حماس توعدته:(حضّـر كفنك واحفر قبرك): نتانياهو يتهم سلطة عرفات, واولبرايت تطالبه باحكام السيطرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثفت الولايات المتحدة الامريكية والحكومة الاسرائيلية ضغوطهما على السلطة الفلسطينية لتطويق حركة حماس ومنع اندلاع اعمال عنف تستهدف اسرائيل انتقاما لاغتيال محيي الدين الشريف احد قادة الجناح العسكري لحماس, وطالبت مادلين اولبرايت عرفات بالسيطرة على الوضع والتزام الهدوء . واتهم بنيامين نتانياهو سلطة ياسر عرفات باشاعة انباء خاطئة عن تورط اسرائيل في اغتيال الشريف واوفد رئيس جهاز الشين بيت الى غزة للقائه. ووسط اجراءات مشددة وحالة استنفار أمني نشرت اسرائيل خلالها دوريات حدودية في القدس ومدن الضفة. وكثفت من نقاط التفتيش والحراسة ونظم آلاف الفلسطينيين مسيرات في رام الله وغزة والقدس والخليل وبيت لحم ونابلس ترددت خلالها هتافات (الانتقام يا قسام) و(نتانياهو حضر نعشك واحفر قبرك) . وهددت كتائب عزالدين القسام لاول مرة بتوسيع دائرة المواجهة مع اسرائيل وتوعدت بشن هجمات على المصالح الصهيونية في كل انحاء العالم. واصيب ثلاثة اسرائيليين بجروح اثر تعرضهم لرشق بالحجارة بينهم مستوطن برام الله. وافادت مصادر دبلوماسية امريكية ان اتصالات فلسطينية ـ امريكية مكثفة جرت بعد الاعلان عن مقتل احد القادة العسكريين لحركة حماس محيي الدين الشريف بهدف تجنب تصاعد العنف. وقالت هذه المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لوكالة (فرانس برس) لقد جرت اتصالات امريكية مع السلطة الفلسطينية مؤخرا وبعد انفجار رام الله وذلك للتأكد من انه لن يكون هناك تصاعد للعنف. واضافت المصادر بالدرجة الاولى نعتبر ان من مسؤولية الفلسطينيين التأكد من ان حماس لن توجه ضربات وانه على السلطة الفلسطينية ان تفعل كل ما بوسعها لتحقيق ذلك. وذكرت المصادر ايضا انه على الحكومة الاسرائيلية ان تمارس ضبط النفس وكذلك الامر بالنسبة للجيش الاسرائيلي مشيرة الى حادثة ترقوميا كمثال على الاحداث التي يمكن ان تؤدي الى توتر الاوضاع. وقالت المصادر ان مادلين اولبرايت تحادثت هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاربعاء الماضي حول اهمية السيطرة على الوضع. وضاعفت اسرائيل ضغوطها على السلطة الوطنية الفلسطينية وأنذرتها بمنع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من ارتكاب اعتداءات انتقاما لمقتل أحد قادتها العسكريين. واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي مجددا السلطة الوطنية الفلسطينية التي يرأسها ياسر عرفات باشاعة أنباء خاطئة عن تورط اسرائيل في هذه العملية ودعاها الى محاربة الارهاب. وقال نتانياهو في لقاء عام مع السفراء المعتمدين في اسرائيل ان مسؤولين فلسطينيين كبارا أدلوا بتصريحات غير مسؤولة عن هذا الموضوع قد تتسبب بهجمات ارهابية ضد اسرائيل. وكان نتانياهو اتهم أمس الاول السلطة الوطنية الفلسطينية بالتحريض على العنف وحملها مسبقا المسؤولية عن عمليات قد ترتكبها حركة حماس انتقاما لمقتل أحد أبرز مهندسيها. ورفض الاتهامات التي قالت ان أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية اغتالت المسؤول العسكري في حركة حماس محيي الدين الشريف وغطت مقتله بانفجار عرضي. وتابع اذا وقع اعتداء ارهابي بعد هذا التحريض فان اسرائيل ستحمل السلطة الوطنية الفلسطينية المسؤولية وتستخلص النتائج الناجمة عن ذلك. ولمح نتانياهو بذلك الى أن اسرائيل قد تجد هنا ذريعة جديدة لارجاء انسحابها العسكري من الضفة الغربية والذي تأخر أشهرا. وأعلن ديفيد بار ايلان الناطق باسم نتانياهو لوكالة (فرانس برس) ان رئيس الوزراء لم يوجه تهديدات مباشرة لكن من الاكيد انه لا يمكن ان تكون هناك عملية سلام ولا اعادة انتشار اذا واصلت السلطة الوطنية عدم محاربة الارهاب. وقال مصدر فلسطيني رسمي ان وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت اتصلت هاتفيا بالرئيس عرفات لتطلب اليه التزام الهدوء. وأرسل رئيس الوزراء الاسرائيلي الليلة قبل الماضية رئيس جهاز الامن الداخلي (شين بيت) الاميرال عامي ايالون الى غزة