انهيار نظرية احتواء طهران اقتصادياً: أمريكا تخلت عن معاقبة الشركات العاملة في ايران

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جاك سانتير والرئيس الامريكي بيل كلينتون امس في لندن ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة توصلا الى اتفاق مبدئي في شأن القوانين الأمريكية يسمح باعفاء شركات اوروبية تستثمر اموالاً في ليبيا وايران وكوبا من العقوبات مما يعني عملياً سقوط نظرية احتواء ايران اقتصادياً وهي السياسة التي اعتمدتها واشنطن طويلاً. واكد المفوض التجاري للاتحاد الاوروبي ليون بريتان ان الاتفاق يشمل صفقات شل وبريتيش بتروليوم والكونسور يتوم الذي تقوده توتال الفرنسية. وقال سانتير لقد توصلنا الى اتفاق, ثمة نقاط بالطبع لا تزال عالقة قبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ بشكل كامل. ومن المتوقع ان يؤدي اتفاق واشنطن مع الاتحاد الاوروبي الى زيادة عدد الشركات الغربية التي تسعى لابرام صفقات مع ايران. وكان سانتير يشارك مع كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مؤتمر صحافي في لندن في ختام القمة الاوروبية ــ الامريكية التي تعقد مرتين في السنة. وقال بلير من جهته ان القرارات التي اتخذت في القمة تشكل (على الاقل اسسا لحل) . واوضح كلينتون ان الامريكيين منحوا الاوروبيين اعفاءات من القوانين التي تنص على فرض عقوبات. في المقابل تعهد الاوروبيون التعاون بشكل اكبر في مجال مكافحة الارهاب. ويتعلق الامر بقانون هلمس ــ بورتون الذي يقضي بفرض عقوبات على الشركات التي تستخدم ممتلكات امريكية صادرها نظام الزعيم الكوبي فيديل كاسترو وقانون داماتو المتعلق بالشركات التي تستثمر اكثر من 40 مليون دولار سنويا في مجالي النفط والغاز في كل من ليبيا وايران. واكدت واشنطن في بيان اصدرته في ختام القمة ان المجموعة الفرنسية (توتال) ستكون اول شركة تستفيد من هذا الاستثناء على قانون داماتو. وتقود توتال كونسورتيوم يضم مجموعة غازبروم الروسية للغاز وشركة بيتروناس الماليزية للنفط, وقع العام الماضي اتفاقا لاستثمار حقول غاز في ايران بقيمة ملياري دولار. واعتبر الامريكيون ان من (مصلحة الولايات المتحدة القومية) اعفاء هذا الكونسوريتوم من الاجراءات التي ينص عليها قانون داماتو. وعلق سانتير بقوله ان هذا الاتفاق مهم (ليس فقط لاننا نظن ان العقوبات غير شرعية بل ايضا لاننا نرى انها تأتي بنتائج عكسية) . وقال كلينتون من جهة اخرى أمس ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اتفقا على ازالة الحواجز التجارية التي لا تزال تعرقل المبادلات بين اوروبا والولايات المتحدة. واشار كلينتون الى ان تحريرا اضافيا سيطال نحو 12 قطاعا (مع الابقاء على معايير اجتماعية وبيئية مرتفعة) . واوضح الرئيس الامريكي ان الزراعة ستكون من القطاعات التي يشملها هذا التحرير. وتعتبر المبادرة التي اتخذت أمس اقل بكثير من مشروع اقامة منطقة للتبادل الحر اوروبية ــ الامريكية كان اقترحها المفوض الاوروبي المكلف العلاقات التجارية ليون بريتان التي رفضتها فرنسا في حين دعمتها الولايات المتحدة بقوة. واقر كلينتون بمستلزمات الاوروبيين الحالية الذين عليهم ان يركزوا على اعتماد العملة الواحدة اعتبارا من الاول من يناير المقبل. وختم كلينتون بالقول (كان من الصعب تحقيق اكثر مما انجزناه اليوم لكن ما تم الاتفاق عليه يبقى مهما جدا) . (أ.ف.ب)

Email