خامنئي عقد قمة ثانية بين خاتمي ويازدي: أزمة عمدة طهران تتفاقم في ايران

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشعلت أزمة اعتقال عمدة طهران فتيل العنف والصدامات بين أنصار الرئيس خاتمي والموالين للجناح المتشدد وشهدت العاصمة الايرانية طهران امس صدامات بين مظاهرة طلابية موالية للجناح الاصلاحي وقوات شرطة مكافحة الشغب استخدمت فيها الهراوات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. واعتقلت الشرطة المئات من طلاب جامعة طهران الذين رددوا هتافات تطالب باطلاق سراح عمدة طهران المعتقل. وفي مبنى وزارة الداخلية اقتحم الطلاب الموالون للجناح المتشدد قاعة خصصت لتكريم العمدة وقاطعوا فائزة رفسنجاني كريمة الرئيس الايراني الاسبق اثناء إلقائها كلمة اشادة بانجازات العمدة. وعقد مجلس الشورى امس جلسة مغلقة لبحث قضية العمدة ويستمع اليوم لشهادة عبد الله نوري وزير الداخلية, فيما تتسارع الجهود لتسوية القضية وتجنيب ايران ويلات صراع وانقسام يهدد بتفتيت الوحدة الوطنية. وأعلنت السلطة القضائية ان محاكمة العمدة ستبدأ في غضون اسبوعين, وذكرت الصحف الايرانية ان مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي عقد قمة ثانية بين الرئيس محمد خاتمي ومحمد يازدي رئيس السلطة القضائية لتسريع عجلة حل الازمة. وألقت قوات الامن في طهران القبض على المئات من المعارضين لجبهة رجال الدين المحافظين في الحكومة الايرانية بعد أن اشتبكوا مع الشرطة في أول مظاهرة معارضة كبرى في البلاد منذ الثورة الايرانية. وكان عشرات الآلاف من الاشخاص قد تجمعوا في وسط العاصمة الايرانية للمطالبة باطلاق سراح غلام حسين كرباتشي عمدة طهران المعتدل الذي اعتقله المتشددون بسبب ادعاءات تتعلق بالفساد وسط صراع متنام على السلطة بين المعسكرين المتشدد والمعتدل في الحكم الديني الايراني. وأصيب بعض الاشخاص عندما قام المئات من جنود مكافحة الشغب بتفريق المظاهرة التي بدأها طلاب جامعة طهران والتي سرعان ما انضم إليها أعداد كبيرة من المارة, وقال شهود عيان إن بعض المتظاهرين قد أصيبوا وشوهد طالب واحد على الاقل وقد غطت وجهه الدماء. وأعرب المتظاهرون عن دعمهم للسياسات الاصلاحية للرئيس محمد خاتمي الذي كان قد طالب مؤيديه بالغاء المظاهرة لمنع ازدياد التوتر في البلاد. وكانت المظاهرة قد بدأت كمسيرة صامتة من الجامعة إلى تقاطع كيشافارز الذي يقع على بعد كيلومتر واحد ولكن المارة انضموا إليها وهم يهتفون الشعارات المؤيدة لخاتمي وكرباتشي. وقالت الشرطة للمتظاهرين عبر مكبرات الصوت (أيها الاخوة والاخوات, إن مظاهرتكم غير قانونية. الرجاء أن توقفوا المظاهرة وإلا اضطررنا لاعتقالكم) . ولكن المتظاهرين تجاهلوا التحذير فتدخلت الشرطة ثم اندلعت الاشتباكات وعلى الاخص مع الطلاب. وقال نقيب في الشرطة (لا نريد أن نؤذي هؤلاء الشباب ولكن لدينا أوامرنا وهم يتصرفون بطريقة غير قانونية) . وأجاب ضابط آخر في الشرطة لدى سؤاله عما سيحدث لمن ألقي القبض عليهم (لقد قاموا فقط بتأييد رئيسهم وهذا ليس بجرم ولكنهم أخلوا بالنظام العام ولكني متأكد أنه سيطلق سراحهم هذه الليلة) . وهتف الطلاب بعد تدخل شرطة مكافحة الشغب (لن يكون للمدافع ولا للدبابات ولا الاسلحة الرشاشة أي تأثير بعد اليوم) . ولم يعرف بالتقريب عدد الاشخاص الذين انضموا إلى مسيرة الاحتجاج لانها جرت في منطقة تعج بالحركة مساحتها حوالي ثلاثة كيلومترات مربعة تقع حول الجامعة ومنتزه لآليه المكتظ بالمتسوقين. واندلعت صدامات عنيفة بين طلبة من انصار كرباتشي وبين طلاب متشددين بعد ظهر امس داخل وزارة الداخلية الايرانية حيث كانت تنظم تظاهرة تأييد لعمدة طهران المعتقل منذ عشرة ايام بتهمة الفساد. ووقعت هذه الصدامات في الوقت الذي اجتمع فيه ما بين 2000 و3000 شخص في قاعة المحاضرات في الوزارة لسماع خطاب فائزة رفسنجاني. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان اربعة اشخاص على الاقل تعرضوا للضرب المبرح من قبل قوات الامن وجرى اعتقال حوالى عشرة اخرين. وبدأت الصدامات عندما تدخل احد الشبان الاصوليين من تنظيم حزب الله مقاطعا فائزة رفسنجاني (لماذا تريدين اتفاقا وديا مع العمدة فيما هناك قوانين) تنص على ما يجب ايقاعه به. وهتف: (لابد من اعدام سارق الخزينة العامة) وتعتبر فائزة رفسنجاني مع كرباتشي من الشخصيات النافذة فى الجناح المعتدل داخل النظام الايراني, وهو جناح يرى فى اعتقال رئيس البلدية مناورة سياسية من المحافظين لاضعاف حكومة خاتمي. ــ الوكالات

Email