في مواجهة ظاهرة (فياجرا): مشروع قانون بمجلس الشعب المصري يشدد العقوبات على بيع الأدوية غير المرخصة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مواجهة ظاهرة (فياجرا) وبيع الادوية المستوردة بدون ترخيص أحالت الحكومة المصرية الى مجلس الشعب مشروع قانون يشدد العقوبات على انتاج او عرض او بيع أدوية ومستلزمات طبية محظور تداولها او بدون تصريح . وينص التعديل على فرض عقوبة بالسجن لمدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن خمسة الاف جنيه على المخالفين. كما ينص التعديل على اغلاق المنشأة التي تبيع الادوية المحظورة في حال تكرار ذلك لمدة عام كامل مع مضاعفة العقوبة. مشروع القانون تزامن مع انتشار حبوب فياجرا في العديد من الصيدليات في مصر وارتفاع اسعارها لتصل الى 1200 جنيه للعلبة الواحدة في السوق السوداء. ويبدو ان هناك اصرارا لدى المسؤولين في وزارة الصحة المصرية على رفض السماح بتداول فياجرا, وقال الدكتور مصطفى الحضري رئيس مركز التخطيط للسياسات الدوائية بوزارة الصحة ان قرار رفض تسجيل فياجرا في مصر جاء نتيجة لما انتهت اليه اللجان العلمية من حداثة استخدام المستحضر عالميا, وعدم توافر الوقت الكافي لظهور اثاره الجانبية, وان الرفض نابع من ابحاث هذه اللجان واضعة في الحسبان طبيعة المواطن المصري التي تختلف عن طبيعة المواطن الامريكي, وان اقرار المستحضر في دولة ما ليس مسوغا لاقراره في مصر. ولم يعجب هذا الكلام الاطباء والمتخصصين الذين اكدوا على ان استمرار المنع وبطء حسم مشكلة تسجيله سوف يؤدي الى دخوله للبلاد عن طريق التهريب واستخدامه بدون اشراف طبي مما يلحق اضرارا تصل الى حد الوفاة, وخلق سوق سوداء كبيرة لبيع هذا العقار, وقال الدكتور محمد زهران استاذ المسالك البولية بكلية طب القصر العيني ان العقار مر بثلاث مراحل من الابحاث ووافقت منظمة الاغذية والادوية على تسجيله كعلاج للضعف الجنسي وهي منظمة معترف بها دوليا ويجري تداوله الان في مختلف دول العالم, لذلك يجب على وزارة الصحة مراجعة قرارها الخاص برفض تسجيل العقار لان هذا سيؤدي الى حدوث بلبلة وخلق سوق سوداء كبيرة نظرا للهوس الكبير الذي اجتاح الشارع المصري بسبب (الفياجرا) . ومن جانبه طالب الدكتور زكريا جاد نقيب الصيادلة في مصر بسرعة اجراء تجارب علمية على فياجرا وتسجيله في حالة ثبوت صلاحيته تجنبا لمشاكل استخدامه بدون اشراف الاطباء وطالب لجان التسجيل بالاستفسار من منظمة الاغذية والادوية عن فاعلية واضرار هذا العقار. اما الدكتور نبيل مؤمن استاذ الامراض التناسلية والذكورة بكلية طب القصر العيني أشار الى ان المادة الفعالة في عقار (الفياجرا) لها تأثير مضاد على ابطال انزيم (فوستر واى استربر) الذي يكسر المواد الموسعة للشرايين وبذلك تظل الاوعية مفتوحة لفترة اطول وبذلك يعتقد انه يسمح بمرور كمية اكبر من الدم وقت المعاشرة ويطيل الفترة ويساعد على قوة الانتصاب ولكنه مع ذلك لا يجلب الرغبة, ولا يعيد الشباب كما يتصور البعض. واكد الدكتور نبيل مؤمن على اهمية عدم تناول هذا العقار قبل اجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة حتى لا يتعرض المريض لبعض المضاعفات مثل هبوط ضغط الدم او الغثيان او عدم تمييز الالوان والحساسية وغيرها ولا يجب الاندفاع على شرائه كما حدث من قبل مع الميلاتونين وغيره من العقارات التي اثارت ضجة اعلامية عند ظهورها. اما الدكتور حسين الانصاري استاذ امراض الذكورة فيرى انه يجب على المريض وقبل الاندفاع وراء هذه الضجة المثارة حاليا وبحثه عن (الفياجرا) ان يدرك اولا ان الضعف الجنسي يحتاج الى فحص دقيق وتحاليل معملية واختبارات خاصة بأجهزة طبية متقدمة للوصول الى تحديد السبب الذي ادى الى الضعف وبالتالي وصف العلاج اللازم الذي يكون مناسبا للحالة واسبابها, والذي يؤدى غالبا الى الشفاء من المرض وبالتالي يصبح لاداعي لاستخدام حبة (الفياجرا) . ويرى الدكتور احمد عكاشة استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ان معظم حالات الضعف الجنسي تنبع من مخ الانسان ففي المخ مراكز متخصصة تتحكم في القدرة الجنسية واللذة ونوعية الاثارة ومن هنا يمكن ان نؤكد ان اهم اسباب الضعف هو القلق النفسي بكافة انواعه. واستحوذ (فياجرا) على اهتمام كافة الصحف والمجلات المصرية التي افردت له مساحات واسعة, كما بات الشغل الشاغل لرسامي الكاريكاتير ومن بينهم الثنائي احمد رجب ومصطفى حسين في (الاخبار) اللذين طلبا من الحكومة توزيع كميات اضافية من الواقيات لتجنب آثار (فياجرا) في بلد يولد فيه طفل جديد كل 26 ثانية. وصور رسم ثان مسؤولا في وزارة الصحة يعلن عن مصادرة كمية كبيرة من الدواء في حين يرد عليه زميل بقوله (وايه رأيك بمفعوله) . وفي رسم ثالث لمصطفى حسين رجل يسأل عن (اخر كلمة قالها المرحوم) والده المسن قبل موته, فيرد عليه شقيقه قائلا (فياجرا) . وحذرت الصحف المصرية على اختلافها من مخاطر (فياجرا) الذي اكد عميد كلية الصيدلة في جامعة حلوان جنوب القاهرة صبحي علي سعيد في تصريح لصحيفة (الوفد) امس الاول ان الدواء (يسحب الدم من القلب والمخ حتى آخر قطرة ويوجهه الى العضو التناسلي) ولذلك فان مخاطره يمكن ان تصل الى (الاغماء او الوفاة بسبب قوة اللقاء الجنسي) . وقال مسؤول تنفيذي في فايزر ايجيبت ان الشركة لن تسوق العقار في مصر حتى توافق علىه وزارة الصحة. القاهرة ـ مكتب البيان

Email