الاقتصاد الامريكي.. نموذج للنمو أم فقاعة مؤقتة؟: بقلم- ليستر ثرو

ت + ت - الحجم الطبيعي

سألني الرئيس بيل كلينتون, مؤخرا, عن رأيي في الاقتصاد الأمريكي, هل هو اقتصاد مثالي أم أنه مثل الفقاعة ؟ كانت هناك إجابة وهي أن السؤال سيجد لنفسه إجابة لكنه يحتاج إلى بعض الوقت, ذلك أنه إذا لم تعان الأسواق المالية من حالة (ذوبان) خلال السنتين أو السنوات الثلاث المقبلة, فإن الولايات المتحدة ستنعم بفترة من الاقتصاد المثالي. وجوانب هذا الاقتصاد المثالي هي سوق أسهم مزدهرة, معدل متدن للتضخم, انخفاض في نسبة البطالة, نسبة نمو مرتفعة, ميزانيات حكومية بها فائض, نمو في الأجور الفعلية للجميع تقريبا لتكون هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية, علاوة على توليد ثروات ضخمة بمعدلات لم تشهدها أميركا منذ التسعينات في القرن الماضي. إن الفقاعات, أو الأسعار المتضخمة للأصول المالية, لا يمكن التعرف عليها إلا بعد انفجارها, لذا فإن الأمر ببساطة لا يتطلب سوى الانتظار لرؤية ما سيحدث, فإذا حدث ذوبان للأسواق المالية, فسيكون معنى هذا أنها كانت مجرد فقاعة وانفجرت. لكن النصيحة بألا نفعل شيئا سوى الانتظار لرؤية ما سيحدث هي بطبيعة الحال إجابة غير مرضية ولا مقنعة لرئيس أو لأي شخص أيا كان, إن لب المشكلة يتمثل في كيفية قراءة الفرد لمفردات أسواق الأسهم, وإذا ما نظر المرء على معدلات المكاسب الحالية فسيكتشف بسرعة أن مضاعفات الأسعار/ المكاسب مرتفعة للغاية بكل تأكيد مقارنة مع المقاييس التاريخية السابقة. وإذا ما انهارت سوق الأسهم وتعرض المؤشر لانحدار تراوح على سبيل المثال ما بين 30 و50%, فلابد من أن تنكشف بقية (الأخبار السعيدة) بسرعة. فالنسبة المرتفعة للنمو هي بوضوح عائدة إلى واقع استناد الأفراد في ملكهم الاستهلاكي الشرائي على ثروتهم الجديدة المستفادة من أسواق الأسهم, وتدفع هذه المشتريات الاقتصاد إلى الأمام, رافعة الأجور في الوقت نفسه باتجاه تصاعدي, وإذا حدث واختفت, فإن مؤشر النمو سيتراجع, بينما سيرتفع في المقابل مؤشر البطالة ليس هذا فحسب, إذ أن الميزانيات الحكومية سرعان ما تعود إلى العجز وتستأنف الأجور الفعلية رحلتها بالهبوط لما يشكل حوالي ثلثي القوى العاملة. إن ارتفاع مضاعفات الأسعار/ المكاسب بصورة كبيرة لا يعتمد على الأرباح الجارية, بل يستند إلى رؤية الشخص لمعدلات النمو في الأرباح المستقبلية. فإذا كانت الأرباح ينتظر لها أن تنمو بسرعة في المستقبل, فإن المضاعفات الفعلية ذات النظرة المستقبلية للأسعار/ المكاسب ليست مرتفعة للغاية أي أن سوق الأسهم ليست مبالغا في تقويمها, لكن هل ستتجه الأرباح المستقبلية إلى الارتفاع الحاد؟ هناك طريقان يمكن أن يحدث هذا من خلالهما: إمكان ارتفاع الانتاجية على نحو متسارع أو تحقيق الشركات لخفض بالغ في النفقات. وإذا ما نظرنا إلى حالة الانتعاش التي تعيشها سوق الأسهم فسنجد أنها ترتكز بقوة إلى صناعات للتكنولوجيا المتقدمة, وبينما لم تكن الانتاجية جيدة بدرجة كبيرة في الاقتصاد عموما, فإنها كانت كذلك في القطاع التصنيعي. ليستر ثرو

Email