مظاهرة أمريكية قادها كلارك تضامنا مع العراق: خلاف بين باتلر والعراق حول المواقع الرئاسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهر خلاف بين العراق ورئيس لجنة الأمم المتحدة الخاصة لنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية ريتشارد باتلر حول تحديد المسؤول عن تفتيش المواقع الرئاسية . وقد جاء هذا التطور خلال مناظرة تلفزيونية بين السفير العراقي لدى الأمم المتحدة نزار حمدان وباتلر في الوقت الذي اكدت فيه واشنطن بقاء قواتها بالخليج في حالة تأهب واستنفار بالرغم من المعارضة الداخلية للعمل العسكري ضد بغداد حيث قاد رامزي كلارك وزير العدل الامريكي الاسبق اكثر من 1600 أمريكي بينهم 50 طفلا في مظاهرة تضامنية مع الشعب العراقي انطلقت من الميدان السابع والشارع الثاني والأربعين بنيويورك الى مقر الأمم المتحدة حاملين لافتات (ارفعوا العقوبات) ورددوا هتاف (دعوا العراق يعيش) . وشارك في المظاهرة التي نظمها مركز العمل الدولي ممثلون لجميع ولايات ومدن الشمال الشرقي وممثلون يرتدون أقنعة ضخمة ويحملون دمى أطفال. وفي أوتاوا اعتصم معارضون لضرب العراق في مكتب وزيرة التراث الكندية احتجاجا على مشاركة كندا في التحالف الدولي. وقال نزار حمدون ان العراق وعد بالتعاون الكامل مع فرق التفتيش الدولية وأنه سيتقيد بوعوده. وأضاف حمدون ان المفاوضات الاخيرة التي تمت بين القيادة العراقية والامين العام للأمم المتحدة لم تضع جدولا زمنيا محددا لاعمال التفتيش, لكنها تضمنت فهما بأن هذه الفترة ينبغي ان تكون (معقولة) , وأن عمليات التفتيش (لا يمكن ان تستمر الى الأبد) . وشدد حمدون على أن المحادثات مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لم تتطرق الى موعد معين لرفع العقوبات المفروضة على العراق في حال التزامه بالاتفاق, لكنه أضاف ان (العراقيين يرغبون في رؤية تلك العقوبات وقد رفعت في أقرب وقت ممكن. وقال حمدون, الذي كان يتحدث الأحد في مقابلة مع شبكة (سي. ان. ان) التلفزيونية, ان بلاده لم تتسلم حتى الآن طلبا من باتلر للعودة الى بغداد لاستئناف اعمال التفتيش. غير أن باتلر رد على تصريحات السفير العراقي حمدون بقوله ان الاتفاق الذي توصل اليه عنان في بغداد يوضح (بشكل قاطع) ان الجوهر الأساسي لعمليات التفتيش يستند الى الخبرة التقنية مضيفا انه يجب على العراق عدم عرقلة عمل المفتشين. وفي الكويت جدد الجنرال انطوني زيني التحذير الأمريكي بضرب العراق مالم يذعن ويلتزم باتفاقه مع الأمم المتحدة. و قال ان القوات الأمريكية في الخليج ستبقى في حالة تأهب واستنفار وأكد ستروب تالبوت مساعد مادلين أولبرايت ان واشنطن ليست بحاجة الى أذونات جديدة من الأمم المتحدة لضرب العراق. ودعا نيوت جينجيريتش رئيس مجلس النواب الأمريكي الرئيس كلينتون الى استخدام (الفيتو) ضد أي قرار دولي لايسمح لواشنطن باستخدام القوة تلقائيا ضد العراق. وخاطب رامزي كلارك وزير العدل الأمريكي الأسبق المتظاهرين الأمريكيين مؤكدا ضرورة أن يكون الشعب الأمريكي صانع سلام فهم وحدهم القادرون على وقف حماقة القوة وضرب العراق وقتل أطفاله الأبرياء. وقال كلارك ان شن أي هجوم أمريكي ضد العراق سيجسد حماقة تعزل أمريكا عن العالم وتجعل شعوب العالم الثالث تعتقد أن الولايات المتحدة سوف تستخدم السلاح نفسه ضد من تختاره منهم. واكد كلارك ان أي هجوم عسكري أمريكي ضد العراق سيكون كارثة. واعتبرت الطفلة الأمريكية روي جونسون (12) ان ماتفعله الادارة الأمريكية بالشعب العراقي ضرب من الجنون ولابد من رفع العقوبات وإزالة آثار كل الدمار الذي فعلناه بالأبرياء. وقالت انها شاركت مع أطفال منذ ثلاث سنوات للتضامن وسافروا الى العراق وانضمت لثلاث مظاهرات للتنديد بالعقوبات الامريكية للشعب العراقي. وفي أوتاوا اعتقلت الشرطة عددا من المعارضين لاشتراك كندا مع القوات الانجلو - أمريكية في حشود ضد العراق. وذكر راديو كندا الدولي أن المتظاهرين كانوا يهتفون باقناع الوزيرة شيلاكوفس بممارسة الضغوط على زملائها في الحكومة الكندية كي يتم استدعاء الفرقاطة الكندية (تورنتو) المتجهة الى الخليج العربي. وألقي القبض على المعارضين اثناء اعتصامهم بمكتب الوزيرة. وأعلن قائد القوات الأمريكية في الخليج ان قواته ستبقى في حالة استنفار في انتظار التأكد من ان العراق سينفذ الاتفاق مع الأمم المتحدة. واضاف الجنرال انطوني زيني ان استخدام القوة العسكرية احد الخيارات وسوف يتم استخدامها اذا لم يتحقق الاذعان والتعاون من جانب العراق. ورفض زيني تحديد مدة النشر الحالي للقوة الأمريكية لكنه قال انها ستبقى (ما اقتضت الحاجة لاداء المهمة كما ينبغي) . وقال ستروب تالبوت ان الولايات المتحدة لاتحتاج الى اذونات جديدة من الامم المتحدة لجعل الرئيس العراقي صدام حسين (يتحمل العواقب الخطرة جدا في حال لم يحترم تعهداته. ففي مقابلة مع مجلة (دير شبيجل) في عددها الصادر اليوم الاثنين عبر تالبوت عن موقف واشنطن حيال الرئيس صدام حسين بقوله (في حال لم يحترم مرة جديدة تعهداته عليه ان يتحمل فورا العواقب الخطرة جدا الناتجة عن ذلك, ولسنا بحاجة في ذلك الى اذونات جديدة من الأمم المتحدة, وشدد على ان الولايات المتحدة (ستسهر بتنبه كبير على احترام هذه التعهدات) . ودعا جينجريتش الولايات المتحدة الى استخدام حق النقض (الفيتو) ضد اي قرار للأمم المتحدة بشأن العراق لايتضمن استخداما تلقائيا للقوة العسكرية اذا تراجعت بغداد عن التزاماتها بشأن عمليات التفتيش عن الأسلحة. وانتقد جينجريتش فرنسا وروسيا بسبب اعتراضهما على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي كان سيسمح للولايات المتحدة باخضاع العراق (لعواقب وخيمة جدا) اذا انتهك اتفاقية توسط فيها كوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة. وقال في بيان خطي (لايمكن ان نسمح لفرنسا أو روسيا او اي بلد آخر باضعاف جهودنا الدبلوماسية في محاولتها لتحقيق مزايا تجارية او دبلوماسية مع النظام العراقي, لأن صدور قرار ضعيف يعد انتصارا للعراق. واضاف انه يتعين على ادارة كلينتون ان تصر على ان اي اخفاق عراقي في الالتزام باعطاء مفتشي الامم المتحدة حرية كاملة في الدخول الى مواقع الاسلحة سيؤدي الى استخدام (قوة عسكرية ضخمة) . من جهة أخرى انتقدت صحيفة (صنداي تايمز) ريتشارد باتلر رئيس لجنة الأمم المتحدة الخاصة بازالة اسلحة الدمار الشامل في العراق ووصفت تصرفاته بأنها غير مسؤولة وطائشة. وقالت الصحيفة في تقرير لها امس ان التصريحات اللامسؤولة من باتلر والتصرفات الطائشة التي كانت تصدر عن أفراد فريقه اثارت ثائرة كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة الى درجة وصل معها عنان الى التفكير بالبحث عن بديل لباتلر. واضافت ان باتلر ولهذه الاسباب كان على وشك ان يفقد منصبه في الوقت الذي كان يتأهب فيه كوفي عنان بالسفر الى بغداد في الخطوة الدبلوماسية التي أسفرت عن اتفاق بغداد الذي وقعه عنان مع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي والذي نزع فتيل الأزمة. وفي اطار الحشود العسكرية قال ضباط في البحرية البريطانية امس الاحد ان حاملة الطائرات البريطانية ايلاسترياس دخلت الخليج للمساعدة في تعزيز منطقة حظر الطيران في جنوب العراق. واضافوا ان ايلاسترياس ستحل محل حاملة الطائرات انفنسيبل التي دخلت الخليج في يناير في غمرة تصاعد التوترات بشأن اعمال التفتيش عن الاسلحة بين العراق والأمم المتحدة. وقال جيمس بيرنيل نوجينت قبطان الحاملة للصحفيين على متن الحاملة (الحاملة وصلت لتسلم المهمة حسب الجدول الزمني) . وقال ضباط ان الحاملة عبرت مضيق هرمز الى الخليج الليلة قبل الماضية وستحل محل انفنسبيل خلال اسبوع. ـ الوكالات

Email