للقاء عرفات. وحاول ايالون اقناع عرفات بأن اسرائيل غير ضالعة في مقتل محيي الدين الشريف, وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان ايالون تلقى في هذه المناسبة تقريرا عن التحقيق الفلسطيني. واكد مسؤول فلسطيني ان السلطة الفلسطينية طلبت من حماس الاحجام عن اي اجراءات انتقامية لكي لا تعرض جهود السلام مع اسرائيل للخطر. وقال بيان كتائب عز الدين القسام ان لا دخل لهم بتعهدات السلطة الفلسطينية ووعودها الامنية وانهم لا يتلقون الاوامر من احد. وسار آلاف من أنصار حركة المقاومة الاسلامية امس عقب صلاة الجمعة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة داعين الى تنفيذ عمليات ضد اسرائيل انتقاما لمقتل احد المسؤولين العسكريين في الحركة. وقال محمود الزهار احد كبار مسؤولي حماس لنحو ثلاثة الاف متظاهر في غزة (المهندس رقم 2 قد سلم الراية الى المهندس رقم 3) . وسار أكثر من اربعة الاف فلسطيني في نابلس (شمال) بعد صلاة الجمعة رافعين اعلاما خضراء. ودعا المتظاهرون كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس الى تنفيذ عمليات ضد اسرائيل. وهتف المتظاهرون نتانياهو (رئيس الوزراء الاسرائيلي) حضر نعشك واحفر قبرك. وقال الشيخ حامد البيتاوي امام المتظاهرين اننا نحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل الشريف. ان تعاليم الدين الاسلامي تدعو الشعب الفلسطيني الى الجهاد وضرب العدو. نطلب من الحركة الاسلامية الانتقام لشهدائها. وقال احد مسؤولي حماس اننا نعتبر السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولة ايضا عن عملية القتل لانها وقعت في قطاع تحت اشرافها. وجرت تظاهرة مماثلة في الخليل (جنوب الضفة الغربية) حيث رفع آلاف من الاشخاص صورا لمحيي الدين الشريف وهتفوا انتقام انتقام يا قسام. وجرت تظاهرة مماثلة ضمت نحو ثلاثة آلاف شخص في وسط غزة. وفي بيت لحم في الضفة الغربية القى عشرات من الشبان الفلسطينيين الحجارة على جنود اسرائيليين ورد هؤلاء باطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع. ولم تؤد هذه المواجهات الى ضحايا. وفي مدينة الخليل المقسمة هتف المتظاهرون (قسام يا حبيب. اضرب تل ابيب) في اشارة الى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس. وقال مسؤولون بخدمات الاسعاف ان اسرائيليا نقل الى المستشفى في حالة خطيرة بعد ان اصاب رأسه حجر القي على سيارته قرب رام الله في الضفة الغربية. وفي نابلس احرق المتظاهرون اعلاما اسرائيلية. وفي الخليل قال شقيق الشريف للمحتشدين ان محيي الدين كان يريد دائما ان يموت شهيدا. وافاد شهود عيان في الخليل ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا الرصاص المغطي بالمطاط على فلسطينيين القوا عليهم الحجارة. ولم ترد تقارير عن اصابات. وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان ان (قيادة كتائب عز الدين القسام قد قررت تنفيذ خطة انتقامية شاملة متعددة الاشكال والمجالات والجبهات ولن نكتفي هذه المرة بضرب العمق الصهيوني في القدس وتل ابيب فحسب بل ستمتد نيران انتقامنا الى ما لا يتوقعه الصهاينة وما لا يتصوره الاخرون) . وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان اسرائيليا اصيب بجروح بليغة اثر تعرض سيارته للرجم بالحجارة قرب قرية بيرنبالا في قضاء رام الله. واصيب اسرائيلي اخر بجروح بالغة بحجارة رشقها فلسطينيون عليه اثناء مروره بسيارته قرب مسجد قي بيت لحم. وفقد وعيه ونقل الى قسم العناية الفائقة في مستشفى هداسا في القدس حيث وصفت حالته بانها خطيرة. واصيبت اسرائيلية ثالثة بجروح طفيفة عندما القى فلسطينيون زجاجة حارقة على سيارتها قرب مستوطنة عمانوئيل جنوب نابلس. وهددت كتائب عز الدين القسام امس في بيان لها بمهاجمة اليهود في كل أنحاء العالم ثأرا لمقتل الشريف. وقال البيان ان دائرة الحرب ومجالات المواجهة سوف تصبح أكثر اتساعا وأشد قوة وعنفا وشراسة, ما يحتم علينا عدم الاقتصار على ساحة الوطن وتنفيذ الضربات الموجعة بعناية فائقة الى المصالح اليهودية التي تنتشر كالهشيم في شتى أنحاء العالم. ـ الوكالات

Email