبادل مألوف للنيران وليس ثمة ما يدعو الى القلق) . وقالت الشرطة ان جنودا هنودا قتلوا ثمانية اشخاص على الاقل في اشتباك وقع بمنطقة ماندي بقطاع بونش الحدودي علي بعد 246 كيلومترا الى الشمال من جامو امس. وتسيطر الهند على ثلثي مساحة كشمير وتتهم باكستان بتسليح وتدريب مقاتلين انفصاليين. وتقول باكستان التي تسيطر على الثلث الباقي انها تقدم عونا سياسيا ودبلوماسيا فقط. وتقول الشرطة ومستشفيات ان اكثر من 25 الف شخص قتلوا خلال تمرد استمر ثمانية اعوام في منطقة الهيمالايا. وقال بيان لوزارة الخارجية الهندية ان الهند دعت جميع الدول المسلحة نوويا الى اجراء مفاوضات مبكرة للتوصل الى معاهدة بشأن الاسلحة النووية. واضاف البيان (تدعو الهند جميع الدول التي تملك اسلحة نووية وبالاحرى المجتمع الدولي... الى الانضمام الىها في بدء مفاوضات مبكرة للتوصل الى معاهدة بشأن الاسلحة النووية بحيث يمكن التعامل مع هذه الاسلحة في اطار عالمي تستبعد منه التفرقة كما حدث بالنسبة لسلاحي الدمار الشامل الاخرين من خلال معاهدة الاسلحة البيولوجية ومعاهدة الاسلحة الكيماوية) . وقال البيان ان الهند مستعدة ايضا لوضع اعلان فاجبايي التزام نيودلهي بوقف طوعي للتجارب النووية (في صيغة قانونية) . وقال البيان (يشمل حوارنا قضايا السلام والامن بما في ذلك اجراءات لبناء الثقة0 يمكن للمجتمع الدولي ان يطمئن الى انه لا توجد رغبة من جانبنا لتصعيد التوتر وان باكستان لا تواجه اي تهديد من الهند) . ومن جهة أخرى انتقد مجلس الامن الدولي باكستان لتحديها العالم باجرائها تجربة نووية اخرى تحت الارض ودعا اسلام اباد الى اعلان وقف لأي تجارب اخرى. واعلن مجلس الامن الذي عقد جلسة طارئة موقفه لاجهزة الاعلام بدلا من اصدار بيان رسمي يحمل ثقل السياسة الدولية. ولكن المجلس يدرس مشروع قرار يهدد باتخاذ اجراءات اخرى لم يكشف النقاب عنها ضد كل من الهند وباكستان. ودعت الىابان مجلس الامن الى عقد جلسة خاصة مغلقة قدمت خلالها طوكيو مشروع قرار اعدته مع السويد وكوستاريكا في محاولة لمواصلة الضغط على الهند وباكستان اللتين اجرتا 11 تفجيرا نوويا تحت الارض خلال الثلاثين يوما الماضية. وقال نجوجونا ماهوجو رئيس مجلس الامن وسفير كينيا للصحفيين بعد الاجتماع ان اعضاء المجلس الخمسة عشر اعربوا عن (الاسف العميق) لقيام باكستان بتفجير نووي امس الاول بعد ساعات فقط من انتقاد المجلس اسلام اباد لاجرائها خمس تجارب نووية يوم الخميس. واجرت الهند خمس تجارب في 11 و13 مايو الماضي. واضاف ماهوجو ان المجلس دعا ايضا حكومة باكستان الى اصدار بيان تعلن فيه وقف اجراء تجارب في المستقبل. وقال ان المجلس اعرب عن قلقه المتزايد ازاء تصاعد خطر حدوث سباق اسلحة نووية في جنوب آسيا وحث الهند وباكستان على الانضمام الى معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي جرى التفاوض عليها قبل عامين. ومن ناحيته أعرب وزير الخارجية الالماني كلاوس كينكل عن دهشته من اصرار كل من الهند وباكستان على الاستمرار في برامجهما النووية رغم حاجة البلدين للغذاء قائلا انه بدلا من استكمال برامج للبناء والتنمية للنهوض بشعبيهما والاتجاه نحو التقدم والرفاهية فان كلا البلدين يتسابقان علي توجيه امكانياتهما السياسية والمالية والتقنية في اطار مغامرات السباق النووي المحموم. وأضاف كينكل انه بناء على هذا الوضع فان المانيا