يعلنها اليوم وطالب الشعب بدعمه: حبيبي تعهد بحكومة نظيفة خالية من الفساد والمحسوبية، الجيش ملتزم بحماية سوهارتو وميجاواتي وسوكارنو مرشحة للرئاسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعهد الرئيس الاندونيسي الجديد بشار الدين يوسف حبيبي فور ادائه اليمين الدستورية عقب استقالة سوهارتو امس بتشكيل حكومة نظيفة خالية من (الفساد والتواطؤ والمحسوبية, يعلن اسماء اعضائها صباح اليوم . وفي أول خطاب علني مسجل بثة التلفزيون الاندونيسي بعد انتهاء مراسم التنصيب الاستثنائية بقصر الرئاسة قال حبيبي انه سيشكل حكومة مؤيدة للاصلاح تضم كفاءات عالية واعضاء يتمتعون بالنزاهة والأمانة. واشاد حبيبي الذي يعتبر (صيغة) سوهارتو او (ابنه الروحي) بدور الطلاب ووصفه بأنه محرك الاصلاح وقوة الشعب. وطلب حبيبي الذي حظي بدعم قوي وحاسم من الجيش فور تنصيبه من الشعب مساعدته على النجاح في (المهمة الكبيرة) مؤكدا وعيه بضخامة حجمها. وأطلق حبيبي اشارات ايجابية لطمأنة المؤسسات الدولية وبخاصة صندوق النقد الدولي متعهدا باحترام كل الاتفاقات وتطبيق برنامج الاصلاحات الاقتصادية. ووجه الرئيس الاندونيسي الجديد التحية الى سوهارتو لجهوده التي بذلها من اجل اندونيسيا. وفي اشارة ولاء قوي تعهدت القيادة العسكرية بحماية سوهارتو وعائلته ودعم حبيبي, ومواصلة دور الجيش لمنع أعمال العنف التي تهدد وحدة البلاد وتعرضها للخطر. وعلى النقيض من ولاء الجيش, ارتفعت اصوات عديدة في أندونيسيا تطالب بمحاكمة سوهارتو ومصادرة أموال أبنائه الستة, التي نهبت من خزائن الدولة, وكان أعلى هذه الاصوات أرملة الزعيم الاندونيسي الراحل سوكارنو. ووسط موجة شعبية عارمة رحبت برحيل سوهارتو, واتسمت بالترقب والحذر تجاه الرئيس الجديد واعتباره مجرد (رئيس مؤقت) أعلن الزعيم الاسلامي أمين رئيس اعتزامه ترشيح نفسه لرئاسة أندونيسيا في الانتخابات المقرر اجراؤها خلال عام. وانضمت ميجاواتي سوكارنو الى قائمة مرشحي الرئاسة وذكر احد انصارها أنهم سيعيدون تنصيبها كزعيمة شرعية للحزب الديمقراطي الذي ابعدت عنه بمؤامرة من عملاء سوهارتو. ورحبت معظم عواصم العالم في أوروبا وآسيا باستقالة سوهارتو, واعربت عن أملها في استعادة اندونيسيا لاستقرارها, واعتبر الرئيس الامريكي بيل كلينتون استقالة سوهارتو عملية تقود الى نقلة ديمقراطية وتعهدت اليابان بتقديم مساعدة لانجاز الاصلاحات في اندونيسيا, ورحبت ماليزيا بتعيين حبيبي وان تسهم في وضع نهاية سلمية للازمة, وأعربت الصين عن املها في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي واعادة التطور الاقتصادي لجاكرتا, معتبرة استقالة سوهارتو شأنا داخليا, ونفس الموقف اتخذته روسيا. وانضمت فرنسا والدانمارك وفنلندا والسويد والنمسا والمانيا ونيوزيلندا واستراليا الى موجة الترحيب الدولي. واعتبر عمرو موسى وزير الخارجية المصري حبيبي الرجل المناسب لقيادة اندونيسيا معربا عن ثقته في قدرة الرئيس الجديد على النجاح في الخروج ببلاده من هذه الأزمة الخطيرة, وقال موسى ان القاهرة تأمل في ان تؤدي استقالة سوهارتو الى انهاء حقبة عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي. واعتبر وزير الخارجية البريطاني روبن كوك, في بيان صدر امس عن رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها بريطانيا حتى نهاية يونيو المقبل, ان استقالة سوهارتو (تمنح اندونيسيا فرصة للمضي قدما في عملية الاصلاح السياسي) . واضاف البيان (نشجع الرئيس حبيبي على انشاء نظام ديمقراطي ومؤسسات تمكن من تشكيل حكومة يستطيع الشعب الاندونيسي ان يستند اليها) . وخلص البيان الى القول ان (مفتاح الاستقرار في اندونيسيا سيكون دعم الشعب الذي ضغط بشكل كبير في اتجاه التغيير) . من جهة اخرى اشاد امين عام الامم المتحدة كوفي عنان بـ (الانتقال السلمي) للسلطة في اندونيسيا حيث استقال الرئيس سوهارتو من منصبه بعد حكم دام 32 سنة, وقال الناطق باسم الامم المتحدة فرد ايكهارد ان الامين العام مرتاح لحصول انتقال سلمي للسلطة في اندونيسيا. واضاف ان عنان (يأمل في ان تكون اندونيسيا قد اصبحت قادرة الآن على اعادة السلام الاجتماعي القائم على مبادئ وقيم الديمقراطية وعلى ان تعيد اطلاق اقتصادها) .

Email