تدخل الهراوي والشرع و(الخبز والملح) أنهى الازمة: مناوشة حادة بين الحريري وبري وصلت الى اعلان استقالة الحكومة اللبنانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حسم الرئيس اللبناني الياس الهراوي امس في القصر الجمهوري خلال مأدبة غداء تكريما لوزير الخارجية السوري فاروق الشرع ازمة حادة اندلعت امس بين رئيسي الحكومة رفيق الحريري والنواب نبيه بري على خلفية تلاسن كلامي ساخن بين الرجلين بلغ ذروته باعلان الحريري (ان الحكومة لم تعد موجودة) . وقد وصلت المواجهة الكلامية على حد قول بري: (ان مجلس النواب ليس مسخرة) وقول الحريري للاول: (لماذا يعلو صوتك علينا, فنحن لسنا موجودين هنا لترفع صوتك علينا, ولسنا تلاميذ مدرسة) . وكانت المواجهة بدأت بين الحريري وبري عندما طلب رئيس المجلس النيابي اضافة زيادات اجور لبعض الموظفين في القطاع العام من خارج سلسلة الرتب والرواتب التي كانت الحكومة قد سحبت مشروع قانون لها من المجلس النيابي منذ يومين. لكن الحريري رفض طلب بري واصر على اعتبار ان المطلب يندرج في اطار السلسلة التي سحبت وهنا حصلت المشادة وتطورت الى تبادل الاتهامات بين الرئيسين بمحاولة (تطيير الحكومة) . وقد طلب الحريري تأجيل البحث فيه الى حين مناقشة سلسلة الرتب والرواتب, ولكن بري طرح صفة العجل على التصويت, فصدقت, وبدأت مناقشة الاقتراح. وبعد مداخلات لعدد من النواب طالبت باقرار الاقتراح خصوصا حسين الحسيني وخليل الهراوي اعترض وزير الدولة لشؤون المال فؤاد السنيورة قائلا: انه يحتاج الى حسابات لمعرفة الاعباء المالية التي ستترتب على الدولة. وعند اصرار الحريري على عدم البت بالموضوع, وقوله: (السلسلة جايي (اي آتيه قريبا), رد عليه بري: (جايي المن والسلوى) ومضيفا: (ساكتين وساكتين في سنة ,1996 وبتقولوا اننا لا نؤجل) . تابع: (نحن مؤتمنون على مصلحة الخزينة اكثر منكم (موجها كلامه الى الحريري والوزراء), وعندما تأتي الحكومة الى المجلس النيابي وتطالب بمهلة الخمسة اسابيع, فنحن نقول بأن الحكومة سبق وتعهدت بأن السلسلة ستمشي في مايو 1996 وبالتالي لم نعد نصدق وعودكم ولا تعهداتكم) . فاجابه الحريري: (اذن يجب تغيير الحكومة) . رد بري ومن قال لك انه يجب ان لا نغيرها؟ وهنا قال الحريري: (لنطيرها ونحن لسنا موجودين هنا لترفع صوتك علينا, فنحن لسنا تلامذة مدرسة) . اجاب بري: (لا نرفع صوتنا على احد, لكن المجلس النيابي ليس مسخرة, هنا السلطة التشريعية. فوقف الحريري وطالبه بممارسة صلاحياته وقال: (الحكومة ليست موجودة) . اجابه بري: ليس انت من يقول لم تعد الحكومة موجودة أو غير موجودة. وهنا غادر الحريري المجلس وتبعه الوزراء, في وقت طلب فيه عدد من النواب من بري رفع الجلسة, فرفعها لمدة ساعة, حيث عقدت في غياب جميع الوزراء. وعندما سأل الصحفيون الحريري فيما كان خارجا من مبنى المجلس اذا كان ذلك يعتبر استقالة رفض الاجابة وتابع طريقه خارجا. قال وزير الدولة للشؤون المالية فؤاد السنيورة ان حكومة الحريري باقية بالتأكيد. وكان ناطق بلسان الحريري قال ان الحكومة مستمرة في اعمالها ولا نية للاستقالة, معتبرا ان ما قاله الحريري امام المجلس لا يعني استقالة الحكومة. ومضى الناطق قائلا (ان الحكومة موجودة في كل البلد ورئيسها سيتابع مشاوراته العادية التي كان بدأها الاسبوع الماضي مع فعاليات عدة لمناقشة الوضع الاقتصادي في البلاد وطرق معالجته) . ومضى الناطق قائلا (الخلاف مع بري هو دون سقف سياسي بل خلاف حسابي) . غير ان مصادر مقربة من الحريري قالت لـ (البيان) ان الحريري كان مصمما على الاستقالة لان التفاهم بين حكومته ومجلس النواب بات معدوما. لكن اتصالات عاجلة اجريت مع الهراوي والوزير الشرع جرى خلالها التفاهم على ان كل الخلافات تحل على مائدة (الخبز والملح) في القصر الجمهوري خاصة بمناسبتين عامتين اولاهما زيارة الوزير السوري إلى لبنان, وثانيهما شفاء الرئيس اللبناني من وعكة صحية. وتقول مصادر الحريري لـ (البيان) انه بعد اتصالي الهراوي والشرع به تراجع عن اصراره على الاستقالة, وابقاها مجرد تلويح عام, وحرص ان يؤكد ذلك بتوجهه مباشرة من مجلس النواب إلى مكتبه في السراي الحكومي, ليؤكد انه مازال يتابع عمله, وحتى اشعار محكوم بالمفاجآت ماذا جرى نيابيا, وحكوميا؟. وقد غادر الشرع بيروت اثر مأدبة الغداء عائدا إلى بلاده. واستقل الشرع الذي رافقه وفد من كبار الموظفين في وزارته طائرة خاصة إلى دمشق. وذكر مصدر رسمي لبناني ان الشرع نقل للهراوي رسالة شفهية من الرئيس السوري حافظ الاسد. بيروت ـ وليد زهر الدين

Email