عداسي يؤكد انتزاع أقواله تحت التعذيب: قياديان فلسطينيان لـ (البيان) : حماس تسعى للتهدئة لوأد الفتنة والاعتقالات لا تخدم المصلحة الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محمود الزهار العضو القيادي بحركة حماس ان التصعيد الذي تنتهجه السلطة الفلسطينية ضد الحركة لا يخدم المصلحة الفلسطينية, مضيفاً ان الحركة تسعى بكل الوسائل لتطويق الخلافات التي نشأت مع السلطة. وأشار الزهار في تصريحات لمراسل (البيان) الى أن هذه التوجهات تأتي في ظل ادراك حماس لمساعي اسرائيل بذر الفتنة في الشارع الفلسطيني . وأكد قيادي فلسطيني ثان لـ (البيان) ان الأزمة الحالية بين حماس والسلطة تعبر عن حالة احتقان, وانها ستنتهي بمجرد كشف ملابسات حادث اغتيال محيي الدين الشريف خبير المتفجرات بحماس, محذراً من تصاعد الأزمة اذا ما نفذت حماس تهديدها بعمليات استشهادية. وعلى صعيد آخر أكد غسان عداسي الشاهد الرئيسي في قضية اغتيال الشريف انه عذب من أجل انتزاع أقوال غير صحيحة, جاء ذلك في الوقت الذي اعلنت فيه السلطة توقيفها جميع المشتبه فيهم في اغتيال الشريف. (طالع ص24) ورداً على تصعيد حملتها ضد اعضاء حماس أكد محمود الزهار القيادي البارز في الحركة ان هذا التصعيد لا يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني ولا السلطة الفلسطينية, واضاف الزهار في تصريحات لـ (البيان) انه على حماس والسلطة حل الازمات بينهما بطرق سلمية, مشيراً الى ان الحركة تسعى بكل الوسائل لتطويق الخلافات التي نشأت مع السلطة خشية استفحالها متهماً اسرائيل بمحاولة بذر الفتنة في الشارع الفلسطيني. وأشار الزهار الى انه عرض على عدد من المسؤولين الفلسطينيين لدى لقائه بهم البحث عن سبل تطويق الأزمة لتفويت الفرصة على اسرائيل, غير انه لم يلق استجابة منهم, وأضاف ان السلطة طلبت منه مساعدتها في الوصول الى الحقائق وعدم اثارة قضية الشريف في وسائل الاعلام. وقال الزهار في تصريحاته لمراسل (البيان) ان السلطة لا تبدي حسن النية في تعاملها مع حماس, مشيراً الى انه لدى قيام احد قياديي الحركة في الضفة بلقاء المعتقل عداسي اتهمته السلطة بتحريض عداسي على تغيير اقواله. وعن مدى الفائدة التي يجنيها الطرفان حال استماع احد قياديي حماس الى المتهمين قال الزهار: ان هذا الاسلوب غير مجد لان الجناح السياسي في الحركة لا يضم خبراء في قضايا التحقيق بملابسات اغتيال الشريف. مضيفاً ان الجناح العسكري هو الذي كان يعلم بتحركات الشريف, قبل استشهاده وان هذا الجناح لا يكشف تحركاته ولكنه في نفس الوقت هو المعني بالكشف عن الحقيقة لاستخلاص العبر وتجنب الوقوع في الاخطاء, واعتبر الزهار ان اعتقال ابراهيم المقادمة العضو القيادي بحماس من قبل السلطة ادى الى تقطيع الخيوط لمواصلة الحوار. وأضاف الزهار: ان حماس حملت اسرائيل مسؤولية كل ما يجري في المنطقة وتتهمها بالوقوف خلف مقتل الشريف, لأن اسرائيل طالبت مراراً باعتقال الشهيد قبل استشهاده, لانها تعتبره المطلوب رقم (2) بعد استشهاد المهندس يحيى عياش, وعبرت اسرائيل عن فرحتها بمقتل الشهيد عبر وسائل الاعلام الاسرائيلية, وقال قادتها ان كل فلسطيني يحاول محاربة اسرائيل فانه سيلقي نفس المصير (القتل), واسرائيل هي المتهمة بقتل الشهيد منذ البداية وحماس لم تتهم السلطة الفلسطينية. وعن التوتر الحاصل بين السلطة وحماس, وكيفية امتصاص هذا التوتر قال الزهار: على كافة الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية التدخل لامتصاص التوتر موضحاً أنه شخصياً اقترح على قادة حماس في الخارج ان يقوموا بالاتصال مع الشيخ احمد ياسين ليقوم بدوره بالاتصال مع الرئيس الفلسطيني لتطويق التوتر الحاصل بين حماس والسلطة الفلسطينية. واضاف الزهار: ان حماس في فلسطين تعمل على تخفيف الاحتقان ليصب في مصلحة الشعب الفلسطيني, مطالباً بتدخل اطراف فلسطينية وعربية لتطويق الأزمة الناشئة بين السلطة الفلسطينية وحماس. من جهة ثانية صرح الدكتور خليل الشقاقي مدير مركز البحوث الفلسطيني بأن الأزمة الحالية الناشبة ما بين حماس والسلطة الفلسطينية لن تترك آثاراً سلبية على الشارع الفلسطيني, واضاف في تصريحات لـ (البيان) ان اغتيال الشريف ادى الى نوع من الاحتقان في العلاقة الحالية بين الطرفين, غير انه بعد التوصل الى ملابسات الاغتيال سيكون الجانبان معنيان بعدم مواصلة سوء الفهم, مشيراً الى ان من مصلحتهما تجنب الصراع والصدام. وقال الشقاقي انه اذا قامت حماس بتنفيذ عمليات استشهادية ضد اسرائيل وتسببت في تراجع العملية السلمية فإن ذلك سيؤدي الى حالة تأزم شديدة ما بين حماس والسلطة مما سيدفع هذه الاخيرة الى شن حملة اعتقالات ضد اعضاء حماس. واضاف الشقاقي ان اسرائيل معنية بحدوث صدام ما بين حماس والسلطة ينتج عنه قيام السلطة الفلسطينية بتدمير البنية التحتية لحركة حماس. واشار الشقاقي الى ضعف موقف السلطة بشأن اتهامها لحماس بتدبير حادث اغتيال الشريف, قائلاً ان السلطة حملت في البداية اسرائيل مسؤولية الاغتيال, ثم الصقت التهمة بحماس دون ان يكون لديها الدليل القاطع على ذلك. وفي رسالة مذيلة بتوقيع غسان عداسي المعتقل لدى السلطة الفلسطينية لاشتباهه بانه احد المتهمين الرئيسيين بقتل الشريف قال أنه عذب للادلاء بأقوال غير صحيحة في قضية مقتل الشريف. وقال عداسي في رسالة هربت من السجن ان ما اعلنته السلطة الفلسطينية حول مشاهدته عضو الجناح العسكري لحركة حماس عماد عوض الله يطلق النار على الشريف (ليس له اساس من الصحة) . واضاف الشاهد الرئيسي في قضية مقتل الشريف (اني لا اعلم عن استشهاد محيي الدين الشريف اي شيء, ولم اشارك ولم اكن شاهدا على قتله كما يدعي المحققون, فلقد ادليت بهذه الرواية بعد ما تعرضت له من تعذيب وتهديد لم ار مثلهما في حياتي) . واوضح (لقد هددوني بأن يتهموني بالعمالة وانني شاركت في اغتيال محيي الدين الشريف لحساب اليهود وقد ضربوني ضربا شديداً ومنعوني من النوم لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة وعلقوني من يدي في سقف الزنزانة) . وكانت قوات الامن الفلسطينية قد اعتقلت امس الاول عماد عوض الله الذي تتهمه السلطة باطلاق النار على الشريف الذي عثر على جثته في موقع انفجار سيارة برام الله في 29 مارس الماضي. رام الله ـ عبدالرحيم الريماوي

Email