واشنطن تعتبره صراع سلطة: خامنئي يستدعي خاتمي ورفسنجاني ويازدي لتسوية قضية عمدة طهران المعتقل

ت + ت - الحجم الطبيعي

استدعى مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي الرئيس محمد خاتمي ومنافسه المتشدد رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يازدي بحضور الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني لتسوية قضية عمدة طهران المعتقل غلام حسين كارباتشي . ودعا خامنئي كلا من خاتمي ويازدي الى تنسيق جهودهما لمعالجة القضية التي فجرت مجددا خلافا بين معسكر خاتمي المعتدل الاصلاحي والمعسكر المتشدد. وشنت الصحف الرسمية هجوما حادا على الجهاز القضائي والمتشددين وتوعدتهم بفشل جهودهم ضد خاتمي. وأعلن 687 رئيس بلدية مدينة وقرية ايرانية امس تأييدهم لعمدة طهران وتعهدوا ببذل الجهود لعدم ترك الشرفاء يقعون ضحية نزاعات حزبية وتجاوزت الأزمة حول عمدة طهران حدود ايران لتلقي بظلالها على أوساط الادارة الامريكية. واعتبر مسوؤلون امريكيون القضية دلالة على صراع سلطة يجري في طهران بيد الاصلاحيين والمتشددين. واعتبرت ادارة كلينتون اعتقال عمدة طهران اكبر تحد واجه خاتمي. فقد استدعى مرشد الجمهورية آية الله خامنئي الليلة قبل الماضية الرئيس محمد خاتمي ورئيس مجلس الشورى علي اكبر ناطق نوري ورئيس السلطة القضائية آية الله محمد يازدي. وشارك في الاجتماع الاستثنائي لكبار رجال النظام الايراني, رئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق علي اكبر هاشمي ــ رفسنجاني. ودعا خامنئي خاتمي ويازدي الى (تنسيق جهودهما في قضية (كارباتشي) في اطار احترام القانون) . كما طلب ايداعه (على الفور) تقريرا حول المسألة. واعلنت وكالة الانباء الايرانية امس ان نحو 687 رئيس بلدية مدينة وقرية ايرانية اعربوا عن مساندتهم لكارباتشي. واتهم بهزاد نبوي وهو شخصية يسارية ووزير سابق للصناعات الثقيلة المحافظين بالسعي الى تنفيذ (شبه انقلاب) وبــ (التسبب بجو ازمة) . وقال (ان اعتقال رئيس البلدية يشكل جزءا من استراتيجية هجومية عامة ضد الحكومة. علينا ان نبقى متأهبين والا نقع في الفخ) . في المقابل, يقول المحافظون والسلطة القضائية ان الانتماء السياسي لكارباتشي يجب الا يحول دون ملاحقته قضائيا. وكانت صحيفة ايران الحكومية قد ذكرت في أعنف افتتاحية ينشرها جهاز اعلامي له علاقة بالسلطة ضد المعارضة المحافظة التي تضم بين صفوفها مسؤولين كبارا ان (الجهود التي يبذلها التيار الذي خسر انتخابات الرئاسة في مايو الماضي ضد الرئيس خاتمي سوف تبوء جميعها بالفشل) . وقالت الصحيفة التي تعود ملكيتها الى وكالة الانباء الايرانية الرسمية (لن يعود المحافظون الى السلطة) . وذكرت الصحف الايرانية ان وزير الاستخبارات الايراني غربنالي دري نجف ابادي وجه تحذيراً الى مؤيدي آية الله علي حسين منتظري, الخليفة المعين السابق للامام آية الله الخميني. وقال الوزير الايراني ان مجلس الامن القومي, اعلى هيئة للأمن والدفاع, (سمح للقضاء بالعمل ضد الذين يحاولون اثارة مشاكل واستفزاز الرأي العام بطرح اسم منتظري) . واضاف في اجتماع عام في مدينة قم (جنوب طهران) انه (لا يمكن لأي نظام السماح بموقف مماثل من جانب اي كان) . من جهة أخرى, قالت صحيفة (جامع) القريبة من المعتدلين انه حكم على نائب سابق عن نجف اباد يؤيد منتظري بالسجن ثلاثين شهراً الثلاثاء الماضي. وقالت الصحيفة ان غلام حسين نادي وهو رجل دين انتخب مرتين نائبا عن المدينة في السابق اوقف في نوفمبر الماضي تم افرج عنه بكفالة, ولم تشر الصحيفة الى التهم الموجهة اليه. ووسط مخاوف أمريكية حول ما يجري في طهران نقلت صحيفة (لوس انجلوس تايمز) عن مسؤول بارز في إدارة الرئيس كلينتون قوله ان (اعتقال رئيس البلدية (كارباتشي) يعتبر أكبر تحد يواجهه (الرئيس) خاتمي) , وان (دعوته.. لاجراء حوار مع الغرب أصبحت الآن في خطر) . ويتخوف المسؤولون الأمريكيون من أن يؤدي تفاقم الصراع على السلطة في طهران بين الرئيس خاتمي والتيارات المتشددة الى تراجع المبادرات الوفاقية التي طرحها الرئيس الايراني تجاه الشعب الامريكي في يناير الماضي عندما دعا الى الشروع في عملية تبادل ثقافية بين الشعبين (لكسر جدار عدم الثقة) , على حد وصفه. هذا وقد ركزت بعض وسائل الإعلام الأمريكية في الأيام الماضية على تلك المخاوف, فقد ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الصادرة امس في افتتاحيتها ان اعتقال رئيس بلدية طهران هو الطريقة التي ينتهجها المتشددون في ايران (للهجوم على خاتمي وجهوده الرامية الى تخفيف القمع الداخلي وتحسين العلاقات مع أمريكا) , مضيفة ان هذه الحملة (تعكس الصراع الواسع بين الجهات التي ملت حكم المتشددين الإسلاميين وبين القيادة الدينية التي لا تبدي استعداداً للتخلي عن السلطة) . ومضت النيويورك تايمز في افتتاحيتها الى القول ان الجهات المعارضة للرئيس خاتمي في إيران (تكن الكره لأمريكا وتشعر بالتهديد إزاء سياسات خاتمي وشعبيته) . واشنطن ــ مهند عطا الله ــ وكالات الأنباء

Email