محمد بن راشد في مؤتمر صحافي على هامش مهرجان التسوق:السوق العربية المشتركة ضرورة لتحقيق الوحدة الاقتصادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناشد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبى وزير الدفاع القيادات والزعامات في الدول العربية باعادة النظر في العلاقات العربية ــ العربية لبناء تضامن وموقف عربي موحد تجاه التيارات العاتية التى تداهم أمتنا العربية من هنا وهناك ولنتمكن من الدفاع عن قضايانا العادلة وصون حقوقنا مشيرا سموه الى انه لا مكان للضعيف في عصر التكتلات خاصة الاقتصادية منها . ودعا سمو ولي عهد دبى وزير الدفاع في حوار شامل مع الاعلاميين والصحافيين على هامش فعاليات مهرجان دبى للتسوق 98 واستغرق اكثر من 90 دقيقة بقاعة الملتقى بمركز دبى التجارى العالمى القيادات العربية لنبذ الخلافات الهامشية والعودة الى التضامن والتآزر وبناء قوة اقتصادية عربية تتجسد في اقامة سوق عربية مشتركة لحماية مقدرات أمتنا وتحقيق الوحدة العربية في الميدان الاقتصادى مادامت الوحدة السياسية تبدو بعيدة المنال. وأكد سموه أننا في دولة الامارات دعونا وندعو في كل مناسبة لرأب الصدع في الصف العربى ولطالما دعا صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة اخوانه القادة والزعماء العرب الى تجاوز الجراح ونسيان الماضى بكل مآسيه والالتفات الى المستقبل بعين التفاؤل والتسامح والامل. وحول امكانية تحقيق أهداف الامة العربية باقامة السوق العربية المشتركة قال سمو ولي عهد دبى وزير الدفاع اننا نؤيد الدعوة التى أطلقها الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر العربية في هذا الاتجاه وهناك خطوات تنفيذية يجرى اتخاذها على مستوى اللجان ومن خلال جامعة الدول العربية ونأمل التعجيل في هذه الخطوات للوصول الى الهدف المنشود . وأجاب سموه عن سؤال حول حجم الاستثمارات العربية في الخارج وهل يشجع مثل هذه الاستثمارات خصوصا وأن حجم الاموال العربية قد تصل الى 800 مليار دولار قائلا: اننا نفضل ونؤيد الاستثمار وتوظيف الاموال العربية في داخل الوطن العربى لنتحاشى الضرائب والرسوم الباهظة في الدول الاجنبية فنحن في دولة الامارات نشجع وندعم الاستثمار العربى في الارض العربية. وحول استراتيجية دبى التنموية في اطار خطة التنمية لدولة الامارات قال سموه: ان لدينا استراتيجية حتى عام 2010 تتضمن خطة شاملة للتطور التجارى والصناعى والسياحى والاجتماعى وان شاء الله سنصل الى الهدف المرجو . وتطرق سموه الى اتفاقية الغاز الموقعة بين امارتى ابوظبى ودبى قائلا: ان هذا أمر طبيعى وليس بمستغرب لاننا أسرة واحدة ودولة واحدة ولا فرق بين ابوظبى ودبى والشارقة وغيرها من الامارات مشيرا في هذا الصدد الى ان المباحثات بين دبى ودولة قطر مازالت جارية لتوقيع اتفاقية استيراد الغاز القطرى مؤكدا أننا بحاجة الى الغاز لتشغيل المصانع في منطقة جبل علي وتوفير الطاقة الرخيصة للقطاع الصناعى في هذه المنطقة. وعن المشاريع الضخمة التى تنفذها أو يزمع تنفيذها في دبى ومدى قدرة المدينة على تحمل مثل هذه المشاريع أكد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ان دولة الامارات بحاجة الى مشاريع جديدة وعديدة ونحن نخطط وننفذ ضمن حاجاتنا ومتطلباتنا ونحمد الله أن الامكانات المادية والفنية والبشرية متوفرة لدينا ولاخوف من تنفيذ مثل هذه المشاريع العملاقة كمشروع رأس الخور في دبى والذى يتضمن مدينة العاب متطورة قد تصل تكاليفها الى اكثر من مليارى درهم . وحول عملية دمج البنوك وانشاء سوق للبورصة في دبى قال سموه ان هذا الامر متروك لادارات البنوك ذاتها ونحن لا نتدخل في شؤونها, فالدمج ظاهرة صحية تساعد على مضاعفة رأس المال والربح واثبات الذات على مستوى محلى ودولى وهناك العديد من الشركات الكبيرة مثلا اندمجت في شركة واحدة لتقوى وتتحاشى الانهيار . أما عن البورصة في دبى فأكد سموه أننا عندما نرى ضرورة ملحة لانشاء هذه البورصة ونرى فيها فائدة لبلدنا ومواطنينا فليس لدينا أى موانع لتحقيق هذا الهدف في الوقت المناسب. وعن