قرنق يقبل هدنة عسكرية ويبحث مستقبل السودان مع أمريكيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن جون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان موافقته على (اقتراح) لحكومة الخرطوم بوقف اطلاق النار في الجنوب السوداني . وذكرت وكالة الانباء السودانية ان قرنق اعرب عن تأييده لوقف اطلاق النار لاسباب انسانية على حد قوله. ومن جهة اخرى ذكر مصدر مطلع في اديس ابابا ان جون قرنق وممثلين عن المعارضة السودانية التقوا صباح امس وفدا امريكيا في مقر سفارة الولايات المتحدة في اسمرة لبحث توحيد حركة المعارضة ومستقبل السودان بعد رحيل حكومة البشير. واعرب قرنق عن خشيته من استخدام حكومة البشير للهدنة لاعادة تنظيم صفوف قواتها في الجنوب. وعلى صعيد اخر اعلن الجيش الشعبي لتحرير السودان انه تمكن من صد هجومين شرسين للقوات الحكومية بالقرب من مدينة جوبا يوم السبت الماضي مما اسفر عن مقتل خمسة ضباط من القوات الحكومية وخسائر مادية اخرى. وقد اعلن قرنق موافقته على الهدنة في لقاء في لوكيشوكيو (شمال كينيا) مع ممثلين من السلطة الحكومية للتنمية (ايجاد) مؤكدا ان مسألة وقف اطلاق النار ستكون في صلب المفاوضات المقبلة المتوقعة في ابريل الجاري في نيروبي بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والحكومة السودانية باشراف ايجاد التي تضم كينيا والسودان واريتريا واثيوبيا وجيبوتي واوغندا. غير ان مكتب الجيش الشعبي لتحرير السودان في نيروبي سارع الى اعتبار ان هذا التصريح لا يشكل موافقة على اقتراح الخرطوم بوقف اطلاق النار. وكان نائب وزير الخارجية الايطالي رينو سيري قال (الجمعة) في الخرطوم ان الحكومة السودانية وافقت على اقتراح وقف اطلاق النار. وبحسب المنظمات الانسانية, فان 350 الف شخص مهددون بالمجاعة في منطقة بحر الغزال في جنوب غرب السودان. وفي أسمرة التقى قرنق مع وفد دبلوماسي امريكي بمقر السفارة الامريكية. وضم الوفد الامريكي حوالى عشرين شخصا من بينهم المتخصص في شؤون شرق افريقيا في وزارة الخارجية الامريكية ادير ادون وموظف كبير في وزارة الدفاع. وحضر الاجتماع الى جانب جون قرنق زعيم (الجيش الشعبي لتحرير السودان) , كبرى منظمات المتمردين الجنوبيين في السودان, الجنرال عبد العزيز ممثل قوى التحالف السوداني ومبارك الفاضل المهدي ممثلا عن حزب الامة اكبر تنظيمات المعارضة الشمالية. وهذه التنظيمات اعضاء في التحالف الوطني الديموقراطي حيث مقره في اسمره. وقد تطرق الوفد الامريكي مع المعارضين السودانيين الى مسألة وحدة احزاب المعارضة ومستقبل البلاد في حال رحيل الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن السلطة. ويفترض ان يتوجه الوفد الامريكي من اسمره الى مصر وان يقدم في نهاية الاسبوع الجاري نتائج مشاوراته الى الرئيس الامريكي بيل كلينتون حسبما ذكر المصدر نفسه. يذكر ان السودان يشهد منذ 1983 حربا اهلية بين الشمال العربي المسلم والجنوب حيث غالبية السكان من المسيحيين والارواحيين, ادت حتى الان الى سقوط اكثر من مليون قتيل وتهجير الملايين. من جهة اخرى اعلن الجيش الشعبي لتحرير السودان في بيان صحفي امس ان قواته تمكنت يوم السبت الماضي من صد هجومين كبيرين للقوات الحكومية على حامية تندلو التي يسيطر عليها الجيش وتعتبر نقطة استراتيجية على الطرق المتجهة الى مدينة جوبا. وذكر البيان ان القوات الحكومية تكبدت خسائر فادحة في الارواح والمعدات بعد المعارك الضارية التي اندلعت واسفرت عن صد الهجوم ويجري مطاردة فلول القوات الحكومية في الغابات والاحراش. وافادت البيانات الاولية من ارض المعركة ان خمسة ضباط بينهم مقدم ورائد قد لقوا حتفهم بين صفوف القوات الحكومية. وذكر بيان الجيش الشعبي لتحرير السودان ان هذه المعركة تعد ضربة قاصمة لمخطط قادة الجبهة الاسلامية في استعادة المبادرة العسكرية حول مدينة جوبا. وفي نفس السياق اعلن الفريق عبدالرحمن سر الختم المتحدث باسم الجيش السوداني ان عسكريين اثنين من المعارضة ومدنيين اثنين لقوا حتفهم خلال هجوم اخر شنته المعارضة السودانية شرق البلاد يوم الجمعة الماضي. ونفى سر الختم في تصريح نقلته صحيفة (أخبار اليوم) امس تأكيد التجمع الوطني الديموقراطي المعارض ان قواته قتلت عشرين من العسكريين الحكوميين في هجوم على معسكر خاطر شمال مدينة القلابات على الحدود مع اريتريا. وقال سر الختم انه لا يوجد معسكر للقوات الحكومية في تلك المنطقة, وان المتمردين هاجموا بالاسلحة الرشاشة ومدافع الهاون قرى خاطر الآمنة فجر الجمعة الماضية حيث قتلوا مدنيين بينهما امرأة, في حين قتل اثنان من المهاجمين, دون مزيد من التفاصيل. وكان التجمع الوطني الديموقراطي الذي يضم المتمردين الجنوبيين واحزاب المعارضة الشمالية اكد تدمير المعسكر والاستيلاء على 12 بندقية رشاشة ومدفعي (ار بي جي) وشاحنة.

Email