رفض شعبي عشية زيارته القاهرة للقاء مبارك: نتانياهو يسخر من تهديدات واشنطن بالانسحاب من عملية السلام، روس يعترف بـ(الهوة) العميقة وانديك يتعهد باستمرار المساعدات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يزور القاهرة اليوم وسط رفض شعبي وشبه رسمي بنيامين نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل حيث يجتمع بالرئيس المصري حسني مبارك ويبحث معه الطريق المسدود الذي وصلت اليه عملية السلام . وحرص عمرو موسى وزير الخارجية المصري على التأكيد عشية اتمام الزيارة على ان المسار الفلسطيني ستكون له الاولوية على جدول اعمال المحادثات مشيرا الى انها ستتطرق ايضا الى الطرح الاسرائيلي الخاص بجنوب لبنان. على الجانب الاخر واصلت حكومة الليكود اليمينية تعنتها ضد عملية السلام قبل ساعات من زيارة نتانياهو الخاطفة للقاهرة. اذ سخر رئيس الوزراء الاسرائيلي من تهديدات واشنطن بنفض يدها من عملية السلام اذا لم تنجح اجتماعات الرابع من مايو في لندن فيما جدد داني نافيه سكرتير الحكومة الذي اعد ترتيبات زيارة نتانياهو الى القاهرة باجتماع مع الدكتور اسامه الباز امس رفض تل ابيب لاية ضغوط امريكية لزيادة نسبة الانسحاب من الضفة الغربية تنفيذا للمرحلة الثانية من اعادة الانتشار. ووجهت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت تحذيراً صارماً لكل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الدوران في حلقة مفرغة, فيما واصل المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط اجتماعاته أمس لتحريك عملية السلام حيث اجتمع مع عرفات والمفاوضين الفلسطينيين, والرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان والمبعوث الاوروبي ميجيل موراتينوس. واعلن عرفات استعداده للتعاون مع الجهود الامريكية, فيما اعترف روس أن الهوة عميقة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني, وسط انباء عن أزمة بين واشنطن وتل أبيب بسبب التعنت الاسرائيلي. وتعهد مارتن انديك مساعد أولبرايت باستمرار المساعدات والمعونة الأمريكية لاسرائيل وعدم ارتباطها بعملية السلام. وأكد وزير الخارجية المصري عمرو موسى أمس أن الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيبحثان اليوم في القاهرة الطريق المسدود الذي وصلت اليه المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وقال موسى للصحافيين ان (الوضع الخطير على المسار الفلسطيني ستكون له الاولوية على جدول أعمال المباحثات بين مبارك ونتانياهو اليوم) . وسيتطرق اللقاء الى الاقتراح الاسرائيلي بشأن انسحاب (مشروط) من جنوب لبنان. وعن هذه المسألة قال موسى (بالنسبة الى المسار اللبناني الموقف المصري واضح وسوف يبلغ الى نتانياهو. الامر يتعلق بمصداقية عملية السلام الجارية التي يراها الجانب اللبناني والدخول في مفاوضات لا تنتهي او القبول بشروط تصادق على نص وروح القرارين 425 و426) . وتابع أن (كافة الاطراف العربية ستتجنب التعاون مع أي سياسة يكون من أهدافها شق الصف اللبناني السوري او احداث صدع في مسارين اتفق الطرفان السوري واللبناني على توازيهما وترابطهما) مؤكدا على ) أهمية دور الامم المتحدة في تنفيذ القرار 425) الذي ينص على انسحاب فوري للقوات الاسرائيلية من جنوب لبنان المحتل. وبالنسبة الى المسار الفلسطيني قال موسى (لا يمكن لاي اجتماع يتعلق بعملية السلام والازمة التي تمر بها أن يتم دون أن تعطى القضية