جفاء فسلام فسؤال داخل السيارة: قصة (المصافحة المصالحة) بين موسى وابن جبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن مرحلة الجفاء بين وزيري خاجية قطر ومصر سهلة التجاوز, فمنذ المؤتمر الصحفي الشهير في اعقاب مؤتمر الدوحة الاقتصادي والذي خصصه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لانتقاد مصر, لم يحصل بين الرجلين لقاء . وحتى اثناء قمة المصالحة الاولى في الرياض كان الخبر الابرز هو ان الرجلين لم يتصافحا. ثم جاءت قمة طهران الاسلامية واجتماعات عربية كثيرة كان آخرها اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة بدون ان يحصل المصورون على لقطة تصور الوزيرين معا. وقبل سفر امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى الامارات ثم الى القاهرة بليلة كان وزير الخارجية القطري يجيب على اسئلة المشاهدين في قناة الجزيرة. وعندما سئل كيف سيكون لقاؤه الاول مع عمرو موسى بعد هذا الجفاء؟ اجاب بأنه موظف في وفد اميري تمت دعوته بصفته تلك الى زيارة القاهرة ولم يزد اكثر من ذلك مما زاد في عامل الاثارة. لذلك تركزت العيون, على لقطة المصافحة الاولى بين الوزيرين ولم تكن اكثر من بروتوكولية روتينية لم يبذل خلالها الوزيران جهدا لاشباع فضول المراقبين. ومن المطار الى القصر الرئاسي جمعتهما سيارة واحدة. وقالت مصادر علمية لــ (البيان) ان الرجلين التزما في البداية بأقصى ما يمكن حيازته من تطرف على مقعد السيارة الخلفي, ثم طلعت من احدهما (إزيك) ومنها تبادلا السؤال عن اخبار الأسرة, ولم يزد الامر شيئا عن ذلك. لكن الحديث البسيط في السيارة شكل بداية لكسرالحاجز النفسي, وذكرت المصادر ان جلسة المباحثات التي انضم خلالها الوزيران الى الرئيس والامير انهت التحفظ ولم يأت موعد حفل العشاء الا وقد ظهرت الابتسامة على وجهيهما كاملة وظلا يتبادلان الحديث طوال الحفل. وعلى الناحية الاخرى كانت الانظار تتجه الى (مباراة) ثانية بين السفير المصري في الدوحة, محمد المنيسي ورئيس تحرير صحيفة الوطن القطرية احمد علي, وهو احد رموز الحملة الاعلامية ايام احتدام الازمة بين البلدين مما ادى الى التحفظ على منحه تأشيره دخول الى القاهرة في البداية قبل ان يتم حل الاشكال لاحقا وقد كان اللقاء بين الطرفين مثيرا ايضا رغم انه لم يتعد المصافحة. وعندما كان احمد علي يصافح الرئيس المصري بعد العشاء لم يترك امير قطر الفرصة تمر دون ان يقدمه مداعبا: هذا عادل حمودة بتاع قطر, فضحك مبارك متسائلا: واين عادل حمودة بتاعنا, يفترض ان يلحق به؟!. وعلى شاكلة هذه اللقطات الودية يمكن القول بأن زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى القاهرة قد طوت الخلاف نهائيا بين البلدين وقد حرص امير قطر على اصطحاب مستشاره القانوني (عادل الشربيني) وهو مصري في الوفد الرسمي القطري, وقدمه للرئيس مبارك بأنه (أحد الكفاءات المصرية التي نستعين بها في قطر وذلك في اشارة فهمها الحاضرون بأنها نسخ لكل ما سبق من سوء تفاهم. الدوحة ــ فيصل البعطوط

Email