موسى: التطورات تؤكد فشل معاهدة حظر الانتشار النووي: الهند تتحدى العالم بتفجيرين جديدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدت الهند العالم امس واجرت تجربتين نوويتين جديدتين غير عابئة بما أثارته تجاربها الثلاث السابقة من ادانات وعقوبات معلنة انها انهت بذلك السلسلة المقررة من تجاربها النووية . وقال احد ابرز الخبراء الهنود في المجال النووي ان التجربتين الاخيرتين تهدفان الى تطوير سلسلة الاسلحة التكتيكية الميدانية. وفي اول تعليق عربي على هذه التطورات اكد وزير الخارجية المصري عمرو موسى انها تؤكد فشل معاهدة حظر الانتشار النووي. وقد اجريت التجربتان الجديدتان وغير المتوقعتين مثل سابقتهما في الوقت الذي اعلن فيه الرئيس الامريكي بيل كلينتون عن فرض قائمة من العقوبات ضد الهند, وحاذت اليابان حذو الولايات المتحدة, فيما اشارت الانباء الى ان باكستان جارة الهند وعدوتها اللدود تبحث الرد المناسب على التجارب الاولى. فيما تباينت بقية ردود الافعال الدولية ازاء التفجيرات الهندية حيث اكتفت فرنسا وروسيا باعلان رفضهما هذه الخطوة دون التلويح بعقوبات وناشدها الحكومة الهندية وقف هذه التجارب حرصا على عدم اشتعال الوضع في المنطقة مع كل من جارتيها الصين وباكستان, وطالب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بضبط النفس. وفي تحد للقوى الدولية اكد برامود مهجان المستشار السياسي لرئيس الوزراء الهندي بيهاري فاجياني ان اقتصاد بلاده قوي بما يكفي لتحمل العقوبات التي ستفرض على الهند. وقال لدينا الثقة في الشعب الهندي وفي قوة اقتصادنا ومتأكدين من انهما سيتحملان العقوبات التي يعتزم عدد من الدول فرضها علينا. واوضح ام.ار. سرينبجاسان الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية الهندية ان قوة التجربتين الاخيريتين بلغت ما يوازي كيلو طن من مادة (تي.ان.تي) مشيرا الى ان مثل هذه القوة تثبت قدرة الهند على انتاج اسلحة تكتيكية تستخدم في ساحة الحرب ضد سرب من الدبابات. وفي تحرك عملي لمواجهة الخطوات الهندية أعلن كلينتون امس (الاربعاء) عن فرض قائمة من العقوبات ضد الهند بعد ساعات قليلة من إعلان الهند عن قيامها بتجربتين نوويتين جديدتين تحت الارض. وخرج كلينتون من المحادثات التي عقدها مع المستشار الالماني هلموت كول في مدينة بوتسدام التاريخية ليدعو الدول الاخرى للانضمام إلى صف الولايات المتحدة في فرض العقوبات على الهند. وبموجب العقوبات الامريكية ستعلق الولايات المتحدة جميع المساعدات الامريكية المباشرة للهند والتي تبلغ قيمتها 140 مليون دولار بالاضافة إلى فرض حظر على القروض التي تقدمها البنوك الامريكية لنيودلهي. كما تقترح الولايات المتحدة فرض قيود على تصدير الكمبيوترات الامريكية للهند إلى جانب التكنولوجيا المتطورة والاجهزة الدفاعية, كما تعارض تقديم قروض دولية للهند بما فيها القروض التي يقدمها لها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ووصف الرئيس الامريكي التجارب النووية التي أجرتها الهند بأنها (غلطة فظيعة) مضيفا أنه (لا يمكن تبريرها على الاطلاق وقد تخلق فترة جديدة خطرة من عدم الاستقرار في المنطقة) . وحثت الولايات المتحدة مجلس الامن امس على دعوة الهند لتوقيع اتفاقية حظر الاسلحة النووية وفرض حظر على التجارب النووية في حين وزعت السويد مسودة بيان داخل الامم المتحدة ضد التفجيرات النووية الهندية معربة عن مخاوفها من تأثير ذلك على الاستقرار في منطقة جنوب آسيا. وقد اتصل الرئيس الامريكي بيل كلينتون برئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في محاولة لاثناء باكستان عن القيام بتجارب نووية ردا على تجارب الهند. ذكرت مجموعة جينز المتخصصة في شؤون الدفاع امس ان باكستان ستجري تجارب نووية قبل نهاية يونيو المقبل. وتوقع بول بيفر الخبير في الصواريخ اجراء تفجير نووي في موقع باكستاني بالقرب من الحدود مع ايران استنادا إلى مصادر في اجهزة سرية. وفي اول رد فعل عربي على تجارب الهند النووية قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان التفجيرات تؤكد فشل اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي. وانتقد موسى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية ووصفها بانها (فاشلة) وطالب باعادة النظر في هذه المعاهدة. وقال موسى فى تصريحات للصحفيين امس أن التجارب النووية التى أجرتها الهند مؤخرا تدل على أن المعاهدة التى تم تجديدها الى مالا نهاية بالضغط والفرض قد أصبحت معاهدة غير عالمية وغير فاعلة ولا تستطيع أن تضبط الامور المتعلقة بمسائل الانتشار النووى. وحول موقف مصر من التجارب الهندية قال موسى ان هذا الموضوع يفتح من جديد الحديث عن مدى فاعلية وفائدة هذه المعاهدة, الا أن كل دولة حرة فى أن تنضم أو لا تنضم لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية, ولكن الحقيقة الموكدة أن هذه المعاهدة فاشلة. كما استقبل الرئيس المصري حسني مبارك امس كريشان كانت نائب الرئيس الهندي الذي يزور القاهرة لحضور قمة مجموعة الـ 15 حيث بحثا تطورات الاوضاع في شبه القارة الهندية. ــ الوكالات

Email