خبير نفطي عالمي لـ (البيان) :أوبك ستواصل الصمود رغم تصاعد الأزمة النفطية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبير نفطي عالمي لـ (البيان) ان منظمة الاوبك ستواصل صمودها في مواجهة الأزمة النفطية الراهنة على الرغم من تراجع درجة سيطرتها على السوق , في ضوء الخلافات المحتدمة بين أبرز أعضائها, وتوقع استمرار اتجاه الاسعار الى الانخفاض على الرغم من ارتفاعها النسبي عقب الاعلان عن تأجيل اجتماع لجنة المراقبة التابعة للمنظمة من 16 الى 30 مارس الحالي. وقال كينيث الارد, الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن, في اتصال أجرته (البيان) معه ان توقعه معاودة الاسعار انخفاضها يرجع الى اسباب عديدة, من بينها المناخ السائد في السوق العالمية والذي يغلب عليه الاتجاه الى التشاؤم في ضوء خلافات المنتجين في أوبك وخارجها, والعوامل المتعلقة بالمناخ, وكذلك توقع دخول النفط العراقي الاسواق بعد قرار الامم المتحدة في هذا الشأن برفع ما يسمح للعراق بتصديره بشكل ملموس. وردا على سؤال عما اذا كان أسوأ السيناريوهات المحتملة, وهو المتعلق بتعرض الاوبك لمزيد من الضغوط بما يهدد وحدتها ووجودها عقب اعلان السعودية تخليها عن دور المنتج المرن ووصف فنزويلا نظام الحصص بها بأنه عف عليه الدهر, قال كينيث الارد ان سقوط أوبك تم التنبؤ به مرات عديدة من قبل, أبرزها في العام 1986 مع نشوب حرب أسعار ضارية بين المنتجين, ولكنني أميل الى التحفظ حيال مثل هذا الطرح. وبرر وجهة نظره بقوله اننا ينبغي الا ننسى ان نجاح اوبك كان مرتبطا بالقدرة على التحكم بالسوق, وقد بدأ هذا التحكم في التسرب من يد المنظمة منذ العام ,1990 وهذه الحقيقة التي لا سبيل أمام احد لانكارها, ولكن مثل هذا التسرب يمكن العودة الى السيطرة عليه, وخاصة ان هناك العديد من المتغيرات الدولية التي تدفع الى الاتجاه نحو اعادة ضبط السوق. وأعاد كينيث الارد الى الاذهان عددا من الحقائق, في مقدمتها انه على الرغم من تراخي الطلب على النفط من جانب الدول الآسيوية, الا ان دولة كالصين تمضي قدما في خطط تحديث عملاقة, وتحتاج الى كميات كبيرة من النفط لا يمكن ان تقف ساكتة امام اهتزاز سوق النفط العالمية. وقال اننا لا ينبغي ان ننسى ايضا موقف روسيا, التي حرصت على دعم العراق وعدم تعرضه للقصف الامريكي بفعل سعيها الى استرداد مليارات الدولارات التي تطالب بها, وهي ديون مستحقة لها على العراق. ورداً على سؤال لـ (البيان) حول طبيعة التأثير الذي يمكن أن تتركه الازمة الراهنة على برامج التنمية طويلة المدى في دول التعاون, قال الخبير العالمي ان هذا السؤال ينتمي الى نوعية الاسئلة التي يصعب الاجابة عنها لانه لا يرتبط بالنفط فقط, وانما يرتبط بالعديد من العناصر الاخرى مثل مدى قوة توجه برامج التنمية الخليجية الى التحديث وموقف ابناء دول (التعاون) انفسهم. وأعرب عن ميله الى الاعتقاد بأنه قد لا يكون هناك تأثير قوي على خطط التنمية الخليجية في المدى الطويل, وقال ان الدول الخليجية تقف الان موقفا يتسم بالرشادية والعقلانية الى حد كبير, ويكفي ان نذكر في هذا الصدد رفضها الموافقة على القصف الامريكي للعراق. وشدد على ان العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة المتحدة تمر بمرحلة نضج حقيقي وان موقف دول (التعاون) هو موقف صحيح حيث ينبغي ان تسير العلاقات في مسار الحوار النشط من جانبين وليس من جانب واحد.

Email