حملة في تل أبيب ضد هيلاري كلينتون: نتانياهو لن يذهب الى واشنطن الاثنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفضت الولايات المتحدة الامريكية طلبا لاسرائيل بتأجيل اجتماعات واشنطن الخاصة ببحث المبادرة الامريكية لتنفيذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار الاسرائيلي في الضفة الغربية. ورد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو باعلانه على لسان الناطق باسمه عدم توجهه الى واشنطن في موعد الاجتماع . وفيما صرح متحدث باسم الخارجية الامريكية بان المبادرة قد تشهد تعديلات طفيفة لكن دون تغيير في نقاطها الاساسية على حد قوله, عقد دنيس روس المنسق الامريكي لعملية السلام اجتماعا مع بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي دام ساعة امس على أمل الترتيب لجولة واشنطن حذر وزير الخارجية المصري عمرو موسى من ان الوضع بات الان اخطر بكثير من مجرد الاختلاف حول نسبة الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية, في وقت حملت تل ابيب بشدة على تصريحات السيدة الامريكية الاولى هيلاري كلينتون المؤيدة لاقامة الدولة الفلسطينية. واعلن الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان نتانياهو لن يتوجه الى واشنطن الاثنين. وقال ديفيد بار ايلان مسؤول الاتصالات بمكتب نتانياهو لرويتر بعد ساعات من اجتماع نتانياهو مع روس (احتمالات وجودنا هناك يوم الاثنين منعدمة) . وعندما سئل بارايلات هل تتطلع اسرائيل الى ارجاء قمة واشنطن امتنع عن الرد. وقال ان الوقت لا يكفي كي تسد اسرائيل الهوة التي تفصلها عن واشنطن بشأن خطة السلام الامريكية. لكن المتحدث باسم وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت قال امس ان الولايات المتحدة لم تفقد الامل في الترتيب لقمة سلام بالشرق الاوسط في واشنطن الاسبوع المقبل. وقال المتحدث جيمس روبن لرويترز ان المبعوث الامريكي دنيس روس سيبيت في القدس لمواصلة جهود الوساطة على الرغم من الاعلان عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لن يحضر محادثات الاثنين المقبل. وقال روبين (السفير روس يعتزم الاستمرار في عمله وسيبيت الليلة لمواصلة جهوده كي يجعل من الممكن عقد هذا الاجتماع واعادة عملية السلام الى مسارها) . غير انه استطرد قائلا (اننا ندرك الصعوبات الحالية في تحقيق ذلك) . واولبرايت موجودة في لندن حاليا لحضور اجتماع لوزراء خارجية ومالية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبين امس أن الولايات المتحدة متمسكة بالاثنين موعدا لقمة واشنطن التي دعي اليها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات, وذلك رغم مطالبة الدولة العبرية بارجائها. وذكر روبين في تصريح صحافي أدلى به في لندن بأن الدعوة التي وجهها الرئيس الامريكي بيل كلينتون الى كل من نتانياهو وعرفات للحضور الى البيت الأبيض الاثنين هي دعوة مشروطة أي أن على الحكومة الاسرائيلية أن تقبل سلفا بالافكار الأمريكية في شأن انسحاب الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية. وسئل روبين هل يمكن تأجيل قمة واشنطن بضعة أيام لاعطاء نتانياهو بعض الوقت لاقناع حكومته الائتلافية فأجاب أن الدعوة هي ليوم الاثنين. وأضاف نأمل في أن يتم في الأيام الأخيرة (قبل الاثنين) ايجاد سبيل لحل الخلافات الكبيرة التي لا تزال قائمة. ولم يستبعد روبين تعديلات طفيفة في الاقتراحات الأمريكية لكنه شدد على أن واشنطن لن تغير شيئا في النقاط الأساسية. وأشار روبين الى أن وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت الموجودة في لندن للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الدول الصناعية الثماني تتابع عن كثب جولة المنسق الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس. وبدأ دنيس روس المنسق الامريكي لعملية السلام مهمة جديدة في تل ابيب بناء على طلب رئيس الحكومة الاسرائيلية من واشنطن على أمل ان يتمكن من الترتيب لاجتماع قمة في البيت الابيض يوم الاثنين وكسر الجمود القائم منذ 14 شهرا في عملية السلام بالشرق الاوسط. وقال المتحدث باسم نتانياهو شاي بازاك ان الاجتماع المغلق الذي عقد في مكتب رئيس الوزراء دام ما يزيد قليلا على الساعة. ولم يتحدث اي من الرجلين الى الصحفيين عقب الاجتماع الذي حضره وزير الدفاع اسحاق موردخاي ووزير التجارة والصناعة ناتان شارانسكي. ومن المقرر ان يجتمع روس مجددا مع نتانياهو غدا لاجراء مزيد من المباحثات. في هذه الاثناء سعت تل ابيب الى اقناع الادارةالامريكية بارجاء اجتماعات واشنطن بحجة ان الوقت المتبقي لها غير كاف. وقال مسؤول كبير في منظمة التحرير الفلسطينية لرويترز شريطة عدم نشر اسمه ان اسرائيل طلبت تأجيل الاجتماع اسبوعا الى 18 مايو مايو وقال ان الفلسطينيين رفضوا ذلك. وصرحت مصادر سياسية اسرائيلية بان نتانياهو الذي يتعرض لضغوط من كل الجهات من واشنطن والمتطرفين في حكومته والفلسطينيين والمعارضة الاسرائيلية يريد مزيدا من الوقت لتسوية التفصيلات قبل الذهاب الى واشنطن. واستمرارا لتحديها لواشنطن قال مسؤول اسرائيلي امس الجمعة ان اسرائيل ترفض اعطاء ردها على الاقتراح الامريكي بشان الانسحاب من الضفة الغربية تحت ضغط ساعة توقيت. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن ديفيد نافيه امين عام حكومة نتانياهو قوله( لا يمكن اجراء مفاوضات بمثل هذا التعقيد حول مستقبل اسرائيل وفي يدنا ساعة توقيت, اننا بحاجة الى الوقت لنقرر) . من جانبها رفضت السلطة الفلسطينية تأجيل الاجتماعات وقال مسؤول فلسطيني ان عرفات سيتوجه الى واشنطن لحضور القمة المقررة بعد غد بصرف النظر عن موقف نتانياهو. وابلغ نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني رويترز ان عرفات سيتوجه الى واشنطن في الموعد المقرر حسب الدعوة الامريكية. في هذا السياق واصل الجانب الفلسطيني رهانه على موقف الادارة الامريكية. وقال الدكتور صائب عريقات وزير الحكم المحلى الفلسطينى أن أولبرايت أكدت لعرفات خلال لقاءات لندن الاسبوع الحالى أن المبادرة الامريكية غير قابلة للتغيير. وأضاف عريقات الذى شارك في الوفد الفلسطيني المفاوض مع الرئيس عرفات أن أولبرايت قالت للرئيس عرفات (أنا لن أخذلك فالمبادرة ستبقى كما هي. والمرحلة الثالثة من اعادة الانتشار ستنفذ وفق رسالة وارن كريستوفر وزير الخارجية السابق التى بعث بها لكم) . وقال الدكتور عريقات أنه لدى اعلان الجانب الاسرائيلى فى واشنطن موافقته على المبادرة الامريكية فسيجرى استئناف مفاوضات الحل النهائى بمشاركة الولايات المتحدة الامريكية. ومضى قائلا أنه عند موافقة الجانب الاسرائيلى حتى بعد غد فسيبدأ تنفيذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار والتى سيجرى تنفيذها خلال اثنى عشر اسبوعا وعلى ثلاث مراحل. وأضاف قائلا ان المبادرة الامريكية تتضمن أيضا وقف الاجراءات الاسرائيلية أحادية الجانب وفى مقدمتها الانشطة الاستيطانية وشق الطرق الالتفافية وهدم المنازل وتغيير المعالم الديمغرافية والجغرافية فى القدس ومصادرة الاراضى. وأوضح أن وقف الاجراءات الاحادية الجانب لن يستمر فقط خلال مفاوضات الحل النهائى التى ستستمر مابين ستة وتسعة أشهر وأن المبادرة تتحدث عن وقف هذه الاجراءات دون ذكر فترة زمنية محددة. على الصعيد نفسه حذر وزير الخارجية المصري عمرو موسى من أن الوضع أخطر بكثير من موضوع الـ11 فى المائة أو 13 فى المائة. وأضاف أن ما شاهدناه أمس الاول فى التليفزيون على شبكة (سي. ان. ان) فى الحديث الذى تم مع رئيس وزراء اسرائيل كلام لايطمئن اطلاقا بل بالعكس يجعل محادثات المرحلة النهائية عليها علامة استفهام . وحول ما اذا كان قد لمس تشاؤما أو تفاؤلا لدى الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات قال أن الذى خرجنا به من كلام الرئيس عرفات هو أن المبادرة الأمريكية هى أقصى مايمكن له قبوله والانسحاب المرحلى فى المساحة المقترحة من واشنطن والالتزامات المقابلة لهذا واعادة الانتشار التالية . وأضاف فى حديث بصوته لراديو لندن امس أن تفاؤل عرفات أو تشاؤمه يتوقف على رد اسرائيل الأن وردها هذا سيضع الكرة فى الملعب الأمريكى لأن أمريكا دعت للقاء يعقد فى واشنطن واتخذت موقفا سليما فى هذا بأن يحضر الطرفان عندما يقبلان أنهما قادمين الى واشنطن ليس للتفاوض واما لانهاء الموقف. على صعيد اخر شنت تل ابيب حملة على هيلاري كلينتون قرينة الرئيس الامريكي بيل كلينتون لتصريحاتها المؤيدة لاقامة الدولة الفلسطينية. وقال ديفيد بار ايلان المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اننا مصدومون. فمن جهة يقول الامريكيون انهم لا يساندون اقامة دولة فلسطينية, ومن جهة ثانية تؤيد زوجة الرئيس, وهي ليست ايا كان, قيام هذه الدولة. واضاف بار ايلان في تصريح نقلته وكالة الانباء الاسرائيلية (عيتيم) ان مثل هذا الدعم لقيام الدولة الفلسطينية (يلغي اي معنى للمفاوضات حول الوضع النهائي) للاراضي المحتلة التي يفترض ان تجري بين اسرائيل والفلسطينيين. ـ الوكالات

Email