التطور المتسارع والانفتاح الاقتصادى والسياحى والاجتماعى الذى تشهده دولة الامارات ودبى بالذات شدد سموه على تمسك شعب دولة الامارات بعاداته وتقاليده وقيمه ودينه الاسلامى الحنيف مشيرا الى أن توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بهذا الخصوص واضحة وأن هناك خطا أحمر لايمكن تجاوزه, فالتطور ضرورى لمواكبة العصر لكن مع الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية وديننا الاسلامى الحنيف. وأكد أن دولة الامارات لايمكن ان تكون هونج كونج وأن لها تطورها الخاص وطابعها العربى الاسلامى الخاص ونحن نأخذ الجيد والمناسب من تطور ونهضة الآخرين لنستفيد منها في نهضة دولتنا الشاملة. وحول الشعار الذى تبناه مهرجان دبى للتسوق 98 وهو (دبى ملتقى أطفال العالم) أوضح سموه ان الاطفال هم عدة المستقبل وعليهم الاعتماد ولهذا نود أن نلفت انتباه العالم لحمايتهم ورعايتهم وتوفير العيش الكريم لهم في كل بقاع الارض فهم رمز للمحبة والسلام. وبالنسبة لاكتتاب القطاع الخاص في الدولة بالمشاريع الكبرى التى تساهم فيها الحكومة أكد سمو ولي عهد دبي وزير الدفاع أن الحكومة تساعد وتدعم وتشجع القطاع الخاص في الدولة للمساهمة والاكتتاب في المشاريع الصناعية وغيرها مثل دوكاب ودوبال وطيران الامارات وغيرها ولكن بعض الاحيان نرى أن القطاع الخاص غير قادر على الاكتتاب بمثل هذه المشاريع لضخامتها وارتفاع رأسمالها فنحن ليس لدينا أي مانع لدخول القطاع الخاص في المشاريع التنموية الكبيرة مع الحكومة . وحول نية سموه انشاء محطة تلفزة فضائية في دبى وأين وصلت فكرة هذا المشروع الضخم قال سموه ان الدراسة حول هذا المشروع مازالت قائمة وندرس حاليا تجنب السلبيات والروتين الذى تتبعه بعض المحطات الفضائية العربية لتكون محطتنا الجديدة مميزة وفريدة بعيدة عن الروتين المتبع وان شاء الله قريبا سيتم تنفيذ المشروع بعد اكتمال الدراسة والاستعدادات اللازمة. وفيما يتعلق بصفقات السلاح التى تعقدها دولة الامارات مع الدول المصنعة رفض سمو ولي عهد دبى وزير الدفاع فكرة أن تكون دولة الامارات تتعرض لضغوط سياسية من هذه الدول لشراء السلاح وأكد أن قواتنا المسلحة قادرة على استيعاب مثل هذه الاسلحة المتطورة ونحن نتخذ قرارنا السياسي بارادتنا وحسب احتياجات قواتنا المسلحة ونرفض أي ضغوط خارجية. وعن علاقات دولة الامارات بجمهورية مصر العربية اكد سمو ولي عهد دبى وزير الدفاع أنها علاقات اخوية متميزة في كل شىء وقد أرسى دعائمها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة وأخوه الرئيس المصرى حسنى مبارك مشيرا الى ان القيادة والشعب في دولة الامارات راضون تمام الرضا عن تطور هذه العلاقات (وأنا أدعو الاخوة في مصر لتسويق المنتجات المصرية عبر دولة الامارات ودبى لتسهيل تصديرها الى الخارج ونحن سنوفر كل التسهيلات لاقامة تعاون تجارى مفتوح مع جمهورية مصر العربية على مستوى القطاعين العام والخاص . وفى ضوء المساعدات الانسانية الضخمة التى تقدمها دولة الامارات لشعب العراق وعما اذا كانت دولة الامارات تؤيد رفع الحظر الاقتصادى عن العراق فورا أكد سموه أننا ضد تجويع واذلال الشعب العراقى الشقيق وأكدنا ذلك في كل المناسبات وعلى أعلى المستويات والتضامن العربى كفيل برفع المعاناة عن الشعب العراقى وأثبت هذا التضامن فاعليته خلال الازمة الاخيرة التى نشبت بين العراق والامم المتحدة مما حال دون توجيه ضربة عسكرية للعراق. وأشار سموه الى ان الازدحام والاختناقات المرورية التى تشهدها دبى دليل على نجاح المهرجان بزواره من عرب وأجانب وأن دولة الامارات تفتح ذراعيها للاخوة العرب والاصدقاء في كل موسم سواء في الصيف أم في الشتاء لاننا ننشد اللقاء وننشد المحبة والسلام والتعارف بين الشعوب وحضاراتها . وفى ختام المؤتمر الصحفى الكبير وجه سمو ولي عهد دبى وزير الدفاع التحية والشكر لرجال الصحافة والاعلام على جهودهم في تغطية الاحداث والمهرجانات التى تشهدها دولة الامارات ونحن نرحب بوسائل الاعلام في كل مناسبة فهم في بلدهم الثاني. ــ وام كتب - وليد العارضة

Email