الفلسطينية المكانة التي تستحقها وبالذات حين يكون هناك على المائدة مبادرة أمريكية قبل بها الفلسطينيون ويرفضها الاسرائيليون) . وتابع (حان الوقت لكلام دقيق وتعهدات تحترم واتفاقات تنفذ بشفافية تمكن العالم من المراقبة) . وقام سكرتير عام الحكومة الاسرائيلية دافيد نافيه بزيارة قصيرة الى القاهرة أمس التقى خلالها بمستشار الرئيس حسني مبارك للشؤون السياسية الدكتور أسامة الباز وبحث معه الترتيبات المتعلقة بزيارة رئيس وزراء اسرائيل والموضوعات التى سيجرى بحثها خلال هذه الزيارة . وصرح نافيه لاحقا بان تل أبيب لن تخضع لأية ضغوط لزيادة مساحة الانسحاب من الضفة الغربية. بدوره سخر رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو من ان تتخلى الولايات المتحدة عن دورها كوسيط فى عملية السلام فى الشرق الاوسط. وأعرب نتانياهو فى مقابلة مع محطة (فوكس) الامريكية عبر الاقمار الصناعية من اسرائيل الليلة قبل الماضية عن اعتقاده بأن هناك ترابطا بين الولايات المتحدة واسرائيل فى العديد من الجوانب. وقال نتانياهو (بداية الامر لا اعتقد اننا سنبتعد عن بعضنا البعض) . واضاف (مانريده هو تسوية تفاوضية تعطي الفلسطينيين الحق فى ادارة حياتهم دون القدرات التى تهدد حياتنا) موضحا (نعتقد ان مثل هذه التسوية يمكن تحقيقها) . وفي القاهرة أبدى عدد كبير من اعضاء الحزب الحاكم والمعارضة رفضهم لاستقبال نتانياهو بالقاهرة, واشار هؤلاء الى أنه ليس أهلا للثقة ولا يستحق التعامل معه. وأكد النواب الرافضون المملثون لأحزاب التجمع والعمل والعربي الناصري (المعارضة) والحزب الوطني الحاكم, أن الزيارة تعتبر تدنيسا لأرض مصر, وطالبوا بمحاكمته كمجرم حرب ازاء ما ارتكبه من مذابح ضد الفلسطينيين, وما يمارسه على الارض من سياسة الاستيطان وابتلاع الارض وحصار الشعب الفلسطيني. وأعرب النواب عن اعتقادهم بأنه لا يوجد مواطن مصري يرحب بزيارة هذا الارهابي, او يمكنه الوقوف على الحياد بشأنها. واستنكر النواب مبدأ اعطائه الفرصة, قائلين ان التعامل مع هذه الشخصية الفاقدة للمصداقية مرفوض تماما, خاصة بعد ان منح الفرصة تلو الاخرى لاثبات حسن نواياه, ولكنه ضرب بها جميعا عرض الحائط. وذهب بعض هؤلاء النواب في غضبهم الى حد مطالبة الحكومة المصرية بقطع العلاقات مع اسرائيل واستدعاء السفير المصري من هناك فورا. وقالت اولبرايت في كلمة اعدت لالقائها في حفل عشاء لتوزيع جوائز (بذور السلام) انها عندما تلتقي مع نتانياهو وعرفات في اجتماعات منفصلة في لندن في الرابع من مايو فان (رسالتي ستكون مباشرة) . (لم يعد كافيا ان نتحدث فقط او نتحدث عن اجراء مزيد من المحادثات. (لانحقق تقدما رغم الجهود المبذولة منذ فترة طويلة بما يكفي) . معربة عن خيبة امل واضحة بشأن المأزق الحالي. وفي تأكيد للاهمية التي توليها لمحادثات لندن قالت اولبرايت (سنرى حينئذ ما اذا كان الزعيمان مستعدين للقيام بالخيارات الصعبة اللازمة لتحقيق تقدم في عملية السلام) . وذكرت اولبرايت بانه اعتبارا من الرابع من مايو لن يعود هناك سوى سنة واحدة من المرحلة الانتقالية (في اطار الحكم الذاتي) مؤكدة ان الولايات المتحدة تتعامل مع هذا الموعد بكثير من الجدية. واجرى عرفات وروس محادثات مساء امس الاول في غزة تناولت سبل تحقيق اختراق المحادثات المقررة في الرابع من مايو, ويلتقى روس مجددا نتانياهو في وقت لاحق في محاولة لتقريب وجهات النظر بشأن الانسحاب العسكري الاسرائىلي من الضفة الغربية. وقال الدكتور عريقات ان الرئيس عرفات قد انهى محادثات (ناجحة ) مع روس والوفد المصاحب له وقد اكد الرئيس عرفات خلال اللقاء موقفه من انه سيقوم بكل عمل ممكن لمساعدة الرئيس كلينتون و اولبرايت والسفير روس من أجل انقاذ عملية السلام واعادة الثقة والمصداقية لهذه العملية ودفع عملية السلام مجددا الى مسارها الطبيعى مرة اخرى. من جانبه صرح روس بان الوقت قد حان كي تنهي اسرائيل والفلسطينيون الجمود المطول الذي يشهده السلام بالمنطقة. وقال روس (حان الوقت لتحقيق انفراج) . وادلى روس بهذه التصريحات للصحفيين في غزة بعد محادثات استمرت اكثر من ساعتين مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال روس (ما نفعله هو بذل كل الجهود بشأن الاستعدادات للرابع من مايو في محاولة لضمان ان نستطيع في حقيقة الامر تحقيق تقدم) . وقالت المصادر المقربة من المباحثات التى يجريها دنيس روس حاليا مع الفلسطينيين واسرائيل ان الفجوة (عميقة) بين المواقف الامريكية والاسرائيلية حول اعادة الانتشار فى الضفة الغربية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن هذه المصادر قولها ان المنسق الامريكى يحاول جاهدا جسر هذه الفجوة العميقة بين الجانبين. وقالت ان هذه الفجوة ستلقي بظلالها على اجتماع نتانياهو مع الرئيس المصرى حسنى مبارك فى القاهرة غدا. وأكدت المصادر ان روس ومساعد وزير الخارجية الامريكية مارتن انديك يؤيدان طلب رئيس السلطة الفلسطينية بأن يكون حجم الانسحاب الاسرائيلى من الضفة الغربية بنسبة لاتقل عن 13 فى المائة. وتكثيفا لجهوده في محاولة لتحقيق تقدم التقى روس امس صائب عريقات وأمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) والتقى روس هذين المسؤولين في أحد فنادق القدس في اطار مهمة تستمر اسبوعا لايجاد اتفاق حول انسحاب عسكري اسرائيلي في الضفة الغربية. وشدد عريقات في ختام اللقاء على ضرورة اعلان واشنطن لمقترحاتها. كما اجتمع روس مع الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان ضمن جهوده لتوفير مناخ يساعد على انجاح لقاء لندن. والتقى روس امس ايضا المبعوث الامريكي موارتينوس لتنسيق المواقف بين الادارة الامريكية والاتحاد الاوربى بشأن عملية اعادة الانتشار في الضفة الغربية. وذكر راديو اسرائيل ان روس اطلع المندوب الاوروبي على نتائج لقاءاته مع كل من نتانياهو وعرفات. ومن المقرر ان يلتقى موراتينوس خلال ساعات مع الرئيس عرفات في غزه لمواصلة المساعي الهادفة الى تقريب وجهات النظر بين اسرائيل والفلسطينيين. واكد مارتن انديك مساعد وزير الخارجية الامريكية للشرق الاوسط ان المساعدات العسكرية والاقتصادية الامريكية السنوية لاسرائيل والتي تبلغ ثلاثة مليارات دولار لا ترتبط بالعملية السلمية. وقال في تصريحات اذاعها الراديو الاسرائيلي امس عقب اجتماع عقده مع وزير المالية الاسرائيلي يعقوب نئمان ان بلاده ستواصل تقديم مساعداتها لاسرائيل كما كان الحال في السابق. ويتطابق موقف مارتن انديك مع موقف وليام كوهين وزير الدفاع الامريكي الذي اعلن عقب مباحثاته مع اسحق موردخاي وزير الحرب الاسرائيلي ان الخلافات السياسية مع اسرائيل حول عملية السلام لا تمس العلاقات الاستراتيجية المتينة ولا العلاقات العسكرية بين اسرائيل والولايات المتحدة. وقرر انديك ونئمان مواصلة المباحثات بينهما الاسبوع المقبل في واشنطن حول المساعدات الامريكية لاسرائيل. القاهرة ـ محمد الرماح

Email