امريكا تبدأ سحب قواتها الاضافية من الخليج ، واشنطن لبغداد: انهاء العقوبات مقابل التعاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

طوت واشنطن الصفحة قبل الاخيرة لسجل ازمتها الاخيرة مع العراق, وبدأت سحب قواتها الاضافية من الخليج, باستثناء الصواريخ بعيدة المدى . ووعدت الخارجية الامريكية بتسريع عجلة انهاء ملف العقوبات على العراق مشترطة اجراء تغيير شامل في سياسة بغداد تجاه لجان التفتيش. واتهمت بغداد ريتشار باتلر رئيس لجنة التفتيش بتضليل الرأي العام. واكد وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف ان العراق لا يخفي اي اسلحة محظورة. وصرحت مصادر وزارة الدفاع الامريكية امس بأن تخفيض القوات يؤكد أن الولايات المتحدة ترى أن الازمة مع العراق قد خفت بعد أن تعهدت بغداد بالتعاون مع فرق التفتيش الدولية . ويأتى التخفيض أيضا بعد أن أعرب عدد من أعضاء الكونجرس والمحللين العسكريين الامريكيين عن قلقهم من أن استمرار الحشد العسكرى الامريكى الضخم فى الخليج يمثل عبئا على الموارد العسكرية الامريكية وعلى الجنود الامريكيين. وقد أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية كينيث بيكون أن تخفيض القوات لا يعنى ان الولايات المتحدة راضية عن مستوى تعاون الحكومة العراقية مع فرق التفتيش حيث ترغب واشنطن فى أن تسلم بغداد كل الوثائق الخاصة ببرامج تسليحها وتثبت أنها قامت بتدمير كل الصواريخ والاسلحة التى كانت تملكها بعد نهاية حرب الخليج. وفى تهديد واضح, قال بيكون ان عدد الصواريخ الفتاكة بحر أرض على السفن الامريكية المرابطة فى الخليج حاليا ضعف عددها على الاسطول الامريكى الذى خاض حرب الخليج فى عام 1991 ولدى الولايات المتحدة القدرة على توجيه ضربة سريعة وقوية اذا اقتضى الامر ولديها أيضا القدرة على زيادة عدد هذه الصواريخ بسرعة شديدة جدا. وفى تقرير حول تخفيض القوات الامريكية فى الخليج أشارت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية واسعة الانتشار الى أن البحرين ودولا خليجية كانت قلقة لاسباب سياسية داخلية من استمرار التواجد العسكرى الضخم فى الخليج وطلبت من واشنطن مرارا تخفيض حجمها. ووفقا لمصادر البنتاجون ستبقى هناك حاملة طائرات واحدة بدلا من اثنتين وقد غادرت بالفعل حاملة الطائرات اندبندس مياه الخليج يوم الاحد الماضى تاركة وراءها الحاملة جون ستينيز. وقالت المصادر أن 36 طائرة مقاتلة ستغادر موقعها فى البحرين عائدة الى قواعدها الامريكية وستعود أيضا ست طائرات اف 117 الشبح من موقعها فى الكويت الى الولايات المتحدة بينما ستعود ست قاذفات ثقيلة من طراز بى 52 من قاعدة دييجو جارسيا فى المحيط الهندى وسيجرى تخفيض عدد القوات الامريكية من 44 ألف جندى الى 19 الفا فقط فى أنحاء المنطقة. وقال جيمس روبن الناطق بلسان الخارجية الامريكية ان عملية التعجيل تعنى التحرك من حالة الانكار والتأخير والاخفاء الى حالة التعاون والتطابق مع قوانين المجتمع الدولى. واضاف اذا قام العراق بتغيير موقفه وبدأ فى تقديم جميع المعلومات التى ينكرها حتى الان فان ذلك حتما سيعجل العملية. وقال مع احترامنا لاى تواريخ تذكر بالنسبة لرفع العقوبات فاننا نتوقع ان يقدم السفير بتلر تقريرا لمجلس الامن الدولى الاسبوع المقبل سيحدد فيه للمجلس مايتوجب على العراق القيام به. ومضى يقول ان وجهة نظرنا لم تتغير بان على العراق ان ينفذ جميع قرارات مجلس الامن الدولى ذات الصلة ولكن بالطبع فان الامور ستتعجل اذا تحول العراق من موقف الرفض الى التعاون. وفرضت العقوبات من قبل مجلس الامن الدولى التابع للامم المتحدة على العراق فى اعقاب غزوه لدولة الكويت فى اغسطس من عام 1990. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن الصحاف قوله الليلة قبل الماضية ان العراق (لا يخفي اي اسلحة محظورة) او أي معدات لتصنيع مثل هذه الاسلحة وان اعضاء اللجنة الخاصة الذين يتحلون بالعدل يعرفون ذلك تماما. وقال الصحاف اثناء توقفه في عمان في طريقه الى نيويورك لاجراء محادثات بشأن اتفاق النفط مقابل الغذاء الجديد والذي من المقرر ان ينتهي في الثالث من يونيو ان تصريحات بتلر تستند الى افتراضات لا اساس لها. وذكر الصحاف ان بغداد طالما طالبت لجنة باتلر بالكشف عن (أدلة مزعومة) لديها حتى يتمكن العراق من الرد عليها وتوضيح الامور. واشنطن ـ مهند عطاالله

Email