اعلن عدم ايمانه بدبلوماسية التلفزيون: عنان يدعو لتطبيق القرار 425 وإسرائيل تؤكد اتخاذ قرار بالانسحاب من الجنوب اللبناني

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان ضرورة تطبيق قرار مجلس الامن رقم 425 بشأن انسحاب قوات الإحتلال الاسرائيلية من جنوب لبنان . وامتنع عنان عن اعطاء أي تفاصيل حول طرق تنفيذ القرار الدولي مكتفيا بإعلان تفضيله مناقشة بعض الأمور وراء الأبواب المغلقة وانه لا يؤمن بدبلوماسية التلفزيون. وتعهد عنان لحشد من أمهات المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية اللائي استقبلنه بلافتات عند مدخل مطار بيروت أمس برفع قضيتهن الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر للإفراج عن 160 أسيراً لبنانياً. ودعا عنان الى دعم الدور الامريكي كوسيط لتفعيل عملية السلام مؤكدا ان المنظمة الدولية ستلعب دورها عبر قوة حفظ السلام في جنوب لبنان والمقرر ان يزور مقرها اليوم بالناقورة عند الحدود مع اسرائيل ليلتقي الرئيس اللبناني الياس الهراوي قبيل اختتام زيارته للبنان المحطة الثالثة في جولته بالمنطقة. وفي الاراضي المحتلة حذر الميجور جنرال موشي يالون رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر أو (المطبخ الأمني) برئاسة بنيامين نتانياهو بأن اسرائيل لا يمكنها الانسحاب من جنوب لبنان بدون موافقة سوريا الطرف القوي والفاعل في المعادلة اللبنانية. وقرر المجلس الوزاري الاسرائيلي تأجيل اتخاذ قرار حول الانسحاب من لبنان لمدة اسبوعين لانشغال اسحق موردخاي وزير الدفاع صاحب خطة الانسحاب مقابل ترتيبات وضمانات أمنية لبنانية تشمل دمج ميليشيات لحد في الجيش اللبناني. ومن المقرر ان يلتقي موردخاي في واشنطن الاسبوع الحالي المسؤولين الامريكيين لبحث الملف اللبناني. واعلن عنان في تصريح صحافي اثر جولة من المباحثات عقدها في بيروت مع وزير الخارجية اللبناني فارس بويز ان البحث تناول (القرار 425 واحتمالات تطبيقه من جميع وجوهها لان هناك طرفان للوقوف على رأيهما ولا يكفي الوقوف على راي طرف واحد) . وقال (ناقشنا في كيفية تطبيقه ونتائج ذلك لاسيما وان القرار متخذ منذ 20 عاما ويجب ان نأخذ بعين الاعتبار الواقع على الارض) . واضاف عنان الذي وصل امس الى بيروت في زيارة تستمر نحو 48 ساعة (سأزور اسرائيل للبحث بالتفصيل بما يفكرون به بالنسبة لـ 425) . وقال (ان نص القرار 425 يذكر بوضوح ما يتوجب على اسرائيل ان تفعله وما يتوجب على لبنان ان يفعله) . ولم يعط عنان اي تفاصيل ملموسة عن احتمالات طرق تطبيق القرار الدولي المذكور مؤكدا (ان من الافضل مناقشة بعض الامور وراء الابواب المغلقة فانا لا اؤمن بدبلوماسية التلفزيون) . وردا على سؤال عن امكان قيامه بدور وسيط في هذا المجال كدور الوسيط الناجح الذي لعبه خلال الازمة العراقية الاخيرة بين الامم المتحدة وبغداد بشأن نزع اسلحة الدمار قال عنان (هناك وسيط لعملية السلام وهو الولايات المتحدة) . واكد بان المنظمة الدولية (ستلعب دورها عبر قوة حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان عندما يتقرر تطبيق القرار 425) . وردا على سؤال أخر للأمين العام للامم المتحدة لماذا لا يلعب دور الوسيط لحل مشكلة لبنان خاصة بعد نجاحه تجاه الأزمة العراقية قال عنان هناك بالفعل من يتولى هذا الدور وعندما يكون هناك وسيط في عملية السلام يجب أن ندعم هذا الوسيط ولا نبحث عن وسطاء آخرين. وأكد عنان على ضرورة تنفيذ القرار 425 ولكنه تساءل كيف يمكن تنفيذ هذا القرار وما هي الخطوات تجاه ذلك وكيف تبنى حقائق جديدة تدفع نحو تنفيذ القرار 425... وأية خطوة تتخذ و بواسطة من؟ وعن دور الأمم المتحدة والقوات اللبنانية في حالة انسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني قال عنان ان القرار 425 يشير بوضوح الى ما يجب أن تفعله اسرائيل وماذا يجب أن تفعله الحكومة اللبنانية وكذلك يشير الى دور الأمم المتحدة في هذا الصدد. ومن جانبه وصف وزير الخارجية اللبناني زيارة كوفي عنان للبنان بأنها زيارة تاريخية بالنسبة لتوقيتها مشيرا الى الانتصار الدبلوماسي الذي حققه الامين العام في تعامله مع الازمة العراقية الذي جنب المنطقة العمليات العسكرية وكذلك جنبها الدخول في المجهول السياسي. وذكر بويز لقد تطرقنا أيضا الى وضع عملية السلام في الشرق الاوسط وسلبيات الحكومة الاسرائيلية ليست فقط بتجميد عملية السلام بل الغاء ماتحقق من هذه العملية وبتفريغ اتفاق مدريد للسلام من محتواه سواء على المسار الفلسطيني حيث التراجع عن أوسلو وكذلك التراجع عن مستوى المسار السوري من الالتزامات التي كانت قد قطعت. وكذلك التراجع عن المسار اللبناني عبر تفريغ القرار 425 من محتوياته الاساسية. وأضاف بويز أنه بحث مع عنان أيضا وضع اللاجئين الفلسطينيين وعمل منظمة (الاونروا) في لبنان ونظرة الحكومة اللبنانية التي تؤيد عمل هذه المنظمة ضمن اطار رفضها لتوطين الفلسطينيين في لبنان. وأشار الى أن المشاورات تناولت وضع المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وخاصة في ظل القرار الاستثنائي الغريب الذي اتخذته المحكمة العلىا في اسرائيل بتشريعها اختطاف رهائن لمصلحة الاجهزة العسكرية الاسرائيلية وذلك في ظل صمت دولي مخيف حيال انتهاك حريات حقوق الانسان. ووصف بويز هذا القرار بأنه لامثيل له في التاريخ حيث شرعت دولة عبر محكمتها بأختطاف رهائن. وقال بويز أنني لا أعتقد أن هذه الزيارة سوف تفسح المجال أمام الامين العام للاطلاع على كافة المواضيع المطروحة ولكننا واثقون من صدقيته وتمسكه بالحق والشرعية الدولية. واستبقت حكومة نتانياهو زيارة عنان بارجاء اتخاذ قرار بشأن الانسحاب من لبنان واتخذ المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر قرارا في ختام اجتماعا امس بتأجيل اعلان الموقف النهائي للحكومة الاسرائيلية من موضوع الانسحاب من لبنان لمدة اسبوعين وذلك بسبب (انشغال) اسحق موردخاي وارييل شارون خلال الاسبوعين المقبلين في سفرات خارج البلاد. وعقد المجلس المصغر الذي يعنى بالمسائل الامنية اجتماعا استغرق ثلاث ساعات ناقش خلاله خطتين للانسحاب من الشريط الحدودي الذي تحتله اسرائيل في الجنوب اللبناني قدم الاولى موردخاي في حين تبنى الخطة الثانية شارون. وقال موشيه كاتساف نائب رئيس الوزراء للاذاعة (لقد اتخذ قرار بالانسحاب ولكن السؤال هو متى وكيف) . ونقلت الاذاعة عن وزراء آخرين قولهم انه بالرغم من الاختلافات بين موردخاي وشارون, اتفق مؤيدو الفريقين على عدم الربط بين الانسحاب من لبنان وبين مفاوضات مع سوريا تفضي الى اعادة الجولان اليها. وقال ديفيد بار ايلان الناطق بأسم الحكومة الاسرائيلية في تصريح لوكالة فرانس برس (من السهل ايجاد حل لاننا متفقون على مغادرة لبنان ولان بيروت تريدنا ان نرحل) . لكنه اضاف ان (هذه الحكومة لن تنسحب من الجولان وتعرض بالتالي كامل الحدود الشمالية للخطر, لمجرد تمكين اسرائيل من الانسحاب من لبنان) . وبفعل عدم اتخاذ المجلس المصغر لقرار حول الملف اللبناني فأن نتانياهو لن يكون بمقدوره ان يبلغ الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي يبدأ يوم الثلاثاء المقبل زيارة الى اسرائيل بالموقف النهائي لحكومته. وايد الجنرال موشى يالون رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية وجهة نظر شارون حين قال انه ( لايمكن الوصول الى ترتيبات مع لبنان بدون موافقة سوريا) . وصرح عدد من الوزراء الاسرائيليين للاذاعة الرسمية الاسرائيلية في ختام الاجتماع ان غالبية اعضاء المجلس المصغر ايدت الخطة التي قدمها موردخاي الا انه تم تأجيل اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن الى ما بعد اسبوعين بسبب ارتباط موردخاي وشارون بمواعيد خارج البلاد. واضافت الاذاعة ان (موردخاي سيسافر الاسبوع المقبل (الحالي) الى واشنطن للالتقاء بالمسؤولين الامريكيين) ويتوقع ان يكون موضوع الملف اللبناني من ضمن القضايا الرئيسية التي سيتم التباحث بشأنها. ــ الوكالات

Email