تصاعد الضغوط لرفع الحظر عن العراق: واشنطن تعلن خفض قواتها في الخليج، بوادر أزمة جديدة مع بغداد حول توزيع المعونات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن ويليام كوهين وزير الدفاع الامريكي خفض القوات الامريكية بمنطقة الخليج والعودة بها الى المستوى الذي كانت عليه قبل أزمة المفتشين الدوليين مع بغداد في شهر فبراير الماضي, وحرص كوهين على ان يقرن الاعلان عن هذا الخفض بتوجيه تحذير شديد اللهجة الى الرئيس العراقي صدام حسين بعدم استغلال النتائج المترتبة على ذلك. وفيما شهد القرار الامريكي ارتياحا من جانب طهران التي اعتبرته جيدا لكنه غير كاف, اكدت الامم المتحدة ان الضغوط الدولية تتصاعد من اجل رفع العقوبات المفروضة على العراق منذ اكثر من ثماني سنوات, وقال براكاش شاه المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في بغداد انه سيكون هناك مطلب عام في المنظمة الدولية للنظر الى قضية العقوبات من زاوية مختلفة كلية, في مقابل ذلك لاحت أزمة جديدة بين الامم المتحدة وبغداد حول خطة توزيع المعونات قد تؤدي الى وقف استيراد النفط العراقي في اطار اتفاق (النفط مقابل الغذاء) . وحذر وزير الدفاع الامريكي ويليام كوهين امس الرئيس العراقي صدام حسين من اي انفراج قد يشعر به اثر اعلان خفض قريب للقوات الامريكية في الخليج. وقال كوهين في تصريحات ادلى بها الى الصحافيين في سانتياغو ان خفض القوات الامريكية الى المستوى الذي كانت عليه قبل الازمة الاخيرة مع العراق سيبدأ خلال الايام المقبلة ويفترض ان ينتهي في غضون اسبوعين. واوضح كوهين انه اضافة الى حاملة الطائرات (انديبندنس) التي غادرت الخليج امس الاول تعتزم الولايات المتحدة ان تسحب ايضا طائرات (اف ــ 117) الخفية والطائرات القاذفة من طراز (بي ــ 52) ومقاتلات اخرى ارسلتها الى المنطقة خلال ازمة نوفمبر الماضي. الا ان وزير الدفاع شدد على ان الولايات المتحدة وحلفاءها قرروا (الابقاء على وجود) عسكري في منطقة الخليج وان (هذا الوجود يمكن ان يعزز في اقل من 48 ساعة) محذرا من ان على صدام حسين بالتالي (الا يشعر بالانفراج) ازاء قرار الخفض. واضاف ان القوة البحرية التي ستبقى في المنطقة سيكون لها عدد اكبر من السفن القادرة على اطلاق صواريخ عابرة من تلك التي كانت ترافقها قبل الازمة مشيرا الى ان الولايات المتحدة ستبقي ايضا على عدد كبير من التجهيزات للسماح بعودة سريعة للقوات في حال اندلاع ازمة جديدة مع العراق. وقال كوهين (لدينا قوة نار كبيرة) في الخليج, مؤكدا ان الولايات المتحدة تتمتع بـ (دعم كبير من قبل حلفائها من دول الخليج وحلف شمال الاطلسي. واوضح ان عدد القوات الامريكية التي ستبقى في الخليج سيتراوح بين 17 الفا و20 الفا من اصل 37 الفا حاليا. من جانبه قال راديو طهران الحكومي ان الخفض المقرر للقوات الامريكية بالخليج سيساعد الاستقرار الاقليمي لكنه لا يغني عن الانسحاب الكامل لهذه القوات. وأضاف انه (رغم ان خفض القوات الامريكية ضروري الا انه ليس كافيا. ولن يحقق الخليج العربي السلام الكامل ما بقيت قوات اجنبية) . في هذه الاثناء قال