قررت تجميد برنامج المساعدات الدولية لكلا البلدين. وأوضح أن مجلس الامن الدولي يجب عليه الان عقد اجتماع عاجل وفوري لدراسة الرد على سلسلة التفجيرات النووية الباكستانية الجديدة مشيرا الى ان مجلس الامن الدولي هو الهيئة المنوطة باتخاذ التدابير اللازمة لوقف وتعطيل هذا السباق النووي المجنون . وقال ان المجلس مطالب الان بالضغط على الهند وباكستان لالزامهما بوقف برامجهما النووية والالتزام بما جاء في المعاهدات الخاصة بحظر انتشار الاسلحة والتجارب النووية مؤكدا انه لايجب السماح تحت أي ظرف باستمرار هذا السباق النووي على الاطلاق. وصرح متحدث باسم الكسندر دونر وزير الخارجية الاسترالي لرويترز بأن استراليا قررت عدم فرض عقوبات تجارية على باكستان بسبب احدث تجربة نووية اجرتها. واضاف (سيكون ضارا لنا) , واردف قائلا ان موقف الحكومة الاسترالية لم يتغير منذ ان اتخذت قرارات بقطع العلاقات العسكرية وتجميد المساعدات غير الانسانية لكل من الهند وباكستان بسبب تجاربهما النووية. وقال انه من غير المتوقع اتخاذ قرارات اخرى كرد على احدث تجربة نووية لباكستان. وفي بيروت دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الى عقد اجتماع عاجل لبحث التصعيد النووي بين الهند وباكستان. وحملت رابطة العالم الاسلامي الحكومة الهندية مسؤولية السباق الى التسلح في جنوب اسيا وما قد ينتج عنه من اخطار جسيمة. جاء ذلك في تصريح ادلى به الدكتور عبدالله بن صالح العبية الامين العام للرابطة اشار فيه الى قيام الهند مؤخرا باجراء خمسة تفجيرات نووية رافقتها تصريحات عدائية تجاه جمهورية باكستان الاسلامية التي اعلنت هي الاخرى عن اجراء تجربة نووية لايجاد توازن في القوة مقابل التفجيرات الهندية. واكد الدكتور عبدالله صالح ان باكستان اجرت تجربتها النووية للدفاع عن نفسها ومواجهة اي تهديد هندي نووي في المستقبل معربا عن امله ان يقتصر الامر على اجراء التجارب والوقوف عند هذا الحد. واعرب الدكتور عصمت عبدالمجيد الامين العام لجامعة الدول العربية عن دهشته ازاء خلو ردود الفعل الدولية ازاء التجارب النووية الهندية والباكستانية من اية موقف ازاء اسرائيل التي لا تخفى نيتها في اجراء التجارب واستخدام الاسلحة النووية والتي فضحتها خطابات موردخاي فانونو الاخيرة بوضوح. ودعا عبدالمجيد المجتمع الدولي وسائر القوى الفاعلة فيه الى اجبار اسرائيل على الانضمام الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضاع كافة مرافقها النووية لنظام التفتيش الدولي وذلك حرصا على تجنيب منطقة الشرق الاوسط لسباق تسلح يزيد من التوتر ويهدد الموارد والطاقات في الوقت الذي تدمر فيه الحكومة الاسرائيلية كافة المبادرات والفرص الرامية الى اقرار السلام العادل والشامل في المنطقة. وحذر من ان فتح باب المنافسة في هذا المجال ينطوي على مخاطر جسيمة على الامن والاستقرار الدوليين بصفة عامة وعلى الجهود الرامية الى ايجاد مناطق خالية من الاسلحة النووية في العالم بصفة خاصة. واعربت الكويت عن بالغ اسفها وقلقها ازاء سباق التسلح بين الهند وباكستان والمتمثل بالتجارب النووية التي قام بها البلدان مؤخرا. جاء ذلك في الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء الكويتي الذي عقد برئاسة ولي العهد ورئىس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح. ـ الوكالات

Email