اسرائيل: الانسحاب من 13% مستحيل ، مبارك وآل جور يحذران من مغبة فشل لقاء لندن المعارضة الفلسطينية تحذر عرفات من تنازلات جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمترس الفلسطينيون والاسرائيليون وراء مواقفهم المعلنة ازاء نسب الانسحاب عشية اللقاء المرتقب في لندن اليوم مع وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت في حين شهدت القاهرة مباحثات اللحظة الاخيرة سعيا لانجاح فرصة لندن اذ عقد الرئيس المصري حسني مبارك لقاءين مع كل من الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات ونائب الرئيس الامريكي ال جور وخرجا بنداء اخير لانجاح اللقاء . واستبقت اسرائيل اللقاء باعلان ان نسبة الـ13 في المائة مستحيلة في حين حذر الفلسطينيون عرفات من اي تنازل جديد. وعلمت البيان ان الجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش والديمقراطية بقيادة نايف حواتمة ستعلنان دمجهما في تنظيم موحد. وقد تراجعت احتمالات نجاح محادثات لندن بشأن السلام في الشرق الاوسط مع رفض اسرائيل لاقتراح أمريكي بالانسحاب من نسبة 13 في المئة اخرى من الضفة الغربية. وقال متحدث اسرائيلي امس ان من (المستحيل تماما) ان تقبل اسرائيل هذا الرقم في المحادثات التي تجريها وزيرة الخارجية الامريكية في لندن اليوم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني كل على حدة. واضاف دافيد بار ايلان المستشار الاعلامي لنتانياهو في تصريح لرويترز (أعتقد ان الادارة الامريكية تعرف موقفنا. من المستحيل تماما ان تقبل اسرائيل الانسحاب من 13 في المئة) . والتي قبلها عرفات. واعلنت اسرائيل ان اقصى ما تستطيع الانسحاب منه هو تسعة في المئة متعللة بضرورات امنية رغم ان دبلوماسيين غربيين وعربا يقولون ان اسرائيل ابلغتهم بصفة غير رسمية انها قد تنسحب من نسبة تقترب من 11 في المئة. وفي القاهرة وجه الرئيس المصري ونائب الرئيس الامريكي امس نداء الى اسرائيل والفلسطينيين لانجاح لقاء لندن وتفادي حدوث اي فشل قد يعود بالضرر على المنطقة. وقال آل جور خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري نحن مقتنعون تماما بان نجاح محادثات اليوم في لندن, ونجاح المفاوضات على المسارات الاخرى من عملية السلام سيكون بلا شك في مصلحة اسرائيل والفلسطينيين والمنطقة برمتها. ومن جانبه, قال مبارك الذي التقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عشية توجهه الى لندن, من اجل السلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم, اتمنى مخلصا ان ينجحوا, لانني اخشى, في حال حدث العكس, ان نواجه مشكلات خطيرة. الا ان جور اكد في الوقت نفسه, انه وايا كانت نتائج لقاءات اليوم بين وزيرة الخارجية الامريكية ورئيس وزراء اسرائيل من جهة, واولبرايت وعرفات من جهة ثانية, فان الطريق سيظل طويلا للسير في طريق السلام الى نهايته. واضاف جور هناك ايضا المسارات الاخرى من عملية السلام. هذا الموضوع كان محور حديثي مع الرئيس مبارك ونحن اعربنا معا عن رغبتنا في استئناف المفاوضات على المسار السوري اللبناني سريعا. نجاح مباحثات لندن, سيعطي دفعا كبيرا للملف السوري اللبناني المجمد منذ فبراير 1996. واكد جور ان المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين يجب ان يستفيدوا من هذه الفرصة الاستراتيجية الاستثنائية او يتحملوا نتائج فشلها. وقال الطريق ممهد لتحقيق تقدم ستنعكس نتائجه على مستقبل المنطقة بأكملها. واعرب مبارك عن خشيته مما يمكن ان يحدث في حال رفض المبادرة الامريكية التي تنص على انسحاب اسرائيل من 13 في المئة من الضفة الغربية, اي اقل بكثير من نسبة 40 في المئة التي كانت مقررة وفقا لاتفاق