الخرطوم رحبت والامة وافق فورا وقرنق ينتظر: مبادرة مصرية شاملة لتحقيق المصالحة السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كسرت مصر حاجز التردد بشأن المسألة السودانية والقت بكامل ثقلها سعيا وراء حل شامل وعادل للصراع المرير بين الفرقاء السودانيين شماليين وجنوبيين . وكشف وزير الخارجية المصري عمرو موسى امس أن بلاده ستطلق قريبا مبادرة لمصالحة شاملة, رحب بها حزب (الامة) السوداني على الفور في حين تحفظ عليها المتحدث باسم التجمع الديمقراطي (تحالف المعارضة الشمالية والجنوبية) وامتنعت المعارضة الجنوبية المسلحة بزعامة جون قرنق عن اعطاء رأي قاطع. وبينما التزم حزب الاتحادي الديمقراطي الصمت, اعطت الخرطوم موافقتها ضمنا على المبادرة (المرتقبة) معلنة عدم معارضتها اشتراك المعارضة الشمالية في مفاوضات السلام بين الحكومة وحركة قرنق في نيروبي الشهر المقبل, ولم يعط وزير الخارجية المصري الذي كان يتحدث امام لجنة برلمانية امس, تفاصيل عن المبادرة المصرية لكنه قال ان القاهرة (ستطلق خلال الاسابيع القليلة المقبلة مبادرة لتحقيق السلام في السودان ووقف الحرب الاهلية وتحقيق تسوية شاملة تهيىء اجواء المصالحة الشاملة ولتجنيب السودان مخاطر التدخل الخارجي والتقسيم) . وقال موسى امام لجنة الشؤون العربية والعلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري ان (الاسابيع القليلة المقبلة ستشهد تنسيقا عربيا افريقيا تقوده مصر مع دول الجوار للاتفاق على سياسة تحمي السودان من خطر التقسيم) . وأكد وزير الخارجية المصري ان (مصر لم ولن تقبل تقسيم السودان) مشيرا الى ان الاتصالات التي اجرتها القاهرة مع الدول المجاورة للسودان (اظهرت رفض هذه الدول لمسألة التقسيم) وحذر موسى من ان استمرار الاوضاع في السودان بهذا الشكل سيؤدي الى مزيد من التدهور. وقال (في غضون الاسابيع القليلة المقبلة سيكون هناك تنسيق للاتفاق على سياسة تحمي السودان من الانقسام) . وفيما اعتبره مراقبون تسريبا مقصودا حدد دبلوماسي مصري في تصريح لوكالة (فرانس برس) طالبا عدم ذكر اسمه ملامح للمبادرة التي اشار اليها موسى قائلا ان مصر ستقوم خلال الاسابيع المقبلة بتحركات لارساء اسس تسوية شاملة لجميع المشاكل التي يمر بها السودان سواء الحرب الاهلية في الجنوب او الخلاف بين الحكومة والمعارضة الشمالية. واضاف: (ستجري اتصالات مع جميع الاطراف المعنية, الحكومة السودانية والمعارضة الشمالية والتمرد الجنوبي) . وقال الدبلوماسي نفسه (سيكون شيئا ايجابيا اذا امكن التوصل الى حل في اطار الهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف والتصحر (ايجاد). وتضم (ايجاد) سبعا من دول شرق افريقيا (اوغندا وكينيا وارتيريا واثيوبيا والصومال وجيبوتي والسودان). وهي ترعى مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان التي استؤنفت في نوفمبر الماضي والمقرر ان تعقد جلستها المقبلة في نيروبي في ابريل, واكد المتحدث باسم حزب الامة في القاهرة صلاح جلال لوكالة فرانس برس وجود (اتفاق تام) بين حزبه ومصر. واشار الى امكانية التوصل الى (تسوية) مع الحكومة. الا ان المتحدث باسم التجمع الوطني الديمقراطي فاروق ابو عيسى لا يريد ان تتدخل مصر (لتحقيق مصالحة مع نظام الخرطوم الاصولي) . وقال لوكالة فرانس برس (اننا نؤيد الجهود المصرية اذا كانت ترمي الى القضاء على الدولة الدينية في السودان والى اقرار الديمقراطية على اساس الفصل بين الدين والدولة) . من جهة اخرى صرح المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ياسر عرمان لوكالة فرانس برس التي اتصلت به في اسمره ان (جميع المبادرات الرامية الى تسوية مشاكل السودان ستناقش خلال الاجتماع المقبل لقيادة التجمع الوطني الديمقراطي الذي سيعقد في منتصف مارس المقبل في اسمرة) . وفي الخرطوم اعرب رئيس المجلس الحكومي للتنسيق في جنوب السودان والزعيم المتمرد السابق ريك ماشار امس عن تأييده لاشتراك المعارضة الشمالية في مفاوضات السلام السودانية التي ستستأنف في ابريل المقبل في نيروبي. وقال ماشار في حديث لصحيفة (اخبار اليوم) الصادرة في الخرطوم (بما اننا سنشارك في المفاوضات في اطار الوفد الحكومي فلا يوجد سبب لعدم اشتراك المعارضة الشمالية في اطار وفد الجيش الشعبي لتحرير السودان) (بزعامة جون قرنق). كما اعرب ماشار عن الامل في اشتراك مصر والمملكة العربية السعودية في المحادثات (لانهما جاران للسودان) . وكان رئيس الوزراء السوداني السابق وزعيم حزب الامة الصادق المهدي قد طالب في يناير الماضي بمشاركة المعارضة الشمالية في المفاوضات السودانية وبانضمام مصر والسعودية وجنوب افريقيا اليها. وكانت العلاقات بين القاهرة والخرطوم قد تحسنت في الاشهر الاخيرة الماضية بعد فترة طويلة من التوتر. واستقبل الرئيس مبارك للمرة الاولى في نوفمبر الماضي قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق. ومنذ تحسن العلاقات بين البلدين درجت صحف الخرطوم على الحديث عن زيارة وشيكة للرئيس السوداني الفريق عمر البشير الى القاهرة. لكن وزير الخارجية المصري نفى علمه بذلك عندما سئل امس. وقال (ليس لي علم بهذه الزيارة وكل ما تردد في هذا الصدد هو محض تقارير صحفية) . القاهرة ـ مكتب البيان

Email