اعتبر اتفاق نيروبي تسويق علاقات عامة ودعا قيادة المعارضة للاجتماع… المهدي: الاستفتاء يؤدي الى دولتين متحاربتين ، الخرطوم تتعجل تقرير المصير وحركة قرنق تؤكد فشل المفاوضات

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكدت الحكومة السودانية الالتزام باجراء استفتاء على تقرير مصير الجنوب (بعد 18 شهرا) اذا امكن ونقلت (رويتر) عن مصطفى اسماعيل وزير الخارجية السوداني انه يسعده ان يصبح الجنوب دولة ذات سيادة, واضافت الوكالة ان اسماعيل قال (اذا كان الجنوب يريد الانفصال فدعونا نحيا في حسن جوار) . لكن الصادق المهدي قطب المعارضة السودانية ورئيس الوزراء السابق حذر من استحالة بلوغ حسن الجوار وقال في حديث مع (البيان) عبر الهاتف ان تنظيم الاستفتاء في ظل النظام الحالي سيؤدي الى بروز دولتين متعاديتين مما يمدد ظروف واوان الحرب. وشكك المهدي في امكانية موافقة الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق على استفتاء في هذه الظروف واعتبر اعلان اتفاق نيروبي مجرد (تسويق علاقات عامة) وقال ان قرنق يكون في هذه الحالة خرج عن (مقررات اسمرة) التي تشكل مرجعية لتجمع المعارضة الذي يضم حركة قرنق. وطالب المهدي باجتماع عاجل لقيادة التجمع من اجل اعلان موقف صريح تجاه هذا التطور الذي يمثل قضية مصيرية ينبغي على جميع اطراف الحركة السياسية السودانية المشاركة في حلها ولا يمكن تركها بيد جهته الترابي وحركة قرنق. وكان ياسر عرمان المتحدث باسم (الجيش الشعبي لتحرير السودان) قال لوكالة فرانس برس ان جولة محادثات نيروبي (باءت بالفشل ولم تنجح على عكس ما تروجه وسائل اعلام نظام الخرطوم) واضاف ان النظام يفضل دائما التضحية بالوحدة لخدمة اغراضه, وأشار الى ان مسألة الحدود تعد محور خلاف اساسي بين الجانبين. وابلغ القس جيريال دروايج وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية (البيان) ان حق تقرير المصير مسألة متفق عليها في حالة عدم التوصل الى حل بشأن مسألة الفصل بين الدين والدولة. وطالب حركة قرنق بالجدية في تنفيذ الاتفاق. وقال بيتر عبد الرحمن سولي الوزير بديوان الحكم المحلي لــ (البيان) ان قرنق تعرض الى ضغوط من قبل الاطراف المعنية بقضية الحرب في الجنوب من اجل الوصول الى نتيجة ايجابية بالجولة الاخيرة للمحادثات. وقال وزير الخارجية السودانية في حديثه لــ (رويتر) ان الحكومة مستعدة للتفاوض على موعد الاستفتاء و(ليكن بعد 18 شهرا اذا كان ذلك قابلا للتنفيذ) لكنه اعترف بان تنظيم الاستفتاء يحتاج الى بضع سنوات. واضاف اسماعيل: اذا كان الجنوب يريد ان ينفصل ويعيش كدولة ذات سيادة فدعونا نحيا في حسن جوار. واوضح الصادق المهدي في حديثه الهاتفي لـ (البيان) ان حق تقرير المصير مبدأ متفق عليه من قبل الجميع غير ان المعارضة اقترحت ضرورة ايجاد فترة انتقالية لتضميد جراح الحرب الاهلية ومن ثم حدوث عدالة توفر شرطا ضروريا لضمان انتصار خيار الوحدة في الاستفتاء. وقال المهدي انه يشك في توصل حركة قرنق الى اتفاق مع النظام الحالي حول تنظيم الاستفتاء اذ ان الحركة لانها تدرك انه نظام مراوغ وليس للحركة مصلحة في الخروج عن اجماع الحركة السودانية. واضاف المهدي ان قرنق يكون في حالة موافقته قد خرج على مرجعية مقررات اسمره وهو تطور خطير يستدعي قيادات التجمع على الاجتماع لتحديد موقف صريح تجاه هذا التطور. وعبر المهدي عن اعتقاده بأن حركة قرنق تعرضت الى ضغوط من اجل تسويق المحادثات فجاء اعلان الاتفاق على تقرير المصير بمثابة تسويق علاقات عامة, واشار الى ان الحركة تطرح ضرورة الوصول الى حل شامل للمسألة السودانية. وأوضح رئيس الوزراء السوداني السابق ان جبهة الترابي لا تمانع في فصل الجنوب اصلا, وقد رفع النظام الحالي يده عن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الشرق والغرب. واعرب زعيم حزب الامة عن قناعته بأن الشعب السوداني لن يلتزم الصمت تجاه مشروع فصل الجنوب اذ انه يدرك ان استعجال تنظيم تقرير المصير لن يؤدي الى خيار سلمي وسيؤدي في حالة الانفصال الى وجود دولتين متعاديتين وهو امر سيمدد الحرب وسيتحول الصراع الى مواجهة اسلحة على الحدود من اجل الارض وثأرا لتراكمات قديمة. وطالب قيادة التجمع باجتماع عاجل لقول كلمة حاسمة باعتبار اتخاذ قرارات في مثل هذه القضايا المصيرية بمثابة (فرض عيني) على كل الاطراف الفاعلة في الحركة السياسية. وكان المتحدث باسم (الجيش الشعبي لتحرير السودان) ياسر عرمان الموجود في القاهرة قال لوكالة فرانس برس ان جولة محادثات نيروي الاخرى باءت بالفشل ولم تنجح على العكس مما تروجه وسائل اعلام نظام الخرطوم) . واضاف (ان الحكومة لم تطرح شيئا جديدا, اذ ان اعلان المبادىء) الصادر عن الهيئة الحكومية للتنمية (ايجاد) (ينص اصلا على حل الحرب في جنوب السودان عبر طريقين, اولهما يقوم على الحفاظ على وحدة البلاد عبر اقامة نظام ديمقراطي وعلماني) . واضاف, ان اعلان المبادىء ينص على انه في حال لم يتمكن الطرفان من التوصل الى حل عبر اقامة نظام ديموقراطي وعلماني فان الطريق الثاني يكون عبر (تقرير المصير) . وقال ان (النظام السوداني فضل دائما التضحية بوحدة البلاد على التخلي عن نزعته الاسلامية, حتى وان ادى ذلك الى التقسيم) . كتب عمر العمر

Email