توسيع الحكم الذاتي الذي تم توقيعه في واشنطن في 1995. من جهته اعلن وزير الخارجية المصري عمرو موسى امس ان نجاح محادثات لندن متوقف على اسرائيل. وقال موسى في تصريح صحافي اثر مباحثات مبارك وعرفات (من المستحيل ان تنجح المباحثات) اذا كانت اسرائيل غير مستعدة للموافقة على الافكار الامريكية الداعية الى الانسحاب من حوالي 13 في المئة من الضفة الغربية. وقال موسى ان المباحثات ليست للتفاوض, المباحثات هي اما لقبول العرض الامريكي او رفضه, الفلسطينيون يؤكدون قبول الافكار الامريكية (..) وعرفات اكد انه الحد الادنى الذي يمكن ان يقبل به. وبالرغم من اجواء الحذر والتشاؤم اللذين يخيمان على المحادثات الا ان صحيفة (اوبزيرفر) تعتقد ان الاسرائيلين والفلسطينيين على وشك التوصل الى اتفاق جديد اليوم. واشارت الصحيفة الى ان كل عناصر التوصل الى صفقة جديدة متوفرة على الطاولة وبانتظار فقط (دفعة مفاوضات اخيرة) قبل الحصول على الموافقة من عرفات ونتانياهو. ويتضمن مشروع الصفقة تقديم الطرفين تنازلا حول نسبة الاراضى التى ستتسلمها السلطات الفلسطينية فى يوليو المقبل وفق اتفاق اوسلو. يذكران العرض الاساسي لنتانياهو للانسحاب من اراضى الضفة الغربية هو تسعة فى المائة الا انه ابلغ المسؤولين المصريين والامريكيين باستعداده برفعها بنسبة 2 فى المائة. الا ان الفلسطينيين يشددون على انهم لن يقبلوا باقل من 1ر13 فى المائة فيما نسبت الى دبلوماسيين عرب فى لندن قولهم ان عرفات لن يعارض عرض نتانياهو الجديد. من جهتها حذرت الجبهة الديمقراطية, عرفات من تقديم تنازلات جديدة.. وقالت في بيان اصدرته امس ان معلومات من الداخل وصلت الى قيادة الجبهة تشير الى ان الفريق الفلسطيني المفاوض الذي يرأسه عرفات سيقبل بالخطة الجديدة كحل وسط نظرا لتشدد رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو. واضافت انها ترفض اي تزحزح في المواقف وتحذر من الوقوع في فخ التنازلات. ويعلن جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونايف حواتمة زعيم الجبهة الديمقراطية خلال الأيام المقبلة دمج الجبهتين في تنظيم سياسي موحد. وذكرت مصادر فلسطينية بدمشق لــ (البيان) ان حبش وحواتمة سيعلنان عن برنامج فلسطيني وطني شامل يدعو الى حوار بين جميع القوى والتيارات والشخصيات الفلسطينية تمهيدا لاعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في 15 مايو المقبل. وسيترافق مع اعلان دمج الجبتهين مطالبة السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات والتنسيق الأمني مع اسرائيل لحين استجابتها لمطالب الشعب الفلسطيني بانسحابها من جميع الاراضي المحتلة, بما فيها القدس عاصمة فلسطين. وأوضح مصدر فلسطيني لــ (البيان) ان قرار دمج الجبهتين الشعبية والديمقراطية فرضته حالة التشرذم وانفراط عقد الفصائل العشرة المعارضة لاتفاق أوسلو ونهج ياسر عرفات التفاوضي. وقال المصدر ان قرار الدمج محاولة لاستنقاذ العمل الوطني الفلسطيني واخراجه من مستنقع التنازلات والتفريط في الحقوق المشروعة الذي انجرت اليه سلطة الحكم, ونزع فتيل الحرب الأهلية الفلسطينية بين السلطة وحماس كما تخطط لها اسرائيل. وحول آلية دمج الجبتهين أوضح المصدر ان الدمج سيكون على طريقة الانصهار الكامل لكوادرهما واعضاء الجبهتين في بوتقة تنظيمية واحدة. وتوقع المصدر أن يتولى نايف حواتمه موقع الأمين العام للتنظيم الموحد في حين يتولى أبو علي مصطفى (جبهة شعبية) موقع النائب, ويتخلى جورج حبش عن موقعه لظروفه الصحية, ويبقى رمزا وطنيا تاريخيا. واشار الى أن فرص التعاون بين التنظيم الموحد للجبهتين ستتعاظم مع حماس وتأخذ مسارا طبيعيا مع باقي قوى الداخل الفلسطيني. ـ وكالات

Email