مبعوث الامم المتحدة الخاص للعراق براكاش شاه ان الضغوط تتصاعد على المنظمة الدولية لتولي انتباهها لمعاناة الشعب العراقي تحت وطأة العقوبات و(تفعل شيئا) لانهاء تلك المعاناة. وأضاف شاه المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في العراق ان التقارير الاخيرة لوكالات الامم المتحدة ووسائل الاعلام ابرزت الوضع المأساوي في العراق وضرورة ان يولي المجتمع الدولي اهتماما لذلك الوضع ويسعي لمعالجته. وقال (يشير عدد من التطورات الاخيرة الى ان هناك ادراكا اكبر سواء في الامم المتحدة ككل ام في مجلس الامن لتأثير العقوبات على السكان المدنيين في العراق) . وتابع شاه في مقابلة مع رويترز قبل ان يغادر بغداد متوجها الى نيويورك (ومع تزايد ذلك الادراك واتضاح مزيد من الحقائق سيكون هناك مطلب عام في الامم المتحدة والمجتمع الدولي بوجه عام للنظر الى قضية العقوبات من زاوية مختلفة كلية) . ومن المقرر ان يقدم شاه وهو دبلوماسي هندي تقريرا الى عنان قبيل تطبيق المرحلة التالية من اتفاق النفط مقابل الغذاء الذي يسمح للعراق ببيع ما قيمته مليارا دولار من النفط على مدى ستة اشهر لشراء مواد غذائية وضروريات اخرى. وقال شاه (العقوبات حقيقة قائمة ومن يملكون القدرة على رفعها غير مقتنعين بذلك. ولا بد من بذل جهود لاقناعهم بأن يروا الواقع وان يتخذوا قرارهم ويغيروا القرارات) . وعين عنان شاه ممثلا له في العراق في مارس ليشرف على تنفيذ الاتفاق الذي توصل اليه الامين العام مع بغداد في اعقاب ازمة التفتيش عن الاسلحة. وقال شاه ان الدول العربية التي كانت تريد فرض العقوبات على العراق لغزوه الكويت عام 1990 تغير الان موقفها وترسل طائرات تحمل اغذية وادوية الى بغداد. وقد ارسلت البحرين طائرة الاسبوع الماضي وقال الهلال الاحمر الكويتي انه مستعد لتوزيع معونة في العراق. واضاف شاه (اعتقد انه ما من اعضاء في الامم المتحدة اعتبروا العقوبات في يوم من الايام امرا بلا نهاية او وضعا دائما. الجميع يعرفون ان العقوبات مفروضة لغرض محدد وان مجلس الامن سيتخذ في وقت ما قرارا برفعها متى تحقق ذلك الغرض) . على صعيد آخر أشارت نشرة ميديل إيست إيكونوميك سيرفي (ميس) في عددها الصادر امس إلى أن معظم شركات النفط المستوردة للنفط العراقي قررت وقف الاستيراد لشهر حتى ينتهي الخلاف بين واشنطن وبغداد حول زيادة صادرات العراق بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء. وأضافت النشرة التي تصدر في نيقوسيا أن الامور أخذت تزداد سوءا منذ كررت الولايات المتحدة موقفها حول العقوبات حين قالت أن الحظر سيبقى مفروضا على بغداد طالما بقي صدام حسين في منصبه. وذكر التقرير أن جميع الشركات التي تشتري النفط العراقي باستثناء شركة أمريكية واحدة قررت عدم إرسال ناقلات لتحميل النفط العراقي في بداية المقبل انتظارا للحصول على موافقة مجلس الامن الضرورية قبل اتخاذ أية إجراءات. وهدد العراق بوقف صادراته النفطية الشهر المقبل مالم توافق الامم المتحدة على برنامج جديد لتوزيع عائدات النفط مقابل الغذاء, يبدأ العمل به في أول الشهر المقبل. ــ الوكالات

Email