في كلمتها امام مجلس الأمن: الامارات تؤكد حرصها على تعزيز العلاقات مع الدول الافريقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الامارات العربية المتحدة حرصها على تعزيز أواصر علاقاتها مع الدول الافريقية انطلاقا من علاقاتها التاريخية والسياسية والمصالح والاهداف المشتركة . جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها محمد جاسم سمحان مندوب دولة الامارات العربية المتحدة لدى الامم المتحدة أمام جلسة مجلس الامن الخاصة والتى اختتمت أعمالها فجر امس وتناولت بحث تقرير الامين العام كوفي عنان حول الحالة فى افريقيا. وقال ان دولة الامارات العربية المتحدة اتجهت بتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة نحو الاهتمام بتقديم المساعدات وأنواع الدعم المختلفة الى الدول الافريقية سواء الانسانية منها من خلال مؤسسة زايد الخيرية والهلال الاحمر وغيرهما أو التنموية منها من خلال صندوق أبوظبى الانمائى والذى ساهم بتنفيذ العديد من المشاريع الانمائية المشتركة وتقديم القروض الميسرة وكذلك الغاء بعض الديون وفوائدها على عدد من الدول الافريقية ولاسيما الاشد فقرا منها. وطالبت دولة الامارات العربية المتحدة المجتمع الدولى بشد القدرات الاقليمية والدولية الرامية الى تعزيز الموارد والقدرات البشرية الافريقية لتمكينها من اجراء الاصلاحات اللازمة وأخذ أدوارها فى المشاركة الفاعلة فى حركة الاقتصاد والتجارة العالمية. وأعربت دولة الامارات العربية المتحد عن تأييدها للاستنتاجات التى تضمنها تقرير الامين العام وشددت على ضرورة الاخذ بخمس خطوات أساسية لاحتواء الازمات والمشاكل المتفاقمة التى تعيشها القارة الافريقية وهي) : أولا.. توفير الارادة السياسية اللازمة سواء من جانب الدول الافريقية نفسها أو المجتمع الدولي على حد سواء للاضطلاع فى تنفيذ استراتيجية شاملة مشتركة تضمن لاحتواء النزاعات القائمة بالطرق التفاوضية السلمية استنادا الى مبادىء الميثاق وأحكام القانون الدولى والقواعد العالمية لحقوق الانسان. ثانيا.. الاستجابة السياسية السريعة لاحتواء حالات الصراعات مع الاخذ بخصوصية كل حالة على حدة وذلك من خلال اعتماد آليات أكثر تطورا للانذار المبكر تفرض السلم وتمنع نشوب الازمات الوشيكة من خلال ايفاد بعثات أكثر فاعلة لصنع السلام وتعزيز دور المبادرات التفاوضية والوساطة والمساعى الحميدة وبعثات تقصى الحقائق واللجوء الى التسويات القضائية وأسلوب التحكيم فى حالات النزاعات المستعصية. ثالثا.. تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين الامم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية وغيرهما من المنظمات ذات الصلة ذلك فضلا عن توسيع شراكة الدول المجاورة لمواقع النزاعات أو الاخرى المهتمة فى مساعى احتواء هذه الحالات سلميا والمساهمة فى تنفيذ برامج الاغاثة واعادة الاعمار وبناء البنية التحتية للمؤسسات المدمرة كما ولابد من دعم قدرات وحريات حركة المنظمات والوكالات الدولية الانسانية الاخرى والتى قامت بأدوار متميزة فى تحقيق هذه الغايات النبيلة. رابعا.. اعادة النظر فى أسلوب استخدام نظام الجزاءات الذى لابد من تحسين أهدافه وحصره فقط على الاسلحة دون شموله للعقوبات الاقتصادية مشيرا الى ان دولة الامارات العربية المتحدة تحث مجلس الامن على رفع تدابير العقوبات الاقتصادية المفروضة على ليبيا وخصوصا فى أعقاب قرارى محكمة العدل الدولية الصادرين مؤخرا. خامسا.. تعزيز برامج الاستثمارات الانمائية المشتركة والمساعدات المالية والتقنية المقدمة الى افريقيا لتمكينها من تنفيذ الاصلاحات والتغيرات اللازمة لمؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة أعبائها المثقلة بالديون الخارجية ومساعدتها على الوصول الى الاسواق العالمية كشريك حقيقي فى تحقيق أهداف التنمية الدولية. وقال السفير محمد جاسم سمحان: ان التجارب التاريخية أثبتت ان قضايا السلم والامن والاستقرار ومشاكل التنمية الاقتصادية والاجتماعية هى شواغل مترابطة ومتكاملة بين بعضها البعض كل منها يعزز الآخر وبالتالى فان تنامى أو احتواء أى منها لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن التأثر بالمسائل الاخرى وما مسلسل أحداث الصراعات المريرة والوقائع المأساوية التى شهدتها بعض الدول الافريقية الا مظاهر محزنة لهذه الحقيقة جلبت الخسائر والاضرار المادية والبشرية والبيئية الفادحة التي أثرت باتجاه تفاقم حالات معقدة عرقلت من عمليات اندماجها مع التطورات الاقتصادية الانمائية العالمية. وطالبت دولة الامارات فى ختام كلمتها بتفعيل دور الامم المتحدة وأجهزتها ووكالاتها المتخصصة بالاضافة الى المؤسسات الانمائية الدولية التعاون مع الدول الافريقية لاعانتها على حل مشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية القائمة تلبية لمتطلبات الحياة الكريمة والرخاء لشعوبها وتمكينها من حياة مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والنماء. ــ وام

Email