الامارات تؤكد مجددا ضرورة القمة، قمة ثلاثية مرتقبة تمهيدا للشاملة واشنطن ترفض المبادرة المصرية الفرنسية لانقاذ السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكدت دولة الامارات العربية المتحدة على ضرورة عقد قمة عربية عاجلة لمواجهة التحديات التي تمر بها الامة العربية بعد تعثر عملية السلام في الشرق الاوسط, ومن اجل لم الشمل العربي, وقد جاءت هذه الدعوة خلال استقبال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء امس للصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني السابق وزعيم حزب الامة, وكذلك خلال استقبال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الاعلام والثقافة لياسر عبد ربه وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني. وفي القاهرة بدأت امس تحركات مكثفة ومشاورات لعقد قمة عربية مصغرة لانقاذ السلام قد تتم بداية الشهر المقبل تمهيدا لقمة عربية شاملة تشارك فيها جميع الدول العربية وذلك من اجل تحريك جمود السلام, وتزامن هذا التحرك مع رفض الولايات المتحدة للمبادرة المصرية الفرنسية لعقد مؤتمر دولي وما أثاره رئيس الكونجرس نيوت جينجريتش الذي تباحث امس مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله ومنها الى الاردن حيث التقى الملك حسين وفي القاهرة التقى الرئيس المصري حسني مبارك مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني الزائر حيث بحثا تطورات عملية السلام والمساعي لعقد القمة العربية حيث قالت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى ان التوقعات تشير الى عقد قمة عربية مصغرة لإنقاذ عملية السلام مطلع يونيو المقبل. وأضافت المصادر لـ (البيان) ان القمة قد تكون ثلاثية وتضم مصر والسعودية وسوريا وتنبثق منها قمة عربية شاملة. واشارت المصادر الى ان وجهة النظر السورية ترفض المشاركة في قمة مصغرة تضم اطرافاً بعينها فيما ترحب بذلك في اطار قمة شاملة يشارك فيها العرب جميعهم بما في ذلك العراق. وكانت انباءً في القاهرة ذكرت ان قمة مصغرة ستعقد اوائل الأسبوع المقبل تضم ثماني دول عربية. وقد شكلت الدعوة الى عقد قمة عربية عاجلة موضوعا رئيسيا في مباحثات القمة المصرية المغربية أمس خلال اول زيارة رسمية يجريها العاهل المغربي الملك الحسن الثاني للقاهرة منذ تولي الرئيس حسني مبارك الحكم في 1981. وفي ظل التأكيدات (تحركات مصرية مكثفة تجرى حاليا لعقد قمة عربية محدودة اوائل يونيو) اعلن وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان (كل ما يتردد حول عقد القمة وتوقيتها ومكانها موضع اهتمام ومتابعة) . وقال موسى تعليقا على الانباء التي تحدثت عن قمة مصغرة تتبعها قمة موسعة, (لا استطيع ان اعطي معلومات دقيقة في الوقت الحالي لان الامر لا يزال في اطار الفكرة والتشاور) . الا ان الوزير المصري اكد ان (الوضع دقيق ويتطلب تعاونا مشتركا لمواجهة المشكلات القائمة) مضيفا ان التحرك على المستويين العربي والدولي كان (موضوعا رئيسيا في المباحثات) بين الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل المغربي الملك الحسن الثاني أمس في القاهرة. واضاف موسى ان ازمة عملية السلام موضوع مشاورات (مكثفة) على مستوى القيادات والحكومات العربية وتتطلب (التعامل معها من منطلق المسؤولية العربية والدولية) . وفي ظل هذه التطورات وجمود عملية السلام أبدت الولايات المتحدة معارضتها للاقتراح المصرى الفرنسى بعقد مؤتمر دولى من أجل دفع عملية السلام, وأكدت انها مهتمة حاليا بالعمل بصورة ثنائية مع الاطراف المعنية من أجل كسر الجمود الراهن فى عملية السلام منذ 15 شهرا. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس روبن الليلة قبل الماضية أن الادارة الامريكية تركز حاليا على محاولة تضييق هوة الخلاف بين الاسرائيليين والفلسطينيين حتى يمكن اعادة عملية السلام الى مسارها. واضاف نحن نركز على هذه الجهود بصورة ثنائية وهناك اتصالات هاتفية متعددة من الجانبين ومناقشات مستمرة وهذا ما نعتقد انه يتعين علينا القيام به لدفع عملية السلام. وأوضح روبن أن الادارة الامريكية ستدعم أى شيء يشجع عملية السلام ولكن الان نعتقد أن أفضل وسيلة لدعم العملية هو أن نتمكن من التوصل الى نتيجة بين الاسرائيليين والفلسطينيين حول الافكار الامريكية بما يتضمن ليس فقط تنفيذ اتفاقيات اوسلو ولكن ايضا بداية محادثات الوضع النهائى. وقد تلقت القاهرة اعلان الخارجية الامريكية رفض واشنطن للمبادرة المصرية ــ الفرنسية وعقد المؤتمر الدولي لإنقاذ عملية السلام بعد اهتمام لكن مصادر مصرية موثوقة قالت لـ (البيان) ان الاعلان الامريكي لم يكن مفاجئاً, وان وزير الخارجية المصرية عمرو موسى علم بوجهة النظر الامريكية خلال لقائه منذ يومين مع السفير الامريكي بالقاهرة. من جهة اخرى عقد العاهل الاردني الملك حسين اجتماعا مغلقا في عمان أمس مع رئيس مجلس النواب الامريكي نيوت جينجريتش الذي كان قد اجتمع في وقت سابق في رام الله بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسط عاصفة من الاحتجاجات أثارتها تصريحاته المؤيدة لاسرائيل. ودعا عرفات لزيارة الكونجرس في محاولة لارضاء الفلسطينيين. ونفى جينجريتش من الحزب الجمهوري المعارض الذي يسيطر على الكونجرس أن يكون قد وصف وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت بأنها (عميلة للفلسطينيين) ولكنه قال أنه يجب على الادارة الديمقراطية للرئيس بيل كلينتون التنحي جانبا والسماح للفلسطينيين والاسرائيليين بإجراء مفاوضات (مباشرة) حول الوضع النهائي بدون اتخاذ أي موقف من جانبها. وكان وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث قد حاول الايحاء بأن مقابلة جينجريتش مع عرفات كانت إيجابية حيث تجنب الطرفان الولوج إلى المواضيع الخلافية ولكن أمين عام الوزارة الفلسطينية أحمد عبد الرحمن شن حملة شعواء على جينجريتش الذي قال عنه إنه (لا يحترم البلد الذي يمثله وتعهداته تجاه عملية السلام) . العواصم ـ البيان

Email