أولبرايت نصحته بالاستقالة للحفاظ على تاريخه ورئيس البرلمان يمهل سوهارتو حتى غد للتنحي، استقالة 11 وزيراً وتوقع بروز رئاسة جماعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمهل رئيس البرلمان الاندونيسي الرئيس سوهارتو حتى غد الجمعة للاستقالة, يدعو اثرها البرلمان بمجلسيه (ألف عضو) للانعقاد . واعتبر احد مستشاري سوهارتو ان دعوة البرلمان للانعقاد يعادل عقد محاكمة لرئيس الدولة وتنحيته, وتولية نائبه يوسف حبيبي دستورياً. وتوقع مستشار الادارة الامريكية للسياسة الخارجية تنحية سوهارتو واستبداله بلجنة رئاسية تقوم على ائتلاف مدني عسكري. واجتاحت كل مدن اندونيسيا امس مظاهرات حاشدة تطالب بإقالة سوهارتو, فيما بدت جاكرتا ثكنة عسكرية ومدينة تحت حصار القوات الخاصة (كوستراد) واضطر امين رايس الزعيم الاسلامي المعارض الى حث السكان على البقاء في منازلهم. وأعلن تأجيل مسيرة المليون في ذكرى يوم الصحوة حقنا للدماء, وتجنباً لصدامات دموية مع الجيش, وقرر الاعتصام مع عشرات الالاف من الطلبة داخل مبنى البرلمان. وفي سياق تسارع عجلة تداعي حكومة سوهارتو قدم احد عشر وزيراً استقالاتهم امس, فيما اعلن وزير شؤون الرئاسة انه سيتم اليوم اعلان اسماء اعضاء لجنة الاصلاح التي وعد بها سوهارتو. وكشفت مصادر وثيقة بسوهارتو عن تمسكه بالبقاء في الحكم, واجراء انتخابات لاختيار خليفة له في مارس المقبل. وتواصلت ردود الفعل الدولية على تداعيات الأزمة الأندونيسية ونصحت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية سوهارتو بتقديم استقالته للحفاظ على تاريخه, وقالت ان أمامه فرصة تاريخية للتصرف كرجل دولة. ودعت رابطة العالم الاسلامي الى بدء حوار سياسي للحفاظ على الوحدة الوطنية في أندونيسيا وناشدت الدول الاسلامية ببذل جهودها لمساعدة الشعب الاندونيسي للخروج من الأزمة. وحذرت الرابطة في بيان لها أمس الدول الأجنبية من التدخل في الشؤون الداخلية لأندونيسيا, واستغلال الخلافات الداخلية لتحقيق مطامع خارجية. ودعت اليابان الحكومة الاندونيسية الى ممارسة ضبط النفس, وصرح رئيس سكرتارية مجلس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة اليابانية كانيزو موراوكا بأن الحكومة قلقة بشأن الوضع الحالي في اندونيسيا وتراقب التطورات فيها عن كثب. واعلن القائد الاعلى لمشاة البحرية الامريكية (مارينز) أمس ان المشاة الموجودين على متن حاملة مروحيات في طريقها الى اندونيسيا, مستعدون اذا ما لزم الامر, للقيام باجلاء الرعايا الامريكيين من هذا البلد. ونقل زعيم طلابي عن رئيس مجلس النواب الاندونيسي هارماكو الذي التقاه قوله انه امهل الرئيس سوهارتو حتى غد الجمعة للاستقالة من رئاسة الدولة. وقال الزعيم الطلابي (ان رئيس مجلس النواب امهل الرئيس للاستقالة واذا لم يتلق ردا حتى ذلك الوقت فسيبدأ الاستعدادات مع رؤساء الكتل البرلمانية لعقد دورة خاصة للبرلمان بمجلسيه) لهذه الغاية. وكان البرلمان الذي يبلغ عدد اعضائه الف عضو يختار الرئيس معظمهم قد مدد لسوهارتو في مارس الماضي لولاية سابعة من خمس سنوات. يشار الى ان الدستور يخول رئيس مجلس النواب الدعوة الى انعقاد البرلمان بمجلسيه. واستقبل تصريح الزعيم الطلابي سارديني الذي كان في عداد وفد طلابي التقى هارماكو بعاصفة من التصفيق من قبل الطلاب الذين يحتلون مقر البرلمان منذ ثلاثة ايام. وكان هارماكو نفسه اعلن الاثنين الماضي ان مكتب البرلمان وهو شخصيا مع ممثلين عن مختلف القطاعات بما فيها الجيش اتفقوا على مطالبة الرئيس (بالتنحي من اجل خير الامة ووحدتها) . لكن وزير الدفاع وقائد الجيش الجنرال ويرانتو قال بعد ساعات من هذا التصريح ان ما طلبه هارماكو لا يتمتع بأي شرعية. من جهة اخرى, اوضح الخبير في القانون الدستوري يسري مهاندرا, وهو من الشخصيات التي تشاور معها سوهارتو قبل القاء خطابه امس الاول, ان دعوة البرلمان بمجلسيه الى الانعقاد (يعادل عقد محاكمة لرئيس الدولة) . واشار الى ان هذا الاجراء يعني من الناحية الدستورية ان خليفة سوهارتو هو نائبه بشار الدين يوسف حبيبي. وتابع (في هذه الحال يمكن التساؤل ما اذا كان حبيبي مقبولا من الجميع) . واضاف (ليس هناك في الوقت الراهن اي شخص يحظى بقبول الجميع, ولذا طرح سوهارتو اجراء انتخابات مبكرة) . واجتاحت اندونيسيا موجة عارمة من التظاهرات السلمية ونزل الطلاب بالالاف الى الشوارع مطالبين برحيل الرئيس سوهارتو وباجراء اصلاحات. وشارك حوالي مئة الف شخص في تظاهرة في وسط يوغياكرتا (شرق جاوا ــ كبرى جزر اندونيسيا) وانضموا الى حوالي 12 الف طالب تركوا حرم جامعة غاشاه مادا الحكومية للتوجه نحو قصر السلطان. وكان السلطان هامنغكوبويونو العاشر, الشخصية الاولى في يوغياكرتا, المدينة التاريخية التي تتمتع بوضع خاص ازاء السلطة المركزية, قد وافق على قيام التظاهرة. ورفعت يافطات كتب على واحدة منها (سوهارتو, هيا ارحل) وكان الطلاب يهتفون (اقتلوه, اسقطوه) طالبين من قوات الامن الوقوف الى جانب الشعب وليس ضده. وفي ميدان, بشمال سومطره, حيث ادى قمع الشرطة للتظاهرات الطلابية قبل اسبوعين الى اثارة اعمال شغب, تدفق الاف الطلاب الى البرلمان الاقليمي بحسب ما افاد مصور لوكالة فرانس برس. وقد تجمهر حوالي عشرة الاف طالب في باحة البرلمان وعلى ادراج مدخله. ومنعت قوات الشرطة التي تلقت تعزيزات الناس من الدخول الى باحة البرلمان ولكنها سمحت للطلاب بذلك. وانتشر مئات العسكريين في المكان تدعمهم المصفحات واقيمت حواجز من الاسلاك الشائكة. وفي بادانغ في غرب سومطره نزل عشرات الاف الاشخاص الى الشوارع للمشاركة في مهرجان. وقد حصل المتظاهرون على تاييد الحاكم المحلي مخلص ابراهيم الذي اعلن (اننا سنقضي على الفساد والرشوة في غرب سومطره) . وفي سورابايا وهي ثاني مدن اندونيسيا (شرق جاوا) لم يسجل وقوع اي حادث حتى ظهر أمس بعد حوادث الليلة الفائتة عندما ضرب الجنود طلابا وارسلوا حوالي عشرين منهم الى المستشفى بحال الخطر. ــ الوكالات

Email