سر كشفه تلفزيون كندي بعد عشرين عاما من أزمة الرهائن: (السي اي ايه) خدعت الحرس الثوري الايراني بالسينما وهربت ستة دبلوماسيين امريكيين من ايران

ت + ت - الحجم الطبيعي

على طريقة افلام العنف والاثارة والجاسوسية خدعت (السي اي ايه) ايران وتلاعبت باجهزتها الامنية ونجحت بوسائل (التنكر) السينمائي والخداع الدبلوماسي في تهريب ستة دبلوماسيين (مهمين جدا) من طهران الى واشنطن . الحكاية كلها مثيرة وتصلح لتكون فيلما سينمائيا. ففي عام 1979 سيطر شباب حرس الثورة الاسلامية على مبنى السفارة الامريكية في طهران واحتجزوا 51 رهينة فيما صار لاحقا (ازمة الرهائن) الشهيرة. الا ان انطونيو مينديز احد كبار ضباط السي اي ايه والمتقاعد حاليا تولى مهمة انقاذ ستة دبلوماسيين (مهمين جدا) وتهريبهم من ايران بجوازات سفر كندية وفي زي ممثلين سينمائيين. والقصة كشف عنها الليلة قبل الماضية برنامج تلفزيوني تسجيلي بثته محطة (سي بي سي) الكندية. وكشف البرنامج ان كين تايلور سفير كندا بطهران لعب دورا هاما في تهريب الدبلوماسيين الامريكيين. وقال السفير لمحطة (سي بي سي) ان كندا مازالت تستحق التقدير والولايات المتحدة مدينة لها بالفضل. واضاف (ربما كان لطيفا لو ان الامريكيين عندما عادوا الى بلادهم سالمين قالوا شكرا لكندا وبالمناسبة شكرا للسي اي ايه لكن ليس بهذا الاسلوب يتعامل العالم) . وفي تلك الفترة حافظت واشنطن على سرية العملية وابعاد شبح السي اي ايه عنها حتى لا يتعرض الرهائن للانتقام في طهران وكان عددهم 51 رهينة محتجزين في السفارة الامريكية. وقال انطونيو مينديز عميل (السي اي ايه) لمحطة سي بي سي (لو عرف الايرانيون بدور سفارة كندا في هروب الدبلوماسيين الأمريكيين لأصابهم الجنون, أما بالنسبة لدور الـ (سي اي ايه) فليس بجديد لأنهم يعتبرونها (الشيطان الأكبر) . ففي عام 1979 عندما سيطرت عناصر الحرس الثوري الايراني على مقر السفارة الأمريكية خطط الدبلوماسيون الستة للهرب وقضوا خمسة أيام حتى تمكنوا من الوصول الى السفارة الكندية وظلوا داخلها ثلاثة أشهر. وقال مينديز أنه بدأ التشاور مع المسؤولين الكنديين حول طريقة انقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين ووافقت كندا على منح ستة جوازات سفر كندية. وأضاف مينديز عندئذ خطرت لي فكرة استخدام هوليوود كغطاء لعملية الهروب حيث كان هناك فريق سينمائي يبحث عن موقع للتصوير في طهران داخل البازار. واضاف عميل الـ (سي اي ايه) المتقاعد انه اتصل بأحد العناصر في هوليوود ويدعى جون كامبيرس ويعمل (ماكييرا) وأقنعه بالتعاون وتم اختلاق (سيناريو) وهمي لتبرير عملية تصوير فيلم (وهمي) في ايران. وتوصل مينديز لسيناريو فيلم خيال علمي يلائم ايران وقتها ويقول عميل الـ (سي آي ايه) معلقاً: (لو قرأ أحد هذا السيناريو الوهمي لاعتقد اننا مجانين للتفكير في تصوير مثل هذا الفيلم في ايران, فلقد كان اسم الفيلم (آرجو) وبالفعل نشر عنه خبر في مجلة هوليوود حتى توفر المصداقية للعملية السرية. وبدأ خطوات خلق شخصيات كندية للدبلوماسيين الأمريكيين الستة حتى يتاح لهم الانضمام لفريق الفيلم (الوهمي) . وقبل موعد الهروب بثلاثة أيام ظهر مينديز كمخرج سينمائي ايرلندي وصل الى طهران ومعه عميل الـ (سي اي ايه) آخر والتقيا الدبلوماسيين الستة على العشاء في مقر البعثة الكندية. ويقول أحد الدبلوماسيين الستة ويدعى لي شاتز: فتحت لهما الباب ودخلا وكانا رجلين يرتديان معطفين واقيين من المطر, وأدركت من لباسهما انهما من المخابرات المركزية الامريكية. وتمت عملية الهروب والمرور من حواجز الجمارك والأمن بمطار طهران والعودة إلى أمريكا الشمالية. وبمجرد العودة اختفى مينديز وظل دوره سريا الى ان نظمت الـ (سي اي ايه) العام الماضي احتفالا تم تكريمه خلاله لدوره في خدمة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ودوره في عملية طهران. أما تايلور السفير الكندي ودوره في انجاح عملية الهرب فلم ينل عليه جزاء ولاشكورا .. وكما يقول الأمريكي شاتز لقد كان يؤدي واجبه. ـ ا.ب.

Email