مبارك وعرفات بحثا استراتيجية السلام: واشنطن ترضخ لمطلب نتانياهو وترسل روس الى اسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

رضخت الادارة الامريكية للضغوط الاسرائيلية, واعلن مايك ماكورى المتحدث باسم البيت الابيض امس بان الرئيس الامريكى بيل كلينتون من أشد مؤيدى اسرائيل . وجاء هذا التصريح ردا على الانتقادات التى وجهها الى الرئيس كلينتون بعض أعضاء الكونجرس واتهموه بالضغط على اسرائيل للقبول بالشروط الامريكية لسحب القوات الاسرائيلية من الضفة الغربية. كما وافق الكونجرس على مشروع منح اسرائيل 45 مليون دولار اضافية وذلك من أجل الاستمرار فى تطوير وانتاج صاروخ السهم المضاد للصواريخ. وتتتزامن هذه الخطوات مع ارسال واشنطن مبعوثها الخاص للشرق الاوسط دنيس روس الى اسرائيل على امل ان ينجح في اقناع رئيس الحكومة الاسرائيلية المتعنت بقبول مقترحاتها بشأن الانسحاب من الضفة. جاء هذا التحرك الامريكي السريع والمنحاز للجانب الاسرائيلي متزامنا مع مطلب اخر لنتانياهو بتأجيل لقاء واشنطن الاثنين المقبل وتشككات في حضوره للمباحثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي قام من جهته بزيارة قصيرة للقاهرة امس اطلع خلالها الرئيس المصري حسني مبارك على نتائج مباحثات لندن واستعرضا الخطوة المقبلة وما يمكن بحثه في اجتماع واشنطن. وقرر قادة الكونجرس تقديم الدعم المعنوى لرئيس وزراء اسرائيل فى صراعه مع ادارة بيل كلينتون حول مسألة اعادة انتشار القوات الاسرائيلية فى الاراضى المحتلة. فقد شن المتحدث باسم مجلس النواب نيوت كنجريتش حملة على كلينتون متهما اياه فى مؤتمر صحفى عقده فى مبنى الكونجرس بأنه يتحالف الان مع ياسر عرفات ضد بنيامين نتانياهو. وقال مصدر فى الكونجرس ان الهدف من دعم برنامج الصواريخ (السهم) هو تقديم شبكة دفاع عن اسرائيل فى حالة قيام هجوم صاروخى ضدها وهذا المبلغ هو الدفعة الاولى من مساعدة أمريكية خاصة لبناء الشبكة الثالثة من هذا النوع من الصواريخ. واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبين في لندن امس ان المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط عاد الى المنطقة بناء على طلب نتانياهو لاجراء مباحثات بشأن تنظيم لقاءات اسرائيلية فلسطينية الاثنين المقبل في واشنطن. واضاف المتحدث ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت تحادثت هاتفيا مع نتانياهو الذي طلب منها ارسال دنيس روس (بأسرع ما يمكن) من اجل (مناقشة وسيلة تقريب المواقف (الاسرائيلية والفلسطينية) بما يكفي لتنظيم اجتماع واشنطن يوم الاثنين) . وردت اولبرايت ب(الايجاب على هذا الطلب) وقالت انها (تأمل في ان تسمح هذه المناقشات الاخيرة بعقد القمة) على اساس (قبول الافكار الامريكية) لاطلاق عملية السلام. وردا على سؤال حول امكان تأجيل لقاءات واشنطن كما يقترح نتانياهو, قال روبين انه (في الوقت الحاضر لم يتغير شىء في مقاربتنا الشاملة) ملمحا الى ان الولايات المتحدة تتمسك بموعد الحادي عشر من مايو. واشار ايضا الى ان روس سيجري اتصالات مع الفلسطينيين. وفي تصريحات لشبكة (سي ان ان) التلفزيونية امس قال رئيس الوزارء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه قد لايعقد اجتماع قمة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في واشنطن يوم الاثنين المقبل مشيرا الى ان الخلافات لاتزال قائمة في عملية صنع السلام. واضاف نتانياهو ( لا اعرف ان كنا سنصل الى واشنطن بحلول الاثنين فمازال هناك الكثير من القضايا المطروحة. وكان مستشار لرئيس الوزراء الاسرائيلي ذكر في وقت سابق أنه من غير المرجح ان يحضر نتانياهو القمة المقترح عقدها في البيت الابيض بواشنطن مع الرئيس الفلسطيني. واضاف دافيد بار ايلان (من غير المرجح الى حد كبير ان يذهب نتانياهو الى واشنطن يوم الاثنين) . وكان راديو اسرائيل قد ذكر في وقت سابق ان نتانياهو يرغب في تأجيل قمة واشنطن في حين شكك وزير البنية التحتية ارييل شارون في عقدها. ونقلت الاذاعة عن (مسؤول رفيع) لم تذكر اسمه أن نتانياهو يعتبر انه لا يملك الوقت الكافي من الآن الى الاثنين لاعطاء اجابته النهائية على الاقتراح الأمريكي لانسحاب اسرائيل من 13 في المئة من أراضي الضفة الغربية. وأضافت الاذاعة أن نتانياهو يرى أنه يحتاج الى بضعة ايام لتجاوز الصعوبة داخل ائتلافه الحكومي وافساح المجال أمام عدد من الوزراء الموجودين خارج اسرائيل للعودة الى البلاد من أجل البت في هذه المسألة المعلقة منذ أشهر. وفي الولايات المتحدة صعدت القوى المؤيدة لنتانياهو ولاسيما مؤتمر رؤساء المنظمات الامريكية اليهودية, وبعض اعضاء الكونجرس الامريكي من حملتها ضد ادارة كلينتون واتهمتها بأنها تحاول (ابتزاز) نتانياهو و (تحابي المواقف الفلسطينية على الاسرائيلية) ويتوقع المراقبون ان تزداد الامور تسخينا في الثماني والاربعين ساعة مع اقتراب حلول الموعد الذي حدد لنتانياهو لقبول الافكار الامريكية مع ان كبار مسؤولي ادارة كلينتون تراجعوا قليلا عن اللهجة التي تحدثت بها اولبرايت في لندن الثلاثاء بعد انتهاء محادثاتها الفاشلة مع نتانياهو. وفي القاهرة اجتمع الرئيس الفلسطيني مع الرئيس المصري لمناقشة الخيارات الفلسطينية والعربية قبل محادثات واشنطن حول الوضع النهائي للقدس والاراضي الفلسطينية. ودعا عرفات واشنطن الى نشر مبادرته للسلام. وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى إن عرفات أطلع مبارك على نتائج المحادثات التي أجرتها وزيرة الخارجية الامريكية في لندن معه ومع ورئيس الوزراء الاسرائيلي. واعتبر موسى أن (هناك فرصة في الايام المقبلة لتقبل اسرائيل بالاقتراح لانه السبيل الوحيد الى اعادة اطلاق عملية السلام) الاسرائيلية الفلسطينية. وأعقبت الاجتماع المغلق بين مبارك وعرفات محادثات موسعة بين الجانبين شارك فيها عن الجانب المصري رئيس الوزراء كمال الجنزوري ووزير الخارجية عمرو موسى وعن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) ونبيل ابو ردينة مستشار عرفات. وغادر الرئيس الفلسطيني مساء امس القاهرة الى غزة. واشنطن ـ مهند عطا الله

Email