بغداد تنفي الاتهامات (السخيفة) لتضليل الراي العام: بريطانيا تتهم العراق بالتحضير لشن هجوم جرثومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتعلت الحكومة البريطانية امس ازمة جديدة مع العراق و اتهمت بغداد بمحاولة شن هجوم ببكتريا الجمرة الخبيثة ضمن خطة تستهدف واشنطن ودولا اطلسية عبر تهريبها زجاجات على انها سلع معفاة من الضرائب . وذكرت المصادر ان تهديد الرئيس العراقي صدام حسين اكتشفته مصادر استخبارات في بغداد. وحسبما قالت صحيفة صن فان صدام خطط لاستهداف (دول معادية) بينها الولايات المتحدة واعضاء حلف شمال الاطلسي انتقاما من اي ضربات عسكرية. وجاء في التحذير الذي اصدرته وزارة الداخلية البريطانية (العراق قد يشن هجوما كيماويا وبيولوجيا مستخدما مواد تبدو في صورة سوائل غير ضارة. لذلك نهيب بضباط الجمارك ان يتوخوا الحذر بشأن اي اشياء يمكن ان تحتوي على مواد ضارة) . واضاف التحذير (يجب اعطاء اهتمام لجميع الاوعية ايا كان حجمها التي تحتوي على سوائل ذات خصائص محددة) . وقال مكتب بلير انه لا توجد اي ادلة على ان المخطط جرى تنفيذه. وقالت المتحدثة (ربما كان هناك تهديد... وبالطبع فانه يتعين اخذ ذلك مأخذا بالغ الجدية لكننا لا نعتقد ان هناك ما يدعو الى الذعر) . وقال مايك اوبرايان وزير الدولة بوزارة الداخلية البريطانية لهيئة الاذاعة البريطانية (لا نعتقد ان الجمرة الخبيثة قد نقلت الى بريطانيا ليست ثمة ادلة على ذلك ولا نتوقع ذلك بصورة وشيكة, لا يحيق ببريطانيا خطر وشيك أو محدد) . وقال اوبرايان ان عدة دول منها بريطانيا تلقت تحذيرات من اجهزة مخابرات بأن العراق قد يستخدم اسلحة بيولوجية ضد (اعداء العراق) . وامتنع اوبرايان عن الكشف عن مصدر معلومات المخابرات ولم يذكر الدول الاخرى التي تلقت تحذيرات. واضاف (انها احتمالات لكنه ليس مرجحا ان (الرئيس العراقي) صدام حسين يقوم بالاعداد لشيء) . وقال اوبرايان وهو يسعى لطمأنة البريطانيين ان بريطانيا تتلقى تحذيرات من عمليات ارهابية من وقت لآخر ونظرا للمشاكل التي تعاني منها البلاد بسبب الارهاب وذلك في اشارة الى الصراع الخاص بايرلندا الشمالية فان لديها افضل اجهزة مكافحة الارهاب في العالم. ومضى يقول (نحن نتوخى اليقظة الا انه ليس ثمة ما يدعو بالتأكيد للذعر في هذا الشأن او تخويف الناس) . واضاف ان هذا التهديد (ربما كان اقل خطرا من تهديدات اخرى الا انه ليس تهديدا مباشرا ضد بريطانيا على وجه الخصوص) . وذكرت صحيفة (ذو صن) الواسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم أن مصدرا على اتصال بأجهزة الاستخبارات في بغداد هو الذي كشف الخطة العراقية. وأضافت الصحيفة أن هذا المصدر تحدث عن خطة عراقية لادخال كميات كبيرة من عصية الجمرة الى (دول معادية) وذلك (داخل زجاجات تحوي كحولا ومساحيق تجميل وولاعات وعبوات لرش العطور) . وتابعت الصحيفة أن التحذير أبلغ الى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والى حلفاء بريطانيا في حلف شمال الأطلسي. ولم تستبعد الصحيفة أن يشن العراق (هجوما كيميائيا وجرثوميا مستخدما مواد في شكل سوائل غير مؤذية) . وعلى صعيد متصل نقلت وكالة الانباء العراقية عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والاعلام قوله (ان ادعاء الحكومة البريطانية سخيف ولا اساس له من الصحة ويدل على عقلية مريضة) . واضاف ان بريطانيا التي اعترفت امس باستخدام قواتها قذائف مشبعة باليورانيوم المخصب اثناء العدوان الذي قادته الولايات المتحدة عام 1991 ضد العراق تحاول اليوم تضليل الرأي العام مجددا بأكاذيب تعودت عليها باتهام العراق انه يمتلك اسلحة كيميائية) . وتابع المتحدث العراقي قائلا (ان بريطانيا دأبت وعلى لسان مسؤوليها على تلفيق الاكاذيب ضد العراق بين الحين والاخر ارضاء للولايات المتحدة وبهدف اطالة امد الحصار على العراق وزيادة معاناة شعبه الذي هو اصلا يعاني منذ اكثر من سبع سنوات نتيجة للسياسات العدوانية لبعض الدول) . ومضى المتحدث العراقي انه (سبق للعراق ان اعلن مرارا انه لا يمتلك اي انواع من اسلحة الدمار الشامل وانه لم يستخدمها في اصعب الظروف خلال العدوان الثلاثيني (حرب الخليج)) متسائلا ''كيف يمكن بعد ثماني سنوات من الحصار الظالم وبعد ان تم تدمير هذه الاسلحة ان يستخدم العراق اسلحة لا يمتلكها وكيف يستطيع العراق ان يوصلها الى بريطانيا لاسيما وان العراق بلد محاصر؟) . ونقلت الصحيفة عن نزار حمدون مندوب العراق لدى الامم المتحدة قوله ان الكيميائي ناصر الهنداوي اودع السجن وان العراق ابلغ الامم المتحدة في وقت سابق من الشهر الحالي باعتقاله. ولم يتسن الاتصال بحمدون للتعليق على التقرير. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان مفتشي الامم المتحدة الذين يقيمون قدرات العراق الكيماوية والبيولوجية كانوا يأملون في لقاء الهنداوي في ظروف تسمح له بالحديث بحرية. وذكرت الصحيفة ان ضباط مخابرات عراقيين حضروا كل الاجتماعات التي دارت في العراق بين مفتشي الامم المتحدة والخبراء العراقيين. ومضت الصحيفة قائلة ان مفتشي الامم المتحدة (يرون ان حرية الاتصال بأناس مثل الهنداوي قد تكون اهم من زيارة مواقع رئاسية او الاطلاع على ملفات الحكومة العراقية فتجربتهم اثبتت ان العمل في البرنامج يصبح اكثر وضوحا اذا شرحه اناس شاركوا فيه) . ونقلت الصحيفة عن حمدون قوله ان الهنداوي ضبط وبحوزته وثائق عسكرية كان يجب ان يسلمها للحكومة العراقية. وقال دبلوماسيون غربيون للصحيفة ان الهنداوي كان يحمل جواز سفر مزورا وقت اعتقاله ونقل عن حمدون قوله ان العالم العراقي كان يستعد لمغادرة البلاد بصورة غير مشروعة. واضافت الصحيفة قولها ان الهنداي تلقى تدريبه كخبير لعلوم الاحياء الدقيقة في الولايات المتحدة. وذكرت انه كتب تقريرا عام 1983 بينما كانت بلاده تخوض حربا مع ايران اوصى فيه بانتاج اسلحة بيولوجية وكيماوية على نطاق واسع. وقالت الصحيفة ان مسؤولين عراقيين ابلغوا الامم المتحدة ان هذا التقرير كان له اثر كبير على الاستراتيجية العسكرية العراقية. ــ الوكالات

Email