الطلبة يحتلون مبنى البرلمان استعدادا لمظاهرة المليون اليوم: سوهارتو يرفض الاستقالة ويتعهد بانتخابات خلال شهور

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشل الرئيس الاندونيسي سوهارتو في نزع فتيل الازمة الخانقة التي تهدد باغراق بلاده في بحر من الدماء, ورفض التنحي تلبية لنداءات كل قطاعات اندونيسيا, مفضلا تقديم بعض التنازلات والتعهد باجراء انتخابات قريبة لاختيار من يخلفه في الحكم . واستبق 30 ألف طالب تدفقوا على جاكرتا من باقي المدن الاندونيسية مظاهرة المليون التي ستشهدها العاصمة اليوم, باحتلال مبنى البرلمان وهم يرددون الهتافات ضد سوهارتو ويطالبون برحيله, ورفعوا اللافتات وعلقوا الاعلام فوق المبنى, وسط سلبية واضحة من جانب القوات الخاصة (كوستراد) . واكتفى قادة الجيش بفرض حراسة مشددة على القصر الرئاسي (ميرويكا) بوسط العاصمة, واحتلت الدبابات والمدرعات مبنى القصر وساحاته والطرق المؤدية اليه, فيما انتشرت القوات الخاصة امام المباني الحكومية, تحسبا لمظاهرة المليون اليوم. واعلن رئيس مجلس النواب هارموكو بأن هيئة الرئاسة النيابية وزعماء المجموعات والاحزاب وافقوا على المطالبة باستقالة سوهارتو من خلال اجراءات دستورية. واكد هارموكو ان دعوته بتنحي سوهارتو امس الاول كانت بعد مشاورات مع رؤساء الاحزاب. وقال امين رئيس زعيم المعارضة الاندونيسي ان آماله خابت لقرار الرئيس سوهارتو بعدم الاستقاله فورا . وذكر رئيس فى تصريح لراديو لندن ان سوهارتو يخدع نفسه ويسعى الى كسب الوقت, واكد ان مظاهرة جماعية ضد الحكومة ستجرى اليوم كما هو مقرر. وقال الراديو انه بينما كان سوهارتو يلقي خطابه توافد الاف الطلبة على مجلس النواب فى العاصمة جاكرتا للتأكيد على مطالبهم بتنحي سوهارتو فورا. ووصف مراسل الراديو الوضع بأنه كان تعبيرا عن تحد لم يسبق له مثيل حيث احتل الطلبة مجمع مجلس النواب وهم يرددون هتافات ضد الحكومة. كما تسلقت مجموعة صغيرة منهم جدران المبنى الى السطح بمرأى من الجنود. من جانبه صرح وزير البيئة الاندونيسي جوونو سودارسونو بأن سوهارتو يعتزم اجراء انتخابات برلمانية في غضون فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر وانه سيتنحي قبل نهاية العام. وأضاف في اتصال تليفوني مع رويتر (سيكون هناك رئيس جديد بحلول نهاية العام) . وقال ان سوهارتو قرر هذا بعد اجتماعه بتسعة زعماء اسلاميين بارزين صباح امس قبل أن يلقي كلمته التي نقلها التلفزيون ووعد فيها باجراء انتخابات جديدة في اطار قانون انتخابي جديد في أسرع وقت ممكن. وتابع ان القانون الجديد سيكون جاهزا في غضون شهرين وان من المرجح أن يرفع القيود عن عدد الاحزاب السياسية والمرشحين. وأوضح ان الجيش الاندونيسي وافق على الخطة لكنه أبدى تشككا في امكانية الالتزام بالجدول الزمني المقترح. وكان سوهارتو قد اوضح في بيان للامة وجهه عبر التلفزيون انه سيشرف بنفسه على عملية الاصلاح من موقعه كرئيس للبلاد ولم يحدد موعدا للانتخابات وان تعهد باجرائها علي اساس قانون انتخابي جديد. وبدأ سوهارتو (76 عاما) هادئا وواثقا من نفسه وقال ان تنحيه لا يمثل مشكلة بالنسبة له شخصيا لكنه اذا فعلها فلن يكون زعيما يتسم بالمسؤولية كما ان ذلك لن يحل مشاكل اندونيسيا التي تعاني من اسوأ ازمة اقتصادية تعيشها منذ عقود. وقال سوهارتو (اذا تنحيت فلن اكون زعيما مسؤولا) . وذكر الرئيس الاندونيسي الذي حكم البلاد 32 عاما ان من يخلفه يجب ان يجيء من خلال طريق دستوري والا ستندلع حرب اهلية في البلاد وحذر من امكانية وقوع مزيد من سفك الدماء. وبين المرشحين الاوفر حظا لخلافة سوهارتو وزير البيئة السابق اميل سليم الذي سعى في الماضي لتولي منصب نائب الرئيس. ودعا سليم الرئيس الاندونيسي امس الى الاستقالة فورا وتسليم السلطة الى نائبه بشار الدين يوسف حبيبي. وتراجعت شعبية حبيبي اخيرا بسبب صمته خلال الاحداث الاخيرة. ويعتبر نائب الرئيس السابق الجنرال المتقاعد تري سوتريسنو من المرشحين الاوفر حظا الذي يحظى بدعم بعض الاوساط العسكرية. اما ميجاواتي سوكارنو بوتري ـ ابرز شخصية في صفوف المعارضة- المنتخبة على رأس احد الحزبين الشرعيين اللذين يشكلان اقلية فقد استبعدتها السلطات مما حرمها من ممارسة اي نشاط سياسي رسمي. وكان الرئيس سوهارتو ابعد والدها عن السلطة. ـ الوكالات

Email