السميط ينقلب على سعود الصباح:إعادة هيكلة وزارة الإعلام الكويتية وسحب القضايا المرفوعة ضد الصحف

ت + ت - الحجم الطبيعي

قرر وزير الاعلام الكويتي(يوسف السميط)اعادة هيكلة الوزارة وتخليصها من السيطرة البيروقراطية وذلك في أول قرار يصدره بعد تسلمه الوزارة من سلفه الشيخ سعود ناصر الصباح. وفي اجراء آخر اكد به التزام الحكومة الكويتية الجديدة بالديمقراطية وحرية التعبير اعلن السميط سحب جميع القضايا المرفوعة من جانب وزارة الاعلام ضد الصحف امام القضاء, نافيا في الوقت ذاته احالة عدد من الصحف الى النيابة لنشرها قضية ضبط احد الضباط متلبسا ببيع كيلو جرام من المخدرات وهو مرتد زيه العسكري. وتعتبر هذه القرارات اول انقلاب يقوم به السميط على سياسات سلفه سعود ناصر الصباح الذي اثار ازمة دستورية بالكويت ادت الى الاطاحة بالحكومة وتعيين اخرى بدلا منها على خلفية السماح بعرض كتب ممنوعة في معرض الكتاب العربي الذي استضافته الكويت في نوفمبر الماضي. وأكد الوزير الذي تفقد أمس دور الصحف الكويتية والتقى العاملين فيها أن العقاب الجماعي يعطي مؤشرا سيئا لا يمكن الاعتداد به. وقال ان هناك توجها لاسقاط جميع القضايا المرفوعة من قبل الوزارة ضد الصحف. مشيرا الى انه باشر تطبيق هذا التوجه من خلال اعداد ملف متكامل حول هذه القضايا وتسليمه شخصيا لوزير العدل. واضاف السميط ان الوزارة تدرس الآن الاعتبارات القانونية حول امكانية سحب هذه القضايا بعد وصولها للنيابة العامة وقاعات المحكمة, مؤكدا انه في حالة سماح الجانب القانوني بسحب هذه القضايا ستعمل الوزارة على سحبها بالسرعة الممكنة. واشار الى انه يؤمن بحق النقد للجميع وعدم الحجر على الافكار مشددا على ضرورة تبادل الآراء والمناقشة مع التمسك بالقضايا التي تهم المجتمع الكويتي. وكانت شائعات راجت خلال الايام الماضية حول احالة الصحف الى النيابة بعد ان تناولت قضية ضابط ضبط متلبسا ببيع كيلو جرام من الحشيش بزيه العسكري ثم اطلق سراحه ليعاد اعتقاله بعد يوم واحد نتيجة اثارة الموضوع اعلاميا. وادى خبر الافراج عن الضابط الى تفاعلات خطيرة وكانت القضية محور آخر جلسة لمجلس الامة التي فقد فيها النصاب, وطالب جميع النواب الذين كانوا في المجلس بوضع حد للفساد في الاجهزة الرسمية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمنع تكرار ما حصل. كما انتقد كتاب واعلاميون الافراج وطالبوا بتحديد المسؤوليات وتحولت القضية الى قضية رأي عام. وازاء الحملة الشديدة نيابيا واعلاميا وشعبيا انبرى عدد من النواب واحد الوزراء الى التوضيح بأنهم لم يتدخلوا في هذه القضية بأي شكل من الاشكال. وبعد الحملة مباشرة اعادت المباحث الجنائية القبض على الضابط وحولته الى النيابة العامة بتوجيهات مباشرة من وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح الذي أكد انه سيجعل من هذه القضية منطلقا وبداية لحملة عاتية على تجارة المخدرات. من جانب اخر أعلن السميط ان فترة الستة الاشهر المقبلة ستتضح من خلالها الملامح حول التغييرات الشاملة التي ستطال هياكل وزارة الاعلام مؤكدا ان الجميع اصيب بالملل من سيطرة البيروقراطية على اجهزة وزارة الاعلام, وقال ان الوزارة ستتبع منهجا فلسفيا يرتبط بحاجة الكويت ودعم قضايا المجتمع موضحا انه يعد برنامجا عاما للتطوير في الوزارة تم تحديده في احدى عشرة نقطة. وشدد على حرصه بتعديل القرارات في الوزارة وضرورة تسخير الجهاز الاداري في دعم عمل الجهاز الفني مؤكدا ان الناحية المهنية ستطغى على عمل جهازي الاذاعة والتلفزيون مع ايجاد التوازن وعدم ابراز تيار على آخر. الكويت ـ انور الياسين

Email