مبادرة سورية مصرية لم تكتمل لأسباب غامضة، موسى والشرع استعدا للسفر الى بغداد وتم الالغاء في آخر لحظة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة المصرية لـ (البيان) : عن مبادرة سورية مصرية بشأن الازمة العراقية لم تكتمل لاسباب غامضة بعد ان الغيت في آخر لحظة زيارة كان يفترض ان يقوم بها وزيرا خارجية البلدين الى بغداد. وكشفت المصادر ان الاتفاق الذي وقعه الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في بغداد الاثنين الماضي جنب بغداد ضربة كان قد حدد لها ان تنفذ اليوم الخميس الذي يوافق ذكرى تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991. وقال مصدر دبلوماسي عربي طلب عدم ذكره اسمه لـ (البيان) انه على الرغم من ان المراقبين للازمة العراقية لم تسنح لهم الفرصة خلال الايام الماضية الا للحديث عن الموقف الامريكي, والجهود الروسية والفرنسية, ومباحثات الساعة الاخيرة لكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في بغداد الا ان جهودا عربية كانت تتواصل بالتوازي مع كل الجهود الدولية في اطار السباق المحموم لانقاذ الشعب العراقي والمنطقة من كارثة كبرى. وكشف المصدر في هذا الاطار ان المباحثات المصرية السورية التي جرت في العاصمة المصرية قبل ايام وحضرها من الجانب السوري نائب الرئيس, عبد الحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع, ومن الجانب المصري الرئيس مبارك ورئيس الوزراء المصري د. كمال الجنزوري وعمرو موسى وزير الخارجية ود. اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك, تم خلالها الاتفاق على ان يقوم وزيرا خارجية البلدين بزيارة عاجلة الى بغداد لينقلا الى الرئيس العراقي رسالة مشتركة من الرئيسين (الاسد ومبارك) بشأن الازمة, وتتضمن ضرورة ان ينفذ الرئيس العراقي قرارات مجلس الامن الدولي ويسمح بتفتيش القصور والمواقع الرئاسية. وبالفعل طبقا للمصدر نفسه تم اعداد طائرة خاصة لنقل الوزيرين في عجالة من القاهرة الى بغداد. ولكن في اللحظات الاخيرة, وبعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الزعيمين مبارك والاسد تم الغاء زيارة الوزيرين والاكتفاء بارسال الرسالة المشتركة الى الرئيس العراقي عبر القنوات الدبلوماسية في اطار افساح المجال للجهود الدولية, وبخاصة جهود الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. وفي هذا الاطار جرت اتصالات مكثفة بين الرئيسين المصري حسني مبارك ونظيره السوري, اضافة الى اتصالات للرئيس مبارك مع عنان, وباريس وموسكو. ولم يوضح المصدر الدبلوماسي الاسباب التي دعت الى الغاء زيارة الوزيرين لكنه كشف من جانب آخر. ان الاتفاق بين عنان والعراق جنب بغداد الضربة التي كان من المقرر ان تتم اليوم الخميس الذي يوافق ذكرى تحرير الكويت. ورفض المصدر اعطاء تفاصيل موثقة لهذه المعلومات, غير انه اضاف: (لا يمكن القول بأن الازمة العراقية قد انتهت تماما) مشيرا الى ان الجهود العربية لن تتوقف بهدف انهاء الازمة بكاملها) . الى ذلك ترددت انباء في الاوساط الدبلوماسية العربية بالقاهرة تقول بأن مخططات تقسيم العراق كانت ابعد من مجرد التقسيم فالسيناريو الذي كان مطروحا يقول بأن الشمال العراقي قد يشهد اقامة دولة كونفيدرالية للاكراد في الوقت الذي تستولى فيه تركيا على منطقة اخرى على ان تضم هذه المنطقة الى الاردن فيما بعد وتصبح دولة جديدة يقطنها الفلسطينيون الذين سيتم تهجيرهم في هذه الحالة من الضفة الغربية وغزة. وهو ما يعكس حالة الاستياء التي اصابت الدوائر الحاكمة في اسرائيل بعد اجهاض الضربة العسكرية الامريكية وموافقة العراق على الاتفاق الجديد مع الامم المتحدة. القاهرة ـ أحمد رجب

Email