السلطة تتهم أحد قادة القسام بقتل الشريف:حماس ترفض تبرئة اسرائيل و نتانياهو يرحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتهمت اجهزة الأمن بالسلطة الفلسطينية احد قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس باغتيال محيي الدين الشريف في صراع داخلي على النفوذ وبرأت اسرائيل من مسؤولية قتل الشريف . ورحب بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي باعتقال السلطة لخمسة من عناصر حماس لاتهامهم بقتل الشريف واعتبره تطورا ايجابيا ودليلا على قدرة السلطة لمكافحة ما اعتبره ارهابا. واعتبرت حماس رواية السلطة اكاذيب مشبوهة هدفها تبرئة العدو الصهيوني ومنع اي محاولة للانتقام. ورفض عبد العزيز الرنتيسي الناطق بلسان حماس في ختام لقاء مع مسؤولين بالسلطة نتائج التحقيق الذي أجرته اجهزة امن السلطة معلنا ان حماس تجري تحقيقا فيما رفضت كتائب القسام رواية السلطة واعتبرتها محاولة للاساءة لشهدائها وللمقاومة الباسلة ومحاولة مكشوفة لتبرير مطاردة رموز المقاومة واعتقالهم. من جهة اخرى اعلن مسؤول في اجهزة الامن الفلسطينية ان الشرطة القت القبض على خمسة فلسطينيين بتهمة اغتيال محيي الدين الشريف احد المسؤولين العسكريين في حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وكان الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم اعلن في وقت سابق امس ان الاجهزة الامنية الفلسطينية اعتقلت قتلة الشريف وستعلن قريبا كافة المعلومات المتعلقة بهذه الجريمة. وافادت مصادر امنية فلسطينية ان عادل عوض الله, احد قادة كتائب عز الدين القسام, الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الضفة الغربية, يقف وراء مقتل محيي الدين الشريف. وقالت هذه المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ان (صراعا حادا على النفوذ اندلع بين الشريف وعوض الله وان هذا الاخير قام باطلاق النار) . واشارت المصادر الى ان احد اعضاء حماس الذين اعتقلوا في اطار تحقيقات الاجهزة الامنية الفلسطينية بمقتل الشريف كان شاهدا على عملية القتل وقدم اعترافات كاملة. وحسب هذه المصادر فان العضو في حركة حماس غسان عداسي الذي تم اعتقاله عقب اكتشاف جثة الشريف شاهد على عملية القتل. واضافت المصادر الامنية ان (عداسي الذي صدم لما شاهده من مقتل احد القيادات التي كان يعتبرها مثالا اعلى له على يد احد زملائه اصيب بأزمة ضمير وقرر الكشف عن القضية) . وبينت التحقيقات الامنية الفلسطينية ان عداسي كان مرشحا في لائحة طلابية لحركة حماس في انتخابات جامعة بير زيت. واضاف ان عضوا بارزا آخر في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس قتل الشريف بالرصاص ولا يزال هاربا. وقام عضو آخر في الكتائب بزرع المتفجرات التي نسفت السيارة ليبدو الامر وكأنه حادث عارض. وقال المسؤول لرويتر ان كل المعتقلين رهن الاحتجاز حاليا لدى الامن الوقائي الفلسطيني. وتابع ان عضو كتائب عز الدين القسام الذي تحتجزه الشرطة الفلسطينية اعترف بزرع المتفجرات التي نسفت السيارة والشريف بعد اطلاق الرصاص عليه. وصرح بان تحقيقات السلطة الفلسطينية في مقتل خبير المفرقعات كشفت عن وجود كميات كبيرة من المتفجرات والاسلحة في الضفة الغربية. وذكر ان الطيب عبد الرحيم مساعد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الرفيع رأس اللجنة التي حققت في مقتل الشريف. واعلن عبد العزيز الرنتيسي الناطق باسم حركة حماس في ختام لقاء مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية عقد في غزة ان (الرواية التي قدمتها السلطة الفلسطينية حول اغتيال الشريف غير مقبولة) . وكان وفد من السلطة الفلسطينية برئاسة الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية وعدد من المسؤولين الامنيين التقى الرنتيسي ومسؤولا اخر في حركة حماس هو اسماعيل ابوشنب. وصرح الرنتيسي في ختام اللقاء (ان حركة حماس تعتبر الرواية التي سمعتها من السلطة الفلسطينية غير مقبولة) , مشيرا الى ان (الحركة تجري عبر اجهزتها المختصة تحقيقا بالموضوع) . من جهته قال الطيب عبد الرحيم للصحافيين انه (تم ابلاغ قيادة حماس خلال اللقاء رسالة واضحة وقوية حول نتائج التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية بخصوص مقتل الشريف وابدينا استعدادنا الكامل لوضع الحقائق امامهم للتأكد من هذه النتائج) . واضاف ( لقد وعدوا بنقل الرسالة الى قيادتهم والرد علينا بشكل رسمي في وقت قريب) . واشار عبد الرحيم الى انه اوضح لقياديي حماس ان (الوضع لا يحتمل المكابرة وانما يستدعي من الحركة تدارك الموقف حتى لا يكون هناك تداعيات اكبر) . واكد عبد الرحيم ان السلطة الفلسطينية ابلغت ممثلي حماس انها (تريد ردا رسميا وانها ليست على استعداد للرد على بيانات ترد عبر وسائل الاعلام) مشيرا في ذلك الى البيان الذي ارسلته حماس الى وكالات الانباء ووصفت فيه (رواية) السلطة الفلسطينية بأنها (اكاذيب مشبوهة) . واشار الى ان السلطة الفلسطينية ستكشف في الوقت المناسب (كافة المعلومات المتوافرة لديها) . وقد رفض الدكتور محمود الزهار أحد المتحدثين باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة اعلان مسؤولين في سلطة الحكم الذاتي ان مرافقين محتملين للشهيد محيي الدين الشريف أقدموا على تصفيته على خلفية نزاعات داخلية. وأضاف الدكتور الزهار (ليس هناك اي مسوغات شرعية ولا حتى تجارب سابقة تبيح اغتيالات على هذا النمط) , مؤكدا أن ما أقدمت عليه السلطة (هو محاولة لترضية أطراف غير فلسطينية) . وقال المسؤول في حركة (حماس) هذه المزاعم لا تخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ولا تمت للحقيقة بصلة, مشيرا الى أن الحركة (تنتظر الحقيقة عندما تستكمل كتائب القسام تحقيقاتها وتعلن عن نتائجها, فهي الجهة المسؤولة والمعنية بهذا الأمر, وهي صاحبة خبرة واسعة في هذا الميدان) . وحول دوافع السلطة في بث مثل هذه المزاعم قال الدكتور الزهار (ما ردده المصدر المسؤول في السلطة وردده كذلك نتايناهو (رئيس وزراء العدو) يهدف الى تملص اسرائيل من الجريمة ولتخفيف الضغوط عليها) . وشدد الزهار على أن (الشعب الفلسطيني لا يقبل هذه الافتراءات, والشعب ومعه كل الأمة العربية والاسلامية يعرفون الحقيقة جيدا ويثقون بحركة (حماس) وكتائبها المغوارة. واستنكر الدكتور الزهار إبلاغ عائلة الشهيد بهذه المزاعم وقال (كنا نتمنى الا يحدث ذلك, فالقضية ليست عند عائلة الشهيد فقط, بل عند الجهاز العسكري لحركة (حماس) التي تمارس دورا كبيرا على الساحة الفلسطينية, مشيرا الى ان (ابلاغ العائلة يزيد من همومها بصورة غير منطقية) , غير أنه اضاف ان عائلة الشهيد (تثق في تحقيقات كتائب القسام بصورة مطلقة ولا تلتفت الى تلك الادعاءات) . وأكد الدكتور الزهار وجود جملة تساؤلات بحاجة الى (اجابات علمية فإذا كانت الكتائب قتلت الشهيد فلماذا تعمد الى تفجير السيارة, ولماذا تعتقل السلطة الاشخاص الخمسة فور اغتيال الشهيد, ولماذا استندت السلطة في روايتها للحادث الى نتائج تحقيقات تقول إنها ظهرت بعد خمسة أيام من الكشف عن هوية الشهيد) . وابلغ نتانياهو الصحفيين ان التحقيق اظهر ان نفي اسرائيل انها لم يكن لها دور في قتل الشريف (صحيح تماما) وانه (متى رغبت السلطة الفلسطينية في مكافحة الارهاب فانها تستطيع ذلك) . واضاف ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اطلع اسحق مولخو احد مساعدي رئيس الوزراء الاسرائيلي على نتائج التحقيق في وقت سابق امس. واضاف (يظهر من النتائج ان هذا كان صراعا داخليا في حماس وان السلطة الفلسطينية تحتجز المشتبه بهم. واعتقد ان هذا تطور ايجابي) . وقال وزير التخطيط الفلسطيني والمفاوض الكبير نبيل شعث للصحفيين في رام الله بالضفة الغربية امس ان التحقيق الفلسطيني اظهر بشكل (حاسم) ان قاتلي الشريف جميعهم من حماس غير انه ليس واضحا ان كانت دوافع القتل سياسية ام شخصية. واضاف ان التحقيقات كشفت عن شخصية القاتل وسلاح الجريمة وبعض شركائه الرئيسيين. غزة ـ